يشارك في «أبوظبي للكتاب» بأصباغ وجلود صديقة للبيئة

سالم الكعبي..«بايو آرت» فن وهندسة في خدمة الاستدامة

صورة

بجلود نباتية وأصباغ من اللبان العربي، يشارك المهندس الإماراتي سالم عبدالله بطي الكعبي، في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يختتم فعاليات دورته الـ32 مساء غد الأحد 28 مايو، بجناح يعبر فيه عن مفهوم الاستدامة، وهي الفكرة المحورية للمعرض العام الجاري.

يجمع الكعبي، بين الفن والهندسة، وفق ما ذكر لـ«الإمارات اليوم»، فهو حاصل على بكالوريوس هندسة في تخصص المعالجة والصيانة مع مرتبة الشرف من بريطانيا، كما درس في مدرسة الفنون في بريطانيا. موضحاً أن اهتمامه بالبيئة يمتد لما يزيد على سبع سنوات، وله اختراعات في مجال الاستدامة، حيث يملك براءتي اختراع؛ الأول طلاء ورنيش تم تصنيعه من اللبان العربي، ويستخدم لطلاء الأخشاب والأعمال الفنية، والثاني مصنع أصباغ صديقة للبيئة، حصل على جائزة «الطاقة البيئة العالمية في أستراليا» في عام 2020، وحصل على جائزة «أم أي تي تكنولوجي» في 2021.

فن حديث

بالنسبة للفن، يقدم الكعبي فن «بايو آرت»، وهو فن حديث يقوم على إجراء أبحاث في المختبر حول الأنسجة الحية والبكتيريا والكائنات الحية، لتحويلها لأعمال فنية. ويشارك في معرض أبوظبي للكتاب بعدد من الأعمال في هذا الاتجاه مشاركة منه في التعبير عن اهتمام دولة الإمارات بالاستدامة وجهودها الكبيرة في هذا المجال، وإعلان دولة الإمارات عام 2023 «عام الاستدامة»، واستعداداتها لاستضافة فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» في نوفمبر المقبل.

ويقدم الكعبي في جناحه مصنوعات تم تنفيذها باستخدام جلود نباتية مصنعة من جلد المشروم، بتصميمات فنية مختلفة منها مصباح طاولة «أباجورة» وقطع إضاءة، وأغلفة كتب، وبراويز للصور، ونعال، وتم تنفيذها بالتعاون مع الفنان الهولندي أندي كارتير، وهو من الفنانين المهتمين بالاستدامة على الصعيد العالمي، والاستوديو الخاص به. لافتاً أن هذا النوع من الجلود يتم تصنيعه في هولندا لدى مختبر حاصل على براءة اختراع له، وتم إحضاره وزراعته في المختبر ثم تطويره ليصبح صديقاً للبيئة، وتشكيله بالتعاون مع كارتير في التصميمات الفنية المعروضة. مشيراً أن الجلود النباتية عبارة عن ألياف، وهي بدائل طبيعية ومستدامة وآمنة أكثر من الجلود الحيوانية أو الصناعية، نظراً لأن استخدام جلود الحيوانات وعملية معالجتها لها أضرار كبيرة على البيئة، كما تضر الحيوانات في البيئة.

مفاعل حيوي

ومن أعمال «البايو آرت» أيضاً؛ يعرض الكعبي نموذج طريقة استزراع الكريستال الطبيعية، ومفاعلاً حيوياً طبيعياً لزراعة الطحالب الصغيرة، تم تحويله لعمل فني. أما العمل الرئيس الذي يقدمه ويعتز به، فيحمل عنوان «عندما تمطر السماء»، وهو تمثيل للمطر الحمضي وتغيراته على الطبيعة، وتحويله في عمل فني بحيث يمكن تلوين الأقمشة بدون استخدام ألوان التقليدية، بالاعتماد على محاليل عضوية، ومنها محاليل تستخدم في علاج الكبد، ويتم التلوين بطريقة وضع سقايات بقطارات طبية.

وأشار المهندس الشاب أن الأمطار الحمضية يمكن أن تحل محل الصباغة التقليدية، وتستخدم في إنتاج أعمال فنية مختلفة، ويمكن تطويرها بشكل أكبر عبر توظيف تموجات اللون والتساقطات وتداخل الألوان، وهو أمر ليس من السهل تنفيذه، وغير ممكن تنفيذه باستخدام ماكينة طباعة أو الطباعة الآلية.

توظيف اختراعات

وعن توظيف اختراعاته في مجال الأعمال، قال: «أسست شركة (لبانيوم ) في 2021 بالتزامن مع تنظيم الإمارات إكسبو دبي 2020، وبدأت بمنتج واحد هو ورنيش صديق للبيئة من اللبان الطبيعي، ثم قدمت منتجات أخرى مثل أصباغ ألوان زيتية للرسم من اللبان، ومنظفات طبيعية لفرش وأدوات الرسم أيضاً صديقة للبيئة». لافتاً أنه يعمل حالياً على الحصول على براءة اختراع جديد وهو محلول مضاد للتآكل والصدأ مصنوع من مواد طبيعية ويستخدم في مجال النفط والغاز.

نماذج ملهمة

وحول مشاركته في معرض أبوظبي للكتاب، قال إن الهدف الرئيس هو تقديم أفكار نماذج ملهمة للأجيال الجديدة من الأطفال والشباب، وتشجيعهم على تقديم أفكار أفضل خصوصاً أنهم يتمتعون بفكر متطور وخيال واسع. مشيراً أنه تحدث مع مجموعات من طلبة المدارس والجامعات، وبعضهم ذكر أنهم حاولوا تصنيع أشياء وتنفيذ أفكار خاصة بهم، وهو أمر مبشر.

تويتر