قصة تطور شكلت مادة خصبة للكتّاب

إصدارات نادرة تؤرّخ للإمارات.. رحلة من زمن الخمسينات

صورة

كثيراً ما كانت قصة تطور الإمارات وازدهارها مادة خصبة لكثير من الكتّاب والإعلاميين والرحاّلة الذين قدموا العديد من الكتابات حول مسيرة مجتمع الإمارات وتاريخها وتراثها، وغير ذلك من الموضوعات.

ويضم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، خلال دورته الـ32 التي انطلقت أمس، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، مجموعة من طلائع الكتب القديمة التي توثق سيرة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتبرز المعالم الحضارية، وترصد تفاصيل الحياة الاجتماعية لإماراتها منذ خمسينات القرن الماضي، وتوثق ما صدر عن دوائر محلية في الإمارات قبل الاتحاد، سجلها مسؤولون وزوار شهدوا جوانب من الحياة وتطورها في تلك الفترة من عمر المنطقة، وجمعها الباحث في التاريخ والعمارة الإماراتية، الدكتور محمد المنصوري، لتكون بمثابة مجموعة ثرية من المصادر والمراجع الفريدة للباحثين والمهتمين بالتوثيق.

وتضم المجموعة واحداً من الكتب التي تعد من أوائل الإصدارات التي سلطت الضوء على إمارات الساحل المتصالح باللغة العربية، وهو كتاب «الإمارات السبع على الساحل الأخضر»، الذي صدر عام 1957 لأحمد قاسم البوريني، المعلم الفلسطيني الذي كان ضمن بعثة دائرة المعارف الكويتية الموفدة إلى الشارقة عام 1955. حيث يقدم وصفاً تاريخياً وجغرافياً عن الإمارات، إضافة إلى الثروات الطبيعية من المعادن، كما يصف أسواقها وملابس أهلها والأحوال الاجتماعية لسكانها.

واحتلت دبي مكانة مميزة في الكتابات عن الإمارات والمنطقة، سواء كميناء ومركز تجاري واقتصادي، أو كوجهة سياحية، كما في كتاب «دبي.. لؤلؤة الساحل العربي»، الذي صدر عام 1968 لمدير بلدية دبي كمال حمزة، الذي وثق فيه إنجازات الدوائر المحلية في دبي، وضمنه الكثير من المعلومات السياحية لرجال الأعمال الراغبين في زيارة الإمارة، إذ يعرض الكتاب صورة موجزة وثرية عن تاريخ دبي، ويوضح تطور المدينة بالكلمة والصورة، عابراً من تاريخها إلى أهم المشاريع التي كانت قيد الإنشاء في فترة بداية تشكل دبي الحديثة خلال ستينات القرن الماضي.

بينما يعرض كتاب «ستة أسابيع في إمارة أبوظبي» مشاهدات مبعوث أمير الكويت قبل استقلالها عبدالعزيز الصرعاوي، في مهمة استطلاعية رسمية في الإمارة، بناء على طلب حكومة أبوظبي، ليساعد في تنظيم دوائرها الحكومية حتى تستقر على أسس سليمة في بداية تطورها. ويعد هذا الكتاب وصفاً تاريخياً لوضع الإمارة قبل الاتحاد، إذ كانت تلك الرحلة كافية لتوثق جوانب من حياة السكان، وأنماط الإدارة الحكومية في الإمارة، ومشاريع التنمية في تلك الفترة بين عامي 1960 و1961.

كما تضم مجموعة الكتب إصدارات رسمية رأت النور قبل الاتحاد عن الدوائر المحلية في أبوظبي، ومنها كتاب «أبوظبي (1967) تقدم.. وازدهار»، الذي أصدرته دائرة الإعمار، ليوثق مسيرة إنجازاتها خلال عام من تولي المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، إذ يمثل سجلاً لإنجازات الدائرة في عام زخر بالمشاريع الهادفة لرفاهية شعب الإمارة وإسعاده، كما يوثق بدايات التحول العمراني في الإمارة بالصور والأرقام.

أما كتاب «أبوظبي في عامين»، الصادر عن مكتب الوثائق والدراسات (الأرشيف والمكتبة الوطنية حالياً) عام 1968، في الذكرى الثانية لتولي المغفور له، الشيخ زايد، مقاليد الحكم في الإمارة، فيسلط الضوء على تاريخ أبوظبي وبدايات نشأتها في حلتها الحديثة، ويضم الكثير من صورها النادرة، ويتحدث عن تنظيم الإدارة الحكومية في الإمارة، وإنجازات جميع دوائرها في عامين.

أما كتاب «بلدية أبوظبي»، فهو كتيب تعريفي للمواطنين في الإمارة بالخدمات التي كانت تقدمها البلدية، وكيفية الاستفادة منها، فيقدم موجزاً عن تطور تخطيط الإمارة، بالإضافة إلى سرد مقتطفات عن الحياة الاجتماعية في الإمارة وسكانها.

تويتر