مشاريع صديقة وأفكار صالحة عالمياً

مبدعو «دبي للتصميم».. شباب يعيشون الاستدامة

صورة

قدم خريجو معهد دبي للتصميم والابتكار في نسخته الثانية مجموعة من المشاريع المبتكرة التي تركز على توفير حلول مستدامة من خلال تصميم المنتجات والأزياء بطريقة صديقة للبيئة في المعرض المقام في حي دبي للتصميم، ويضم أحدث المشاريع التي تسهم في تحسين البيئة، وتقديم مجموعة من الحلول والأفكار الصالحة عالمياً.

وضم المعرض مجموعة من مشاريع التخرج التي سلطت الضوء على المنتجات المصنوعة بطريقة مستدامة وتحمل هوية تكنولوجية وصديقة للبيئة، حيث تشتمل على ابتكارات تقدم حلولاً تسهم في خفض الأضرار البيئية من خلال صنعها من مواد بديلة.

«ملابس قابلة للتحلل»

استكشف محمد صالح الموضة التحويلية من خلال مواد بديلة، وسلط الضوء على الاختلاف بين ما نستكشفه حالياً في مجال الموضة والعلاقة المحتملة التي يمكن أن نكون بها مع الموضة مستقبلاً، وقام في مشروعه «earthan» بالعمل على تصميم أقمشة من بذور الشيا لتميزها بالقدرة على التحلل سريعاً، ما يسهم في تخفيف التلوث البيئي. وقال صالح لـ«الإمارات اليوم»: «قمت بصنع القماش بنفسي بواسطة زرع بذور الشيا على نسيج من الصوف العضوي، وزراعة بذور الشيا بمزجها مع المعادن التي تساعد على نموها لتشكل لنا قطع ملابس مميزة ومستدامة».

وأضاف: «تعد الفكرة وراء هذا العمل هي استكشاف الموضة التي تتغير في أثناء تحللها، حيث يتميز النسيج بقدرته على التحول إلى قطعة أخرى يعاد ارتداؤها بطرق أخرى».

«بقايا الطعام لصنع الأثاث»

من جانبها قامت مريم لامبيرت بتقديم مشروع «Emergent Materiality» الذي يتميز باستخدام بقايا الطعام كقشر البيض لصنع مواد بديلة لصنع الأثاث، حيث تعد المواد التي تستخدم حالياً كالخشب والبلاستيك صعبة التحلل وتسهم في التأثير سلباً على البيئة، وقالت في حديثها عن المشروع: «حاولت من خلال مشروعي إيجاد بدائل جديدة للمواد المستخدمة في صناعة الأثاث لجعلها أكثر استدامة وصديقة للبيئة، خصوصاً أن المواد المستخدمة حالياً كالخشب غير مستدامة ويتعين حرقها للتخلص منها، ما يؤثر سلباً على البيئة، ومن هذا المنطلق قمت بعرض مشروعي عن إيجاد بديل مستدام لهذه المواد باستخدام مواد أكثر استدامة كبقايا الطعام».

وأضافت: «استخدمت بقايا الطعام لإنشاء مواد يمكن استخدامها في صناعة الأثاث، وذلك من خلال أوراق الذرة كبديل للخشب، حيث إنها قوية ومرنة وقابلة للتشكيل، كما استخدمت قشر البيض لتشكيل مادة تشبه السيراميك تتميز بعدم تأثرها بعوامل الرطوبة، واستخدمت شعيرات الذرة لتشكيل مادة تشبه البلاستيك تتميز بتركيبة قوية ومرنة».

«أزياء مستدامة»

وشاركت زينة عيسى بمشروعها «زينة» الذي يتمثل في الدمج بين أحدث التقنيات التي تساعد في الطباعة باستخدام مواد مستدامة وقالت: «يدمج المشروع بين الموضة المستدامة وتكنولوجيا الآلات ثلاثية الأبعاد، حيث بدأت العمل على المشروع باستكشاف مواد مختلفة لفهم حقيقة ما يمكنني القيام به معها وما إذا كان بإمكاني دمجها بتقنيات مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد لإنشاء ملابس فعلية، وانتهيت بمجموعة تجريبية من الأقمشة ثلاثية الأبعاد التي قد تستخدم لصنع أزياء مستدامة وقمت بعرض عينات منها في المعرض».

وأضافت: «في الأساس كان الأمر يتطلب فهم إمكانات المواد المحددة التي لا يوجد الكثير من البحوث عنها لذلك عملت على تجربة الأقمشة في مجال الأزياء حيث قمت بإنشاء ما يقارب 150 وصفة مختلفة على الأقل من الأقمشة المصنوعة من مواد مستدامة، وهو ما يشكل تحدياً نظراً لضرورة العمل بسرعة كبيرة في وقت محدد وهو من شهر إلى شهر ونصف».

وأضافت: «قمت بإنشاء دليل مفهوم يمكن لأي مصمم الرجوع إليه لفهم الاستخدامات المختلفة والخصائص لكل من هذه المواد، ومن أجل ذلك انتقلت لطباعة هذه المواد الحيوية، وكان ذلك تحدياً أيضاً نظراً لأنها شيء جديد».

وأشارت إلى أنه «تم إنجاز القطعة المعروضة في المعرض باستخدام مزيج من التقنيات المختلفة للطباعة وتصميمها عن طريق برامج التصميم المختلفة والعمل على إنهائها سريعاً في غضون 5 إلى 10 دقائق».

مختلف التخصصات

شهد المعرض مشاركة 29 مشروعاً ضمن مختلف تخصصات التصميم، حيث ركز معظمها على الاستدامة، تماشياً مع «عام الاستدامة» في الدولة والهادف إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية ودعم الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال.

وضم المعرض سلسلة مشاريع تجسد المسؤولية الأخلاقية لدى الطلبة، من بينها مشروع «قهوتنا» الذي أبدعته لطيفة السويدي بالتعاون مع لطيفة الخوري، ويهدف إلى معالجة مخلفات التعبئة والتغليف الخاصة بالقهوة في ابتكار منتجات جديدة، أما الطالبة دليلة منصور فقدمت ضمن المعرض تطبيقاً يساعد على فحص الأسنان والكشف عن مشكلاتها.

وعملت الطالبة مريم بن سلوم من خلال مشروعها على تقصي معاناة مرضى الزهايمر والمحيطين بهم، وبناءً على دراسة الأشياء التي تساعد في التخفيف من الأعراض والحد من تدهور حالة المريض.

وللحفاظ على اللغة العربية ابتكرت الطالبتان هالة القصبي ونورة مكي مشروعاً توعوياً يدرس مشكلة جيل «الجنزي»، أي الجيل الجديد الذي يتحدث الإنجليزية، ولا يتقن العربية.

في المقابل، سلط الطالب محمد بسام الصالح من خلال مشروعه «ديزيرت بلس» الضوء على العلاقة بين المدن الممتدة والطبيعة، فيما قدمت الطالبة يانغكي زانغ تصوراً معاصراً لتصاميم الأزياء الصينية التقليدية، بينما أطلت الطالبة مريم حلواني بمشروع «تجمعنا»، وهو عبارة عن لعبة مبتكرة تسهم في التعريف بتفاصيل تاريخ المعالم الثقافية داخل الدولة، في حين قدمت الطالبة فاطمة الحليان مشروع «Morph/i/Us» وهو عبارة عن أداة لتعزيز الوعي الذاتي والتأمل لدى أفراد المجتمع لمساعدتهم على تحليل عملياتهم العقلية وفهمها بصورة أوضح، واستلهمت الطالبة دلال جبر فكرة مشروعها «See. Shell Waste» من الحياة البحرية، بهدف التعريف بطبيعة الحياة البحرية المحلية ورفع مستوى الوعي بأهمية المحافظة عليها.

كما تضمن المعرض أيضاً مشروع «عوشة» للطالبتين أسماء المري وميدا الفلاسي، حيث قدمتا قطعة مميزة تجمع بين المجوهرات ودهن العود كونهما تمثلان جزءاً مهماً من العناصر الثقافية المحلية، بينما سعت الطالبة ميرا العبار عبر مشروع «غرفة» إلى ابتكار منصة شاملة لتعزيز قوة الاتصالات وشبكات الإنترنت.


هالة بدري: محطة إلهام للطاقات الواعدة

زارت مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، هالة بدري، معرض الخريجين السنوي الذي ينظمه معهد دبي للتصميم والابتكار، ويضم العديد من النماذج المبتكرة والمشاريع البحثية التي أنجزها طلبة الدفعة الثانية من خريجي المعهد، ناقشوا فيها موضوعات تتعلق بالاستدامة والذكاء الاصطناعي وقدموا عبرها حلولاً تخدم الإنسانية.

واطلعت بدري خلال زيارتها التي رافقها فيها الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في «دبي للثقافة»، على مجموعة المشاريع والأفكار المبتكرة التي عرضها خريجو المعهد، وأثنت على ما قدمه الطلبة من أفكار نوعية تناقش متطلبات واحتياجات المجتمع، وتبرز أهمية ودور التصميم المحوري في تحسين جودة الحياة وتوسيع الآفاق أمام أصحاب المواهب وتحفزهم على الابتكار. ولفتت إلى أن «معرض الخريجين السنوي» يمثل منصة مُلهمة تضم مشاريع خلاقة تبرز إبداعات الطلبة والمواهب الواعدة، وتقدم مجموعة أفكار نوعية تتماشى مع رؤى دبي الطموحة واستراتيجياتها الهادفة إلى ترسيخ مكانتها وجهة عالمية في مجال التصميم، وترسخ بصمتها الثقافية على الساحة الدولية. ونوهت بدري إلى حرص «دبي للثقافة» على رعاية أصحاب المواهب المحلية واحتضانهم وتوفير بيئة إبداعية قادرة على دعمهم وتمكينهم، بما يسهم في النهوض بهذا القطاع الحيوي.

تويتر