يعقد في أبوظبي بأكتوبر المقبل تحت شعار «إثراء مجتمعات المعرفة»

الحدث الأكبر للحفاظ على ذاكرة الشعوب.. في ضيافة الإمارات

صورة

أكد رئيس اللجنة المنظمة لكونغرس المجلس الدولي للأرشيف أبوظبي 2023، الدكتور عبدالله الريسي، أن الحدث الذي تستضيف أبوظبي دورته الـ11، وتنعقد فعالياته للمرة الأولى في المنطقة العربية والشرق الأوسط، هو الأكبر عالمياً في قطاع الأرشفة، كما تعتبر الدورة التي ستنظم في الفترة من التاسع وحتى 13 أكتوبر المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تحت شعار «إثراء مجتمعات المعرفة»، من أكبر الدورات بواقع مشاركة أكثر من 130 دولة حول العالم، ووجود أكثر من 100 متحدث رئيس من أبرز الشخصيات في عالم الأرشفة والمعلومات والبيانات، إلى جانب ما يزيد على 100 جهة دولية مشاركة في المعرض، إضافة إلى أكثر من 2500 مختص وباحث، مشيراً إلى أن الأرشيفات هي ذاكرة الشعوب والحفاظ عليها هو عمل بالغ الأهمية.

محاور

وأضاف الريسي، خلال الإحاطة الإعلامية التي عقدت أمس في مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية بأبوظبي، أن الكونغرس يعد فرصة للباحثين والخبراء لإجراء مناقشات مستفيضة ومراجعات دقيقة لآليات مهنة الأرشفة والممارسات الحالية فيها، وكيفية الارتقاء بها إلى المستوى التالي لاسيما في ظل عملية التحول الرقمي المتصاعدة التي يشهدها العالم، موضحاً أن هناك خمسة محاور مطروحة للبحث والنقاش على برنامج الكونغرس، يتصدرها «السلام والتسامح» والدور الذي يلعبه الأرشيف في تحقيق ركائز السلام والتسامح على الصعيدين الوطني والمجتمعي معاً، إضافة إلى التوظيف الأمثل والأكمل للأرشيف والمعلومات للإسهام بتحقيق السلام داخل المجتمعات، لاسيما في حالات الحروب التي يشهدها عالمنا اليوم.

أما المحور الثاني الذي سيتطرق إليه المجتمعون في كونغرس المجلس الدولي للأرشيف في أبوظبي، وفق الريسي، فهو محور «التقنيات الناشئة: السجلات والحلول الإلكترونية» الذي يتطرق بعمق إلى التقنيات المطلوبة لإنتاج سجلات رقمية معتمدة ومتكاملة ومستدامة وسهلة الاستخدام في الوقت نفسه. وسيركز الحدث على موضوع الاستدامة من خلال المحور الثالث وهو «المعرفة المستدامة والكوكب المستدام: الأرشيف والسجلات وتغير المناخ»، وهو من المحاور المبتكرة التي يعالجها الكونغرس في دورته الحالية، إذ يسلط الضوء على أفضل الممارسات البيئية واعتماد استراتيجيات التحديث التي توسع نطاق الأرشيف مع تحقيق أهداف التقليل من انبعاثات الكربون في الجو، وهو الهدف رقم 13 على قائمة أهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة في وقتٍ سابق.

وأكمل الريسي: «لا يمكن الحديث عن صناعة الأرشفة والمعلومات في القرن الـ21 دون الغوص عميقاً في مواضيع المعلومات المضللة والأخبار الزائفة وتهديدات الأمن السيبراني، والذي يقود بدوره إلى المحور الفرعي الرابع (الثقة والأدلة) التي تعد من أولويات أي أرشيف عام أو خاص في العالم أن يحافظ على ثقة الرأي العام به، وأن يوفر جميع المعلومات بطريقة يسهل استخدامها وإعادة استخدامها في المجال العام وفي التعليم والبحث العلمي وصنع السياسات الحكومية. ويبرز المحور الفرعي الخامس «الإتاحة والذكريات» ليؤكد أن الوصول إلى الأرشيف حق وليس امتيازاً، وأن أصحاب المصلحة هم الذين يقررون ما الذي يريدون تحقيقه من وصولهم إلى الأرشيف، مع التشديد على وضع آليات تحول دون استخدام المواد والاقتباسات الخاطئة، الأمر الذي يفرض على الأرشيف الحفاظ على المعرفة بما يعزز الروابط المجتمعية بعيداً عن أي تزييف أو تضليل.

تحديات

من جانبها؛ أشارت رئيسة المجلس الدولي للأرشيف جوزيه كيربس، إلى أن دورة الكونغرس العالمي المقبلة تمثل علامة فارقة، إذ تتزامن مع مرور 75 عاماً على إنشاء المجلس، مشيدة بالاحترافية التي لمستها في الترتيبات التي تشهدها أبوظبي لاستضافة الحدث.

واستعرضت كيربس أبرز التحديات التي تواجه العمل في الأرشفة، من أبرزها التطور الكبير والسريع في هذا المجال سواء من حيث التقنيات أو التشريعات، ويعد التحول الرقمي خصوصاً في موضوع الفهرسة هو التحدي الأكبر الذي يواجه العاملين في هذا القطاع، بالإضافة إلى تحديات أخرى منها قوانين حقوق النشر، والحوكمة، وحماية المعلومات.

قضايا ومبادرات

تكتسب الدورة الـ11 من كونغرس المجلس الدولي للأرشيف أبوظبي، أهمية خاصة لاسيما أنها تأتي بعد انقطاع، إذ كان من المفترض أن تعقد في أبوظبي خلال 2020 ولكن حالت جائحة كورونا دون ذلك؛ لذا، فهناك العديد من المواضيع المهمة والحساسة المطروحة على طاولة الكونغرس للنقاش والتباحث. ومن المقرر أن ينبثق عن الكونغرس مبادرات عدة مهمة، كبرنامج المنح الذي سيوفر الأدوات المالية لـ300 من المختصين في الدول ذات الدخل المحدود لزيارة الكونغرس والتفاعل الحي والمباشر مع الحضور والزوار، إلى جانب مبادرات برنامج سفراء الكونغرس والهاكاثون، والتي سيعلن عن تفاصيلها في وقتٍ لاحق.

تنشيط سياحي

يشكل الكونغرس إضافة للعاصمة أبوظبي على صعيد تنشيط السياحة والتعريف بتاريخ الإمارات عموماً وأبوظبي خصوصاً، إذ سيشهد زيارات ميدانية للمشاركين فيه إلى معالم الإمارة الرئيسة مثل: متحف اللوفر أبوظبي، ومسجد الشيخ زايد الكبير، وقصر الوطن، وعالم فيراري وغيرها الكثير من المقاصد السياحية المعروفة عالمياً.

• 130 دولة تشارك في كونغرس المجلس الدولي للأرشيف بأبوظبي.

• 100 متحدث رئيس من أبرز الشخصيات في عالم الأرشفة والمعلومات والبيانات.

تويتر