يطل على شاشة «سما دبي» في رمضان المقبل

نجوم «أهل الدار» الإماراتي: انتظروا مسلسلاً يحترم عقل المشاهد

صورة

بعيداً عن أجواء الدراما التراثية، شارف المخرج الإماراتي عمر إبراهيم على الانتهاء من تصوير غالبية مشاهد المسلسل الجديد «أهل الدار» المقرر عرضه على شاشة قناة «سما دبي» في رمضان المقبل، بمشاركة نخبة من النجوم الإماراتيين والعرب في عدد من الأدوار التمثيلية والعمليات التقنية والفنية للعمل التي واكبتها «الإمارات اليوم» خلال زيارتها كواليس التصوير في دبي، للتعرف إلى تفاصيل المسلسل الجديد الذي أكد صناعه أنه يحترم عقل المشاهد.

وتوقف المنتج والفنان الإماراتي أحمد الجسمي عند اشتغاله على النص الدرامي الذي انضم لصياغته عدد من أعضاء ورشة الكتابة التي عمل على تأسيسها في شركة «جرناس» للإنتاج الفني، مشيراً إلى انضمام الكاتبة الإماراتية الشابة بشاير العبدولي لتأليف حلقات العمل، إلى جانب الدكتور علي الصايغ صاحب الفكرة الأساسية للنص التي تم العمل عليها وصولاً إلى الصيغة المبتغاة.

وقال: «سيلاحظ الجمهور وحدة الحال التي تجمع كامل حلقات العمل من غير أن تغيب الروح الشبابية التي تجسّدت في تجربة الاستعانة بمواهب جديدة أتوقع لها النجاح مستقبلاً»، مضيفاً «اقتربنا في هذا المسلسل من الأعمال المعاصرة ذات الصبغة الاجتماعية الخفيفة التي تحترم عقل المشاهد، محاولين صياغتها برؤية إخراجية ودرامية مختلفة، خصوصاً أن (أهل الدار) يقدم حكاية إماراتية معاصرة تتناول حكاية أربعة شواب يصطدمون بتحديات التعايش مع أبنائهم الذي ينتمون إلى جيل مغاير تماماً في طرق التفكير والتعامل مع الأزمات».

وحول تفاصيل شخصيته الدرامية في العمل، أوضح الجسمي لـ«الإمارات اليوم» أنه سيجسد دور «سعود»، رجل الأعمال والمقاولات المعروف الذي يفكر في لحظة يأس في الانتقال مع أصدقاء طفولته للعيش في «دار» في محاولة للابتعاد عن مشكلات الأبناء وإعادة بناء جسر جديد للتواصل بينهما، باعتبار عدم قدرة كل منهما على الاستغناء عن الآخر.

عمق إنساني

من جانبه، قال المخرج عمر إبراهيم، إن «أهل الدار» دراما اجتماعية - كوميدية، تغوص في العمق الإنساني لتعكس واقع وحياة أربع أسر انطلاقاً من تجارب علاقات أربعة «شواب» بأبنائهم، وما يتخللها من مفارقات واختلافات تتحول مع مرور الوقت إلى «شقاقات اجتماعية» و«صراعات وجود» بين الجيلين القديم والجديد، التي يضيئها العمل على امتداد 30 حلقة في رمضان، بمشاركة نخبة من النجوم والوجوه الإماراتية الواعدة، لينتصر لمبدأ التآلف والتكامل الإنساني الضروري الذي يجب أن يُكرَّس في الواقع بين الطرفين، باعتبار الحاجة الماسة لكل واحد منهما للطرف الآخر.

وأضاف «يزخر العمل بالرسائل والدروس الإنسانية التي تكرسها علاقة الآباء بالأبناء وأنماط استفادة جيل الشباب من خبرة الكبار ووجودهم في حياتهم، الذي يعد قيمة معرفية وإنسانية مضافة لوجود الأبناء».

وحول محاولة فتح نوافذ الدراما المعاصرة بعد أعمال محلية تراثية تسابقت على ريادة المشهد المحلي على مدار السنوات الماضية، أكد إبراهيم أن المخرج يبحث باستمرار عن النصوص القيمة والمجددة التي تخرج عن القوالب المألوفة لإثبات نفسه وتحدي المنافسة، مشيراً إلى أن تجربة العمل إن لم تعكس حياة الأفراد كلها فإنها تحاكي مرحلة قادمة لا محالة: «هذه هي المفارقة الأهم للعمل التي حاولت قدر الإمكان ترجمتها بزوايا ورؤية وتقنيات تفي بحق المشاهد والممثل وتكون معبرة أكثر على الشاشة».

مشاهد مؤثرة

من ناحيته، لم يخف الفنان الإماراتي أحمد الأنصاري سعادته بالشخصية الدرامية التي يقدمها هذا العام في المسلسل الرمضاني، متوقفاً عند خيوط شخصية المسن «خلف» المصاب بمرض «الزهايمر» الذي يضعه في إشكالية معضلة تواصل مع أفراد عائلته، يرغم في ظلها على الانزواء والتقوقع على الذات والانزواء داخل عالمه الخاص. وقال: «تأثرت كثيراً بهذه الشخصية التي ذكرتني بوالدتي التي عانت من تداعيات هذا المرض في أيامها الأخيرة، ما دفعني نحو ملازمتها بشكل متواصل، وقتها أتيحت لي فرصة الغوص في تفاصيل هذا المرض. وهناك الكثير من المواقف المؤثرة التي سيشاهدها الجمهور في العمل الذي يغلب عليه الطابع الإنساني، ويحضرني اليوم مشهد اجتماع خلف بابنته، الذي جذبت جرعة المشاعر العالية التي احتواها تعاطف كل أفراد الفريق، لتجعلني في المقابل أكابد سكرات الخروج منها لاستكمال تقديم بقية المشاهد الأخرى». وشدد على اعتماده في أداء الدور على المصداقية في أداء مختلف المواقف الإنسانية والمشاهد المؤثرة وحتى الدموع التي كانت حقيقية بالكامل في العمل.

المزواج الظريف

من جانبه، أشار الفنان الإماراتي مرعي الحليان، إلى المسارات التي قطعها النص الدرامي على امتداد نحو عامين ليصل إلى نسخته النهائية، التي تناولت بلمسة إنسانية واضحة العلاقة بين الآباء والأبناء ووصول الآباء إلى مرحلة اليأس من أبنائهم وقرارهم التراجع والابتعاد، مضيفاً «اجتذبتني فكرة لجوء الأبناء إلى آبائهم، ومناقشة مسائل ذات علاقة بنواة المجتمع الأهم وهي الأسرة وقيمة العائلة في تكوين الذات وتوازن الشخصية.

وأعتقد أن الجمهور سيتابع في (أهل الدار) العديد من القضايا الاجتماعية الراهنة، كما سيسلط الضوء على إيجابيات وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن قضايا الانفتاح غير المسؤول وأهمية صون مكتسبات التراث والهوية وأخلاقيات المجتمع، وغيرها من القضايا المحلية الراهنة التي تعكس اهتماماتنا».

وحول طبيعة شخصيته في المسلسل الإماراتي الجديد، أجاب الحليان ضاحكاً: «أقدم دور شاهين (الشايب الظريف) الذي نجح في الارتباط والزواج بثلاث نساء ويفكر جدياً في الرابعة. وعلى الرغم من ضعف شخصيته ونزوعه أكثر الوقت إلى المبالغة في ردود أفعاله، إلا أنه يمتلك الكثير من الصفات الحميدة التي تجعله محبباً لدى الجميع». وتابع عن تجربة أدوار المسن التي برع في تقديمها وما ستحمله من جديد هذ العام «أصبحت مع الوقت متمرساً في تقديم هذه النوعية من الأدوار في مسلسلات مثل (لو أعرف خاتمتي)، و(الزقوم)، وفيلم (شباب شياب)، وغيرها من الأدوار التي استطعت من خلالها تقديم شخصية الرجل الشايب بطريقة مختلفة كل مرة في الشكل والمضمون».

دور فريد

أما الممثلة خديجة سليمان التي تقدم في العمل دور «شيخة» فذكرت أنها تجسد شخصية تنتمي إلى تجارب الجيل الجديد الذي يمتلك على مفاهيم وطرق تفكير مغايرة لنظرة الجيل القديم، ما يجعل المواجهة صعبة والصراع محتدماً بينهما، خصوصاً في علاقة شيخة بوالدها في العمل. وقالت «دور إيجابي وفريد من نوعه هذا العام مقارنة بالأدوار الماضية التي لعبتها إماراتياً وخليجياً، إذ يضم خطوط شخصية شابة تتوق لإثبات نفسها في المجتمع، بالاعتماد على مفارقات وأساليب إدارة وعقلية مغايرة لمن حولها».

رؤية بصرية.. خارج الصندوق

أكدت مديرة تصوير مسلسل «أهل الدار»، التونسية سوار حسين، حرص فريق العمل على تقديم رؤية من خارج الصندوق هذ العام، والاقتراب أكثر من الأجواء السينمائية وحركة الكاميرا النشطة، التي تتماشى مع السياق الدرامي المتعاقب للأحداث، مضيفة: «سيتابع الجمهور في المسلسل رؤية بصرية مختلفة تتجلى أولاً في اختيار مواقع التصوير المتعددة خصوصاً الخارجية التي عكست تجارب أماكن متعددة على امتداد إمارات الدولة، ومشاهد عامة من دبي، وذلك لتقديم رؤية متجددة تعكس نمط الحياة في المجتمع الإماراتي، مع التركيز على الجانب الاجتماعي في العمل الذي يتأرجح بين الكوميديا الخفيفة والدراما الاجتماعية والإنسانية ذات الرسائل الهادفة».

مشاركات واسعة

إلى جانب النجوم أحمد الجسمي وأحمد الأنصاري ومرعي الحليان؛ يشارك عدد من نجوم الدراما الإماراتية في أداء شخصيات مسلسل «أهل الدار» المقرر بثه على شاشة قناة سما دبي في رمضان المقبل، إذ أكد المخرج عمر إبراهيم مشاركة كل من الفنان المصري نصر حماد، والممثلة المصرية ويزو إلى جانب عدد من نجوم الدراما الإماراتية، أمثال هدى الغانم وإبراهيم سالم ومروان عبدالله وإبراهيم أستادي وهيفاء العلي، وغيرهم من الوجوه الشابة.

العمل يزخر بالرسائل والدروس الإنسانية التي تكرسها علاقة الآباء بالأبناء، وأنماط استفادة جيل الشباب من خبرة الكبار.

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر