مصطفى سلامة يلهم جمهور «الآداب» «باللامستحيل»

جانب من جلسة «مغامرة إفرست ـ تحقيق الحلم» للمستكشف ومتسلق الجبال مصطفى سلامة. الإمارات اليوم

تجربة استثنائية، عاشها جمهور مهرجان طيران الإمارات للآداب، في جلسة «مغامرة إفرست ـ تحقيق الحلم» للمستكشف ومتسلق الجبال مصطفى سلامة، الذي يعد أول عربي يستكمل تحدي «إكسبلوريرز غراند سلام» الخاص بتسلق قمم جبال العالم السبع، وصولاً إلى القطبين الشمالي والجنوبي، فضلاً عن تسلقه قمة «إفرست» التي ختم بها قصة كفاح ملهمة.

في بداية الجلسة التي أدارها عبدالكريم غزال، تحدث سلامة عن سلسة كتب القمم السبع، والتي تتضمن كتاب «كليمنجارو ـ الاتحاد قوة»، الصادر مؤخراً، وكتاب «رحلة الصعود والارتقاء» وكتاب «مغامرة إفرست ـ تحقيق الحلم»، و«أحلام لاجئ من الشرق الأوسط إلى قمة إفرست»، الذي صدر باللغة الإنجليزية قبل أن تتم ترجمته إلى اللغة العربية.

رحلة تحقيق الحلم

توقف سلامة في بداية حديثه، عند نشأته في حضن عائلة فلسطينية لجأت إلى مخيم الوحدات بالأردن، وانتقلت إلى الكويت، وولادته في العام 1970، قبل أن يعود مع عائلته إلى الأردن مرة أخرى بعد حرب الخليج، ويساعد أسرته من خلال العمل في مطاعم مختلفة، قائلاً «أتيحت لي الفرصة للعمل في منزل السفير الأردني في لندن، قبل أن أزاول تجربة غسل الأطباق لمدة سبعة أعوام في أحد مطاعم العاصمة البريطانية، الذي مكنني من الالتحاق بجامعة الملكة مارغريت والتخرج بعد أربع سنوات وبالتالي، ملامسة حلمي بأن أصبح مدير فندق خمس نجوم» وأضاف «في عام 2004 حلمت بأنني أقف على أعلى قمة في العالم أؤذن وأصلي، علماً بأنني لم أكن أعرف أين كانت إفرست ولم يكن لدي أي معرفة برياضة تسلق الجبال حتى، لذلك بدأت بالتدريب، وفشلت مرة واثنتين، لكنني لم أستسلم، إلى أن نجحت في عام 2008، ورفعت العلمين الأردني والفلسطيني فوق أعلى قمة في العالم يبلغ ارتفاعها 8848 متراً فوق سطح البحر».

وأكد سلامة أن أحلامه لم تتوقف عند حدود قمة «إفرست»، حيث نجح بعدها في تسلق أعلى قمم جبال العالم، في أوروبا وشمال أميركا وجنوبها، وإفريقيا وأستراليا، كما استطاع الوصول إلى القطب الشمالي في العام 2014، وأكمل مشواره إلى القطب الجنوبي في العام 2015، ومن بعدها إلى جزيرة غرين لاند في العام 2016، التي تقع بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي وتعتبر أكبر جزيرة في العالم.

زيارة ملهمة

توقف سلامة عند زيارته لمركز الحسين للسرطان في العاصمة الأردنية ولقائه طفلة صغيرة وتفاصيل الحديث الذي دار بينهما حول تحديات الرحلة وتدريباتها ومشوار الوصول إلى القمة والوقت الذي يتطلبه المكوث عليها، مؤكداً أن هذا اللقاء قد غير حياته بالكامل، وذلك بعد سماعه ردها الذي كان صادماً بالنسبة له، والذي قاربت فيه الطفلة المدة التي قضاها البطل في صعود الجبال، مع المدة التي تطلبتها رحلتها الطويلة مع المرض، لدفعه من ثم، نحو العمل على تخفيف آلام الأطفال حول العالم ومساعدة من حوله على تجاوز أزماتهم.

«دبي» ماراثون عالمي

وفي ختام الجلسة، توقف سلامة عند مشروعه الجديد نهاية هذا العام، الذي سيخصصه لموطنه فلسطين، ويتمحور حول تجربة الركض على مدى سبعة أيام، في سبعة ماراثونات عالمية، ما بين سبع قارات حول العالم، مشيرا إلى أن دبي ستكون المحطة التي تمثل قارة آسيا، مستطرداً بالقول سأركض لنحو 295 كيلومتراً في سبعة أيام، لأروي للعالم حكايات وطني و تاريخه وكنوزه الحضارية والإنسانية وتجارب رجاله العظماء الذين غيروا وجه التاريخ.

تويتر