أكد استقلالية اللجنة وحرية المشاركين في اختيار موضوعاتهم بالدورة الجديدة

«أمير الشعراء»: الليلة مطلع «القصيدة العاشرة»

صورة

تنطلق الليلة أولى حلقات الدورة العاشرة من برنامج المسابقات الشعرية الأكبر من نوعه «أمير الشعراء»، وهي الدورة الأولى له بعد تجاوز جائحة «كورونا» بشكل كامل. ويشهد البرنامج، الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في الدورة الحالية تغييراً في لجنة التحكيم، إذ انضم إلى رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم، كل من أستاذ السيميائيات وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط الدكتور محمد حجو، وأستاذة النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون بالقاهرة الدكتورة أماني فؤاد، والتي تعد أول امرأة تنضم إلى اللجنة منذ انطلاق البرنامج.

وأوضح رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، قائد عام شرطة أبوظبي، اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، أن البرنامج الذي انطلق في عام 2007، شهد مشاركة 245 شاعراً وشاعرة من أكثر من 25 دولة قدمتهم المسابقة منذ انطلاقها وصولاً إلى هذا الموسم، وفرزت لجنة التحكيم خلال المواسم الماضية عشرات آلاف من القصائد لشعراء من أكثر من 40 دولة، ليُبرِز البرنامج دورهم المُلْهِم في التعبير عن روح الإنسان وقضاياه وتوثيق يوميات المكان وشخوصه.

وأضاف في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه مدير أكاديمية الشعر سلطان العميمي خلال مؤتمر صحافي عقد أول من أمس، في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي للكشف عن قائمة الشعراء الـ20 المتأهلين للحلقات التلفزيونية المباشرة من البرنامج في نسخته الحالية، أن «لجنة تحكيم البرنامج ولجنته الاستشارية اطلعت على مشاركاتٍ بالآلاف وصلت إلى أكاديمية الشعر منذ انطلاق الموسم، وبكل تأكيد لم يكن تحقق هذه المشاركات الكثيرة وَليدَ صدفة، بل هو انعكاس لجهود كبيرة تبذلها أسرة البرنامج، بهدف إحياء الموروث الثقافي والمعرفي».

من جانبهم؛ شدد أعضاء لجنة التحكيم، على أن اللجنة لا تملي على المشاركين موضوعات قصائدهم، داعين الشعراء إلى الانفتاح في أشعارهم والتعبير عن ذواتهم وقضايا مجتمعاتهم، وطرح قيم جديدة مثل التسامح والعقلانية وقبول الآخر. واستذكروا الراحل الدكتور صلاح فضل الذي كان دوره ريادياً في تأسيس جملة من المبادرات الثقافية في دولة الإمارات، وعضو اللجنة الاستشارية العليا للبرنامج الناقد الدكتور عبدالملك مرتاض الذي له إسهامه الكبير في التعريف باللغة العربية ومشاركة مميزة في لجنة تحكيم البرنامج في الدورات السابقة.

وقال علي بن تميم، إن البرنامج استطاع خلال 15 عاماً أن يجعل الشعر في الصدارة ويعيد علاقتنا بهذا الفن الذي يُعد أهم فن عند العرب، ويذّكر دوماً أن الشعر مازال ديوان العرب النابض، ويسجل تجربته الكبيرة والملهمة النابضة بالحياة. كما استطاع البرنامج أن يشكل مرجعية شعرية، ويجمع الشباب حول ديوان العرب في قالب معاصر، سواء كشعراء مشاركين أو جمهور من متذوقي الشعر ومحبيه.

كذلك دعا محمد حجو الشعراء للانفتاح على ذواتهم وتجارب مجتمعاتهم في ما يقدمونه من قصائد، مشيراً إلى أن اللجنة ليس دورها فرض موضوعات للقصائد على الشعراء. وقال: «دورنا ليس هندسة فكر الشعراء أو إملاء الموضوعات التي يتناولونها، ولا نريد أن نوجه الشعراء، بالعكس نطلب منهم أن ينفتحوا على ذواتهم ويأتون بتجاربهم وتجارب مجتمعاتهم، ويطرحوا قيماً جديدة مثل قيم التسامح والتشارك الحضاري في أي مكان. اخرجوا من المعتاد ونحن سنتابع هذا الجمال بالنقد».

وضمت قائمة الشعراء محمد محمود محاسنة (الأردن) ونجاة عتيق الظاهري (الإمارات) ومحمد اليوسف (البحرين) وأحمد بوفحتة (الجزائر) وعبدالله العنزي وإبراهيم حلوش (السعودية) وإبراهيم توري (السنغال) وشريهان الطيب (السودان) وخالد الحسن (العراق) وعبدالواحد بروك (المغرب) وعمر حسين المقدي (اليمن) وزكريا عيساوي (تونس) وعائشة السيفي (سلطنة عمان) ونور الموصلي ودانه أبومحمود (سوريو) ومصطفى محمد الغلبان (فلسطين) وفاطمة مفتاح حسن بالخيرات (ليبيا) وأحمد مدني وأسماء جلال (مصر) وسيدي محمد محمد المهدي (موريتانيا).

محمد حجو:

«دورنا ليس هندسة فكر الشعراء.. ونقول لهم: اخرجوا من المعتاد ونحن سنتابع هذا الجمال بالنقد».

علي بن تميم:

«البرنامج استطاع أن يجعل الشعر في الصدارة، ويعيد علاقتنا بالفن الذي يُعد الأهم عند العرب».


مع الجمال.. وليس النساء

تعليقاً على مشاركتها كأول امرأة في لجنة تحكيم «أمير الشعراء»، أكدت الدكتورة أماني فؤاد، أن وجود المرأة في أي موقع هو الأمر الطبيعي، خصوصاً في ظل المشاركة النسائية الفاعلة في المسابقة، ليس لأن الرجل لا يستطيع أن يحكم على تجارب النساء، فالمرأة تستطيع والرجل يستطيع لأن النقاد ينطلقون من معايير تنحو إلى العلمية، ولكن المرأة أكثر حساسية في التقاط جماليات الشعر، مشيرة إلى أن وجودها لن يكون دعماً للمشاركة النسائية في البرنامج ولكن للقصيدة الجميلة والتجربة الجديدة التي تعبر عن الشارع والمجتمع الذي يعيش فيه.

تويتر