يسلط النادي الضوء على قضايا المناخ والاستدامة

«العقول تتواصل في مدينة إكسبو».. شركاء في هموم العالم

صورة

بجلسة حوارية مع الروائي والشاعر النيجيري بن أوكري، الحائز جائزة بوكر العالمية حول كتابه «تايجر وورك» الذي يعالج التغير المناخي، انطلقت أولى فعاليات نادي تواصل العقول للكتاب، في مدينة إكسبو دبي.

وكشف الكاتب من خلال الجلسة عن كتابه الجديد الذي يحمل مزيجاً من الخيال والمقالات والشعر، ويشكل دعوة لصون المناخ والبيئة. وتُشكل هذه الجلسة البداية لسلسلة من الجلسات التي سيعقدها النادي، والتي ستسلط الضوء على مفهوم المناخ والبيئة والاستدامة، امتداداً من تاريخ اليوم ووصولاً حتى تاريخ انعقاد قمة «كوب 28» في مدينة إكسبو دبي.

ورشة عمل

واستضافت قاعة جناح «تيرا» في مدينة إكسبو دبي وبالتعاون مع مؤسسة الإمارات للآداب، ورشة عمل لطلبة المدارس، مع الكاتب النيجيري، ليكون هذا الحدث بداية الفعاليات التي يهدف من خلالها النادي إلى جمع الجمهور مع أعظم رواة القصص من جميع أنحاء العالم. وقال بن أوكري لـ«الإمارات اليوم» عن كتابه، واهتمامه بطرح قضايا ترتبط بالبيئة: «قبل كتابي الجديد قدمت كتاباً للأطفال عن البيئة، وذلك لأنني كبرت في نيجيريا حيث كانت البيئة مملوءة بالغابات، ولكن بالعودة إلى الأرقام خلال الـ50 سنة الأخيرة، هناك ما نسبته 95% من الأشجار تقطع لاستخدام أخشابها في الصناعة، ولهذا القطع الكثير من الآثار السلبية على البيئة وعلى الإنسان، خصوصاً أن بعض الأشجار كانت تستخدم في علاج الملاريا». وأضاف حول كتابه الأخير الذي يتحدث فيه عن البيئة: «هناك مشكلة حقيقية في الرؤية الضيقة الأفق للقضايا البيئية، فلا يتم التعامل مع التغيير المناخي والبيئة بشكل واقعي، ولكن من الممكن أن يقوم الأدب بتوصيل الرسالة بشكل قوي، لأنه يقدم للناس الحقائق بطريقة فنية من خلال طرح القصة، وتوصيف المشكلة والنتائج، فيما يمكن القول إن المشكلة الحقيقية في العالم أنه لا يوجد فهم كافٍ للمشكلات البيئية وقضيته الملحة».

خطوات فعلية

وفي ما يتعلق بمفهوم الاستدامة، وما تقوم به دبي في هذا المجال، فرأى أوكري أنه على الدول أن تقوم بخطوات فعلية لرفع الوعي بمفهوم الاستدامة، خصوصاً أن العلماء تحدثوا عن أهمية أخذ خطوات جادة في هذا المجال. وشدد على أن الخطوات التي تقوم بها دبي حول الاستدامة يجب أن تكون على أجندة كل دول العالم، فلابد من أن تكون من أهم قضايا الدول، ولابد من وضع القوانين التي تفرض على الناس الالتزام بأسلوب حياة مستدام، وفرض العقوبات والمخالفات على المتسببين في أضرار للبيئة.

قوة القصص

وتحدثت المدير الأول في مجموعة إكسبو دبي، لانا عبدالحميد، لـ«الإمارات اليوم» عن النادي، قائلة: «أتى النادي بشراكة مع مؤسسة الإمارات للآداب، ويهدف بشكل أساسي إلى تسخير قوة القصص والرواية والكلمة المكتوبة لإلهام وتحفيز العمل الفردي والجماعي ورفع الوعي بقضايا عالمية مهمة». وأضافت: «سنركز خلال هذا العام على محاور تأتي ضمن إطار الاستدامة والتغير المناخي وتمكين المرأة ودور الشباب، وسيتضمن البرنامج سلسلة من الجلسات الحوارية وورش العمل والندوات التي ستمتد من يونيو وحتى بداية قمة «كوب 28»، وسيستضيف الكثير من المفكرين والمؤلفين العالميين والدوليين، الذين سيكون هدفهم تقديم رسالة لجميع الفئات العمرية حول هذه القضايا».

واعتبرت لانا أن رفع الوعي والتعلم من الأمور الأساسية التي يهدف النادي إلى تطبيقها ليكون له دور فعال في بناء عالم مستدام وشمولي أكثر. ولفتت إلى أن هدف النادي توفير منصة تجمع بين الكتاب والجمهور الأوسع للكتّاب وكذلك للموضوعات التي ستطرح، لهذا سيتم وضع برنامج منوّع في هذا المجال على أن تتم استضافة مؤلفين من مجالات مختلفة، فمن الممكن التطلع إلى استضافة الخبراء والأكاديميين أيضاً، أو حتى روّاد الفضاء. وأكدت أن النادي

سيكون حريصاً على وجود مشاركات وتمثيل من جميع أنحاء العالم، لأن من أهم أهداف برنامج النادي بناء التواصل بين الأجيال والثقافات، موضحة أن اسم النادي مستوحى من شعار معرض «إكسبو دبي 2020» وهذا يعني استدامة الهدف الأسمى الذي كان يوفره المعرض، ولاتزال المدينة توفره إلى اليوم.

شراكات مهمة

عن الشراكة مع مؤسسة الإمارات للآداب، أوضحت أن مدينة إكسبو تبني الشراكات المهمة لتقديم القضايا الكبيرة بمشاركة الجمهور، لافتة إلى أن دور الكتاب ودور الكلمة المكتوبة جزء لا يتجزأ من التطور الإنساني، ولهذا فإن ما يقدمه النادي هو زيادة الوعي بالتعلم، ومناقشة القضايا بشكل معمق من خلال طرح الأسئلة المهمة.

الثقافة والقضايا الكبرى

تحدثت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للآداب، أحلام البلوكي، عن الشراكة بين المؤسسة والنادي، قائلة: «هدفنا من التعاون بناء مجتمع قارئ وكاتب متفاعل مع الموضوعات العالمية والطارئة لتسليط الضوء على أزمة تغير المناخ، وذلك نظراً لأهمية دور الثقافة في الإضاءة على القضايا الكبرى، وقد تعاونا مع (إكسبو) من أجل تنظيم وبرمجة الجلسات التي ستُقام حتى نهاية العام». ولفتت إلى أن الجلسة الأولى تقدم الرسائل التي يهدف بن أوكري إلى تقديمها من خلال الكتاب الأخير الذي يحمل موضوع المناخ من وجهة نظر الإنسان، حيث يطرح علاقة الإنسان مع الطبيعة. ورأت البلوكي أن دور الثقافة مهم جداً في تقديم موضوعات حساسة بطريقة تلمس مشاعر الإنسان، فمن الممكن أن تظهر الأرقام الآثار السلبية على البيئة، ولكن في الحياة اليومية قد لا نشعر بهذا الأثر، لأن الإنسان لا يرى ما هو أبعد من أحداث يومه، ولكن واقعياً إن لم نغير طريقة حياتنا، فالكثير من الموارد ومنها المياه والكهرباء لن تستديم.

تغيير الفكر

وأعربت البلوكي عن أهمية الكتاب في تغيير الفكر وأسلوب الحياة، موضحة أن النادي سيكون له دور فعال في تقديم الرسائل المهمة، خصوصاً أن التعاون سيتيح للمؤسسة أن تستديم في تقديم الحوارات والجلسات النقاشية، بدلاً من انتظار سنة كاملة لتنظيم المهرجان، مبينة أن هناك فئة من الجمهور تطلب هذه الجلسات. ورأت البلوكي أن الأرقام في مجال النشر عالمياً، تؤكد الوضع الجيد للكتاب، فعالمياً الكتب الورقية تباع بأرقام مميزة، فيما أيضاً تجذب الكتب المسموعة والكتب الإلكترونية فئة كبيرة من القراء، خصوصاً أن الكتاب يشكل فسحة للتعرف إلى حضارات جديدة والسفر والمعرفة.

تويتر