علي العامري يصدر «فلسطينياذا».. العاشق يتلذّذ بذكر المكان

صورة

صدر للشاعر علي العامري كتاب شعري جديد بعنوان «فلسطينياذا» عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنيّة عمّان.

يتضمن الكتاب نصّاً واحداً، متعدد الأصوات، والإيقاعات، يوظّف أساليب الحوار والسرد والدراما والمرجعيات التراثية الشعبية والتاريخية والأسطورية، من بينها عناصر من ملحمة هوميروس «الإلياذا» مثل انتظار بنلوبي لعودة عوليس، والحصان الخشبي، وتضحيات أبناء طروادة. وعمل العامري على تعمير النصّ بالأبعاد المكانيّة والطبيعية والروحية، عبر توظيف أسماء القرى والمدن الفلسطينية والزهور البرّية والنباتات والأشجار والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ومزارات الصوفيين في نسيج النص.

وجاء في إهداء الكتاب «إلى جدي وأبي وأمي الذين علموني حكمة الأشجار». وقال العامري «تجتمع في كتاب (فلسطينياذا) ذاكرة المكان الأول، فلسطين، مع ذاكرة أطلس التهجير والشتات. وتلتقي فيه ذاكرة الجد والأب والأم وذاكرة الحفيد والابن، وذاكرة النكبة والنكسة، وذاكرة الحرب، مثلما تلتقي ذاكرة نهر الأردنّ بذاكرة الفدائي، وذاكرة مفتاح البيت، وذاكرة الطفولة وقرية القليعات».

وكتب الأديب والناقد الدكتور إبراهيم السعافين مقدمة للكتاب، جاء فيها إنّ «العامري في هذا الكتاب الشّعري الذي اختار له عنواناً ذا صلةٍ وثيقة بالملحمة، يقدّم الملحمة الفلسطينيّة الحديثة في تشبّث أبناء فلسطين بهويّتهم وأرضهم، سواء أكان ذلك على الأرض الفلسطينيّة أم في مواطن الشتات». وقال «يتماهى صوت الأرض وصوت ابنها الذي يهجس باسمها في كلّ حين. فنرى الارتداد إلى اللحظة الأولى وعالم البساطة وتماهي الإنسان مع الطبيعة حين كان يصنع الحضارة وحيداً، فيلتحم الصوتان الملحميّ والرعويّ في استقصاء فريد للمدن والقرى الفلسطينيّة، فلا يغادر مكاناً محتلّاً قائماً أو مدمّراً إلّا ذكره ذكر العاشق الذي يتلذّذ بذكر الأسماء والمتعلّقات. وبدا من مظاهر هذا التلذّذ تكرار ذكر المكان، وكأنّه يردّد أغنيةً أو أنشودةً قريبةً إلى النّفس تدغدغ الأعماق».

وتابع «نوّعت هذه المطوّلةُ أو هذه الملحمةُ العصريّةُ في إيقاعها، فلم تقف عند تفعيلةٍ واحدة، بل راوحت بين التفعيلات كلّما اقتضى الحال. وبوسعنا القول إنّ هذا العمل له بنيته الخاصّة وصوته الخاص؛ فخير الأعمال الأدبيّة ما يُبنى في صورته العامّة على غير مثال».

تويتر