صاحب «الآن وإلى الأبد» يستعد لعمل فني ضخم في المدينة بمناسبة عام الاستدامة

منحوتات في دبي تتحدث بلغة المحبة.. ببصمة نجل أنتوني كوين

صورة

كشف الفنان لورينزو كوين أنه يستعد لإنجاز عمل فني ضخم في دبي بمناسبة عام الاستدامة، إذ يعرف المبدع الإيطالي بمنحوتات تنطق بلغة الحب تبرز بشكل واضح في معرضه «الآن وإلى الأبد»، الذي افتتح أخيراً في «ليلى هيلر» غاليري بدبي. وتأتي المنحوتات جميعها على أشكال قلوب وأيادٍ متشابكة حاملة رسائل محبة، فيما يضع بعض الكلمات في منحوتات أخرى، إذ يجمع بين النحت والكتابة، خصوصاً في الأعمال التي يكتب لها نصوصاً شعرية تستكمل فكرة العمل.

يحرص النحات الإيطالي ونجل الممثل الشهير أنتوني كوين، على تقديم رسالة سلام من خلال الأعمال التي تقدم مفهوم الاتحاد، والتشابك، وكذلك الحياة. ففي وسط الصالة ومن خلال الأسلاك التي يتحاور فيها الفراغ مع الضوء، تتشابك الأيادي لتقدم هذا المنحى، ثم ننتقل إلى القلب البرونزي المحمول بالأيدي، والذي يحمل رسالة حب وسلام قوية. وتأتي الأعمال كرسالة إيجابية، وكأنها موجة من الخير في قلب عاصفة مظلمة. أما تجسيد الوقت والحياة فيتعمد تقديمه من خلال مجسّمات حركية يستخدم فيها الزجاج والستانلس ستيل.

ولا يكتفي كوين بلغة واحدة في الفن، إذ يستخدم المنحوتات التي يضع فيها القلوب والأيدي المتشابكة، ثم يأخذ المتلقي عبر الحروف واللغة إلى شكل مباشر ومقروء يعبر عن رسالته الفنية، ويستخدم بعض الكلمات ذات المعاني القوية، ويضعها مع المرادفات أو الأضداد وفق تسلسل غير موحد بحيث يمكن أن يقرأ المتلقي كلمة من كل جهة، إذ يجد نفسه أمام الليل والنهار في عمل واحد، والوقت والمال في عمل آخر، وهكذا ليقدم العديد من المفردات التي تلامس الحياة.

وسائط متعدّدة

يستخدم كوين مجموعة من الوسائط المتنوعة، تبدأ بالستانلس ستيل، وتصل إلى البرونز والزجاج والأسلاك، وغيرها من المواد التي يسخّرها جميعها في خدمة رسالة واحدة، وهي توحيد البشر. وإلى جانب المنحوتات، قدّم في المعرض الذي يستمر حتى 25 فبراير الجاري، مجموعة من المجوهرات التي تحمل أشكالاً متقاربة في التصميم مع المنحوتات التي يقدمها، لاسيما القلب والأيادي. ويعتمد في المجوهرات على الرؤية الفنية التي يستخدمها في النحت، ما يجعل المجوهرات امتداداً مخلصاً للنحت.

وعن أعماله التي يقدمها في دبي، قال كوين لـ«الإمارات اليوم»: «قد تبدو الأعمال المحملة بالحب هي المسيطرة على المعرض، وهذا يعود إلى أن جميع أعمالي تدور في فلك توحيد الناس معاً، ولهذا يشاهد الجمهور هذه الأعمال بكثرة، فأنا أميل إلى استخدام الأيادي في الأعمال، لأنها أكثر لغة رمزية مفهومة ولا تتطلب الشروحات».

مع ثقافة المكان

وأضاف كوين أن معظم الأعمال تقدم فكرة الوقت والحياة، واختار هذه المنحوتات لأنها تتماشى مع ثقافة دبي، إذ ابتعد قليلاً عن المجسمات. وحول الوسائط التي يستخدمها في الأعمال، أشار إلى أن المنحوتة الضخمة التي صاغ منها الأيادي المتشابكة، اعتمد فيها على الأسلاك، وهذا ما يجعلها تبدو شفافة نهاراً، وفي الليل مفعمة بالضوء، ما يؤدي الى تحول شكلها تماماً، مبيناً أن المرة الأولى التي قدّم فيها هذا النوع من المنحوتات كان في الأهرامات المصرية، إذ كان يفكر في عمل يبرز هذه المعجزة الحضارية، وأتت فكرة الأسلاك.

وشدّد على أن العمل على هذا النوع من المنحوتات يستغرق الكثير من الوقت، فالقطعة قد تستغرق شهوراً أو سنوات حتى ينتهي منها.

ويعمل كوين مع فريق كبير، إذ يرى أن العمل الفني ليس عملاً منفرداً دائماً، وبالنسبة له يعمل على وضع بصمته على العمل الأول، ولكنه يترك الفريق يتابع إنجاز النسخ، معتبراً أنه إذا لم يعتمد على فريق سينتهي به الأمر بتنفيذ قطعتين في السنة فقط، مشبّهاً عمل الفنان بعمل الشيف الذي يبتكر الوصفات، ولكنه لا يعد جميع الأطباق.

ويستخدم كوين الستانلس ستيل والبرونز والزجاج، علاوة على الكثير من المواد المستدامة، وحاز رقماً قياسياً في «غينيس» في استخدام المواد المستدامة، ويحضّر عملاً خاصاً لدبي بمناسبة عام الاستدامة.

محطات من سيرة فنان

ولد لورينزو كوين عام 1966 في روما، ونشأ في عائلة فنية، فوالده الممثل الحاصل على الأوسكار أنتوني كوين، ووالدته المصممة لولاندا أدولوري. درس كوين في الأكاديمية الأميركية للفنون الجميلة، وكان ميالاً للفن السريالي، لكنه اتجه للنحت بعد ذلك. يحمل لورينزو كوين رقماً قياسياً في موسوعة غينيس لأكبر منحوتة غير قابلة للصدأ ومعاد تدويرها في العالم، واستخدم فيها أكثر من 130 طناً من الفولاذ المعاد تدويره في عمل بعنوان «هدف القرن»، وصمّم لكأس العالم التي نُظّمت في الدوحة أخيراً.

لورينزو كوين:

«أميل إلى استخدام الأيادي في الأعمال، لأنها أكثر لغة رمزية مفهومة ولا تتطلب الشروحات».

«أحياناً يكون الفنان مثل الشيف الذي يبتكر الوصفات.. ولكنه لا يعد جميع الأطباق».

25

الجاري يختتم معرض لورينزو كوين، الذي يضم منحوتات جميعها على أشكال قلوب وأيادٍ متشابكة.

تويتر