مبادرة فرجان تعيد إحياء طقس المسحراتي

«بوطبيلة» في أحياء دبي: «اصحَ يا نايم.. واذكر ربك الدايم»

صورة

في مبادرة مميزة هي الأولى من نوعها لإعادة إحياء العادات الرمضانية في الإمارات، أطلقت مبادرة فرجان دبي فعالية «بوطبيلة في الفرجان»، التي تضمنت استعادة طقس مسحراتي رمضان في أحياء دبي، برفقة المسحراتي، أو كما يطلق عليه باللهجة الإماراتية لقب «بوطبيلة»، وقامت حشود من الناس، وخصوصاً الأطفال، بالمشي سيراً على الأقدام خلفه مرددين أهازيج شعبية وتراثية، في أجواء لافتة من البهجة والتفاعل من الناس الذين أسعدتهم هذه المبادرة التراثية والاجتماعية الهادفة إلى ربط الجيل الجديد بأجواء وتفاصيل الشهر الفضيل، التي كانت تشتهر بها الإمارات، وتراجعت مع الوقت وتغير نمط الحياة.

وقام عبدالله فهيدي «بوطبيلة» بترديد عبارات وأغان شعبية وسط تصفيق الأطفال الذين استمتعوا بترديد الأهازيج معه، وترديد العبارات المختلفة، مثل «قوم اصحَ يا نايم.. قوم وحّد ربك الدايم.. قوم اصحَ يا نايم.. قوم واذكر ربك الدايم»، وترديد بعض الأغاني مثل «يا بوطبيلة يا بوطبيلة في هالليلة وكل ليلة.. يا بوطبيلة.. يا بوطبيلة.. يا بوطبيلة.. يصحي الناس كل ليلة يا بوطبيلة».

اليوم الأول

انطلقت الفعالية من منطقة المزهر بدبي في يومها الأول، وسط تفاعل كبير من أطفال الفريج، الذين خرجوا من منازلهم برفقة آبائهم، وقاموا بالانضمام إلى جولة «بوطبيلة» في أرجاء الحي، حيث وجدوها فرصة للاستمتاع مع الأطفال الآخرين، والتعرف إليهم بعيداً عن الألعاب الإلكترونية، وقال عبدالله فهيدي الذي قام بدور «بوطبيلة» عن مشاركته في هذه الفعالية: «قمنا بالتجول برفقة الأطفال في الحي، وترديد الأهازيج الشعبية، وتعريفهم بشخصية بوطبيلة، ودورها في شهر رمضان بطريقة ممتعة، حيث تفاعل الأطفال مع الفعالية بطريقة رائعة، كما استمتعوا بذلك، حيث خرجوا من إطار الألعاب الإلكترونية وأجواء البيت الروتينية، بينما قام أهالي المنطقة من كبار وصغار بالتعرف إلى بعضهم بعضاً، خلال الفعالية التي أسهمت بشكل كبير في تقريب العلاقات بين أبناء الحي الواحد».

موروث شعبي

وقالت مؤسسة مبادرة «فرجان دبي»، علياء الشملان: «تم تنسيق جولة للمسحراتي أو كما يطلق عليه باللهجة المحلية «بوطبيلة» بهدف المحافظة على الموروث الشعبي وتنمية روح المبادرة وتقوية الترابط المجتمعي في فرجان دبي حيث عقدت الفعالية في ثلاثة مواقع من فرجان دبي المختلفة على مدى ثلاثة أيام متتالية بدأت في المزهر، وتتواصل في وند الحمر، وتنتهي في البرشاء».

معلم أساسي

وقال الفنان عبدالله الجفالي خلال مشاركته في الفعالية: «كان بوطبيلة أحد معالم الفرجان الإماراتية الأساسية في رمضان سابقاً، إلا أنه أصبح من النادر رؤيته في هذا الزمن، ولكن نشكر فرجان دبي على إعادة إحياء هذه العادة وعلى هذه المبادرة الجميلة التي أسهمت في رسم البسمة على وجوه الأطفال وتعريفهم بالعادات المتعلقة برمضان وإعادة إحيائها».​

عادات إماراتية

وقدمت الفعالية منذ انطلاقها فرصة للأطفال للتعرف على العادات الإماراتية المرتبطة بشهر رمضان والتعرف على أبناء الحي ويعد «بوطبيلة» أو المسحراتي من الشخصيات التراثية القديمة التي كانت توجد في أحياء دبي، حيث يتمثل دوره في إيقاظ أهالي الفريج في وقت السحور، وذلك بترديد بعض العبارات والأهازيج، وهو يتجول بين البيوت، وتم التعاون مع شرطة دبي التي أسهمت في تنظيم السير والمشاركة بالخيالة والسيارات الكلاسيكية التي استمتع بها أبناء المنطقة، كما قامت بتوزيع الهدايا في نهاية الفعالية على الأطفال.


علياء الشملان:

«تهدف الفعالية إلى إعادة إحياء ملامح الشهر الفضيل، والمحافظة على الموروث الشعبي الجميل».

عبدالله فهيدي:

«استمتعنا برفقة الأهالي والأطفال الذين رافقونا، وأبدوا حماستهم للتعرف إلى (بوطبيلة)».

عبدالله الجفالي:

«أسهمت الفعالية في تفاعل الناس بشكل إيجابي، وتقريب الجيران وتعريفهم إلى بعض».

تويتر