تجارب توظف الخامات الطبيعية من طين وفحم ومواد معاد تدويرها

«آرت دبي» ينتصر لمفهوم الاستدامة والبيئة

صورة

من الطين والخشب والفحم والمواد المعاد تدويرها، حضرت أعمال فنية كثيرة في النسخة 16 من «آرت دبي» الذي ينتصر لمفاهيم البيئة والاستدامة، وتستمر فعالياته حتى الخامس من مارس في مدينة جميرا.

يراهن «آرت دبي» في دورته الجديدة التي تعد الأكبر منذ انطلاقة المعرض على طيف واسع من الأعمال التي تحاكي الاستدامة، والتي أطلق فيها الفنانون من مختلف دول العالم مخيلتهم لتقديم إبداعات تكسر الحواجز ولا تقف عند حدود المواد المألوفة.

جبال رأس الخيمة

من الطين قدمت الفنانة الإماراتية أسماء بالحمر مجموعة من الأعمال التي تحاكي جبال رأس الخيمة في غاليري «عائشة العبار»، وتحدثت لـ«الإمارات اليوم» عن أعمالها قائلة: «أشارك من خلال الرسومات التوضيحية للعمارة، إلى جانب المجسمات المصنوعة من الطين التي تعكس البيئة الجبلية في رأس الخيمة، خصوصاً أن أصولي من رأس الخيمة وأعيش في دبي، وأهلي في إمارة أبوظبي، وأستخدم الطريق السريع بين الإمارات كثيراً، ولهذا أقدم حالة العبور على الطريق، وكيف تبدو المباني في حالة متسارعة أو كأنها تتكدس».

ونوهت بالحمر إلى أن الأشكال التي تحاكي الجبال والأحجار قد حملت الكثير من العبارات التي توضع على الإعلانات التي تقدم على الطرقات، وهي عبارات ترمز إلى الأحلام وتدلل على أهمية النظر إلى الواقع وعيشه.

وعبرت الفنانة الإماراتية عن اهتمامها بالمواد الموجودة في الطبيعة، موضحة أنها تعتزم دراسة الطين بعمق، لأن إمارة رأس الخيمة تشتهر بالطين وتجارة المواد الخزفية، ولهذا تعمل حالياً على تحضير خلطة خاصة للطين بكل إمارة، خصوصاً أن كل إمارة تتميز بلون مختلف. وأشارت إلى أن التحدي الأساسي في عملها على الطين هو الوقت، موضحة أن ما يميز هذه الأعمال هو إمكانية تنفيذها بشكل جماعي.

وجه دبي

مركز «تشكيل» قدم أعمالاً مصنوعة من البيئة الإماراتية، وتحدثت نائب مدير مركز تشكيل ليزا باليتشغار عن هذه الأعمال قائلة: «عدنا للمشاركة في «آرت دبي» بعد الانقطاع تسع سنوات عن المعرض، ولهذا قررنا تقديم أعمال تعكس وجه دبي، وتحمل مواد مأخوذة من الطبيعة المحلية، فكانت أعمال الفنانة باولا أنزيكيه أبرز ما يعكس هذه الفكرة». وأشارت باليتشغار إلى أن الأعمال تعكس الطبيعة في الإمارات، خصوصاً أن الفنانة استخدمت الخيوط واعتمدت على المواد الطبيعية في تلوينها، منها الكركم والزعفران، وتعمدت أن تعكس التراث الإماراتي من خلال استخدام تقنيات «الصفيفة»، وابتكار أعمال تحاكي أشكال الأواني الخزفية. وأوضحت أن مركز تشكيل يهتم كثيراً بموضوع الاستدامة، وهناك الكثير من الفنانين الذين يقدمون أعمالاً تستغل عناصر الطبيعة، منها الأشجار والنباتات والمحار والأصداف، معتبرة أن موضوع الاستدامة ليس مجرد موضة بل إنه حركة وممارسة واقعية، تتطلب من الفنان أن ينظر بعمق إلى المواد التي يستخدمها في فنه، وهذه فعلياً مسؤولية تقع على عاتق جميع الفنانين، وأي إنجاز يقدم في هذا الإطار سيترك أثراً كبيراً في البيئة في المستقبل.

مواد طبيعية

غاليري «بركات المعاصر» قدم مجموعة من الأعمال التي صنعت من مواد طبيعية، منها المنحوتات الخاصة بالفنان اللبناني علي شري، وتحدثت عنها القيّمة الفنية في الصالة كايا، قائلة: «نقدم الأعمال النحتية التي تعتمد على الطين، الذي يصوغ منه الفنان الجسد، ثم يضع عليه الرأس المصنوع من الخشب النيجيري، وهي عبارة عن أقنعة قديمة يسعى الفنان من خلالها للإضاءة على الصدمات والعنف الذي قد يواجه الإنسان». ولفتت إلى أن الفنان يحرص على استخدام المواد التي تحمل تاريخاً وتبدو علامات الزمن عليها، موضحة أن الغاليري يهتم بتقديم الأعمال التي تحافظ على البيئة.

قوارير المياه

من جهته عرض كوامي مينته مؤسس «إيفيه غاليري» عملاً للفنان إل أناتسوي، يحمل عنوان «باسكيت ماوث»، ويحمل مفهوم الاستدامة، الذي شرحه بالقول: «قام الفنان بصياغة العمل من أغطية قوارير المياه المصنوعة من الألومنيوم، وقام بطيها بشكل يسمح له بصياغة العمل من خلال وصلها بأسلاك من النحاس». وأشار إلى أن العمل استغرق من الفنان شهوراً كي يكتمل، لأن هذه الأعمال تستغرق الوقت في تحويل شكل المادة الأولي، وكذلك جمعها قبل تنفيذ العمل، فهي عملية طويلة، موضحاً أن استخدام المواد المعاد تدويرها يتيح للفنان الإبداع في تقديم أشكال فنية جديدة، وكذلك تحافظ على البيئة من خلال استغلال بعض المواد ومنحها حياة جديدة.

مشروبات غازية

أما القيّمة على غاليري «سيركل آرت» إيملي ويليس، فقدمت أعمال الفنان ديكين أوتيانو، الذي عمل على جمع علب المشروبات الغازية، وحولها إلى قطع صغيرة حاك منها الأعمال الفنية التي تأخذ أشكال اللوحات المكونة من صور، أو حتى الملابس التي قدم بها عمل «زي المدرسة». ولفتت إلى أن الفنان يعمل على المواد المعاد تدويرها، وقد اكتسب تأثره بموضوع الحياكة من والدته التي تعمل في الخياطة، وهذا أيضاً أثر على شغفه بالألوان وكيفية تقديمها في الأعمال التي تستغرق وقتاً طويلاً للإعداد، خصوصاً أنه يجمع العلب بالتدرج اللوني الذي يحتاجه لإنجاز اللوحات أو حتى الملابس.

• أعمال باولا أنزيكيه في «تشكيل» تعكس وجه دبي، وتحمل مواد مأخوذة من الطبيعة المحلية.

• إل أناتسوي صاغ عمله «باسكيت ماوث» من أغطية قوارير المياه المصنوعة من الألومنيوم.

• إيملي ويليس يعمل على المواد المعاد تدويرها، مثل علب المشروبات الغازية وتحويلها إلى أعمال فنية.


فحم وطين

قدم هشام الداوودي أعمال الفنانة المغربية فتيحة زيموري التي يعرضها في غاليري «كونتوار ديمين»، لافتاً إلى أنها تستخدم التراب والفحم في أعمالها، لأنها تعكس علاقتها القوية مع الطبيعة، إذ تتيح لها هذه المواد التعبير عن حساسيتها وشغفها بالمواد وبما تقدمه الطبيعة لنا. وأشار إلى أنها تستخدم التراب الموجود في مزرعتها، لأنها ترى أن هذه المواد لم تحصل على قيمتها في حياة الناس، لذا تمنحها بشكل أساسي إطلالة جديدة، وتبني علاقة قوية بين الطبيعة والمتلقي.

تويتر