50 فناناً قدموا أعمالهم بمواد بين الخشب والكرتون والبلاستيك والطين

«ليالي الفن».. دبي ملتقى عالمي لفنون الاستدامة

صورة

تحت شعار «الفن من أجل التغيير: بناء مستقبل مستدام»، انطلقت أول من أمس، النسخة 15 من أمسيات «ليالي الفن» في مركز دبي المالي العالمي، بمشاركة أكثر من 50 فناناً عرضوا أكثر من 180 قطعة إبداعية تعتمد على مواد مستدامة تحافظ على البيئة، فضلاً عن إعادة تدوير بعض المواد والكرتون والخشب والأقلام. وتُشكل الفعالية فرصة للجمهور للمشاركة والانخراط في نقاشات حول الاستدامة ومكانتها في عالم الفن، حيث تمثل الاستدامة العنوان العريض لعام 2023، وذلك بالتزامن مع استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف «كوب28» خلال العام الجاري.

رؤية دبي

وتحدث الرئيس التنفيذي للعقارات في مركز دبي المالي العالمي، صالح العقربي، لـ«الإمارات اليوم» عن هذه النسخة، وقال: «عملنا على أن تكون هذه النسخة متماشية مع عام الاستدامة، ولهذا فإن غالبية الأعمال الموجودة ترتبط بمفهوم الاستدامة وإعادة التدوير، كما أن الفعالية تخلق ترابطاً مع المدارس والأزياء، لأننا أردنا أن نبتكر في تقديمنا لأمسية الفن، واللافت أنه كان من اليسير إيجاد الكثير من الفنانين الذين اتجهوا نحو المواد المستدامة». وأضاف: «تخدم ليالي الفن توجه ورؤية دبي حول تعزيز وجود الفن في الأماكن العامة، فدبي باتت محوراً للفن ولجذب الفنانين من المنطقة، ولهذا نحن حريصون على أن تكون حصة الفن مهمة جداً في مركز دبي المالي العالمي».

وتنوّعت الأعمال التي شاركت في هذه الفعالية، لاسيما في ما يخص الوسائط المستخدمة، إذ تباينت بين «الستانلس الستيل» والخشب والكرتون والبلاستيك والطين، وغيرها من المواد التي تضمن الفن برسالة بيئية توعوية.

«كلمات»

وقدمت الفنانة الإماراتية نرجس نورالدين عملها التفاعلي «كلمات» من «الستانلس الستيل»، حيث عمدت صياغة الحرف العربي من هذه المادة الصلبة في تكوّن حر عبر وضع كلمات وحروف تحتمل إعادة التكوين. وقدمت الفنانة أبياتاً من قصيدة نزار قباني «كلمات»، ومنحت الجمهور حرية تكوينها، حيث وزّعت القصيدة بحروف وكلمات من «الستانلس» تتيح للجمهور التلاعب بتكوينها ومنحها شكلاً جديداً في كل مرة. وتحدثت نورالدين عن عملها لـ«الإمارات اليوم»، قائلة: «يحمل العمل معنى القصيدة ومنها الرقص، فتبدو الحروف وكأنها تتراقص، وأقدم فيه فكرة أن العمل الفني يمكن أن يُلمس بخلاف ما يكتب في المعارض الفنية كافة، لأنني أردت أن أقدم للجمهور عملاً يمكنهم لمسه والتفاعل معه». وأضافت: «هذا التقديم للخط العربي يخرجه من الإطار الكلاسيكي، فالفنان لابد له من البحث عن تقديم كل ما هو جديد للجمهور، وهذا أيضاً يعكس صورة جميلة عن الخط لغير الناطقين باللغة العربية». وقدمت نورالدين عملها من «الستانلس الستيل»، مشيرة إلى أنه من المهم أن يتوجه الفنان إلى المواد المستدامة في الفن، والتخفيف من الأدوات التي قد تترك أثراً سلبياً على البيئة.

حديقة ورود

أما الفنانة اللبنانية حياة ناظر، فحوّلت البلاستيك الممزق والمطحون إلى حديقة مملوءة بالورود الملونة على شكل كرسي، وقالت عن عملها: «أحب أن أحول الأشياء الموجعة إلى ما هو إيجابي، فالبلاستيك المطحون يحمل الكثير من البقايا الصلبة، وهذه البقايا تعتبر مؤذية جداً للطبيعة، ولهذا استخدمت هذه البقايا في التكوين الأساسي للعمل، ووضعت بداخله عبوات المياه البلاستيكية، والقفازات التي استخدمتها خلال العمل، كما أنني عمدت تكوين العمل على شكل كرسي لأنني أردته أن يكون قطعة أثاث أيضاً». وأوضحت ناظر أنها تسعى إلى تقديم حياة جديدة للمواد، وتأمل أن تطور مشروعها على نحو أكبر، خصوصاً أن القطعة تحمل في طياتها الكثير من الفرح سواء لجهة التكوين أو حتى الألوان.

قوة التدوير

الفنان الإماراتي جاسم العوضي، عمل على المواد المستدامة من خلال الحديد والمواد المهملة التي يعيد صياغة أعماله منها، وأكد أن عمله يوحي بالقوة، لاسيما لجهة مادة الحديد المعاد استخدامه، وكذلك اللون الأحمر الذي يدلل على هذه الرمزية. ولفت إلى أن العمل يشدد على قوة إعادة التدوير، مشيراً إلى أن المواد التي يستخدمها، موجودة في الطبيعة، ومن السهل الحصول عليها، ولكن التحدي الأساسي هو أن يقوم الفنان بالتحكم في العمل، وبتقديمه بشكل متميز، فلابد من التوافق الأزلي بين المواد.

«آرت سي»

أمّا الفنانة التونسية أسماء العريض التي شاركت من خلال «آرت سي»، فلفتت إلى أنها تسعى إلى تقديم الطين من خلال الملمس الطبيعي، وبطابع معاصر وتجريدي، مشيرة إلى أن هذا النوع من العمل يحمل الكثير من التحديات، فهذه الأشكال قد تحمل صعوبة الجفاف أو حتى التعرض للكسر خلال مراحل العمل. وأشارت إلى أنها حين بدأت في الفن عملت على العديد من المواد المختلفة، ومنها النحت، ولكنها اليوم تتوجه للطين الذي يستدعي الفنان لتقديم الإبداع فيه، موضحة أن مشاركتها في ليالي الفن هي الثانية، وأبرز ما يميز هذه الفعالية أنها تتوجه بالفن إلى الجمهور على نحو مباشر، وهذا يسهم في وصول الفن للجميع.

روبوت معاد تدويره

شارك طلاب مدرسة «ريبتون دبي» بتقديمهم عملاً مستداماً، يقوم على مفهوم إعادة التدوير، حيث عملوا على صناعة رجل روبوت من بقايا الحاسوب، ومنها القطع الداخلية في الحاسوب، أو حتى الأقراص المدمجة ولوح المفاتيح. وقالت المدرسة والمشرفة على مشروع «قادة المستقبل» في المدرسة، سماح عوقل: إن «هذا المشروع عبارة عن عمل مشترك بين طلاب مدرسة ريبتون بفرعيها، وأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من مركز (منزل)، والهدف منه تعليم فن القيادة وإنتاج عمل فني بعنوان (رحلة فنان إلى عالم مستدام)». ولفتت إلى أن العمل أنجز خلال أربعة أيام بالعمل المكثف، ومصنوع من بقايا الكمبيوتر والتكنولوجيا.

صالح العقربي:

• «تخدم ليالي الفن توجه ورؤية دبي حول تعزيز وجود الفن في الأماكن العامة».


• 180 قطعة إبداعية بمواد مستدامة.

• الفعالية فرصة للجمهور للمشاركة في نقاشات حول الاستدامة ومكانتها في عالم الفن.

• أعمال الحدث ترتبط بمفهوم الاستدامة، وإعادة التدوير تخلق ترابطاً مع المدارس والأزياء.

• النسخة 15 من أمسيات «ليالي الفن» تُقام تحت عنوان «الفن من أجل التغيير: بناء مستقبل مستدام».

تويتر