التنور.. الكرم يحتفظ بمكانته في قلوب أهل حتّا

تبرز في منطقة حتّا ملامح كثيرة من الأصالة التي مازال يتمسك بها العديد من أهلها إلى اليوم، ومن بينها التنور الإماراتي، الذي يُعد إحدى جواهر المنطقة وجزءاً من موروثها الشعبي الأصيل، فضلاً عن كونه يُمثل أحد التقاليد العريقة التي يمتاز بها المطبخ المحلي.

وخلال فعاليات «ليالي حتا الثقافية» التي اختتمت أخيراً في «قرية حتا التراثية»، أفردت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) مساحة لـ«التنور» ضمن الحدث الذي احتفى بعادات وتقاليد عريقة.

وأشارت مدير إدارة المواقع التراثية مكلف في «دبي للثقافة» مريم ظاعن التميمي، إلى أهمية إحياء الممارسات الشعبية المرتبطة بالذاكرة الإماراتية. وقالت: «تقود الهيئة حراكاً ثقافياً شاملاً للاحتفاء بالتراث وصونه، وإلهام الأجيال المقبلة للاعتزاز به والحفاظ عليه، وهو ما تجلّى في فعاليات وأنشطة ليالي حتا الثقافية الهادفة إلى تعزيز الهوية الوطنية في نفوس الجمهور وتعميق علاقته بالتقاليد الإماراتية». مشيرة إلى أن عرض «التنور» جاء بهدف التعريف بالممارسات الشعبية القديمة وضمان استمراريتها.

وأضافت: «يمثل التنور ملامح من عراقة الماضي ويحمل بين طياته دلالة على كرم الضيافة الإماراتية، إذ يُعد إشعاله تقليداً يحرص عليه مواطنون في الأعياد والمناسبات التي يجتمع فيها أفراد العائلة الكبيرة، فمن خلاله تعد المأكولات الشعبية بطريقة مميزة ومختلفة»، ونوهت بأنه يعد جزءاً من الموروث الشعبي في منطقة حتا، ويحتفظ بمكانة جميلة في قلوب أهلها، لمساهمته في جمع العائلات مع بعضها بعضاً خلال المناسبات، ما يعزز من أواصر الأخوة والتآلف والمحبة في ما بينهم.

يشار إلى أن «التنور» عبارة عن حفرة داخل الأرض يصل عمقها إلى نحو مترين ويراوح قطرها ما بين متر ونصف المتر إلى مترين، ويحدد الحجم حسب عدد العائلات المشاركة فيه، وسابقاً كانت الحفرة تبطن من الداخل بالحجارة والطين، ويطهى فيه اللحم بعد تتبيله بخلطة من البهارات العربية التي تمنحه نكهة خاصة، ومن ثم تغليف قطع اللحم بأوراق أشجار الشحس والشوع والزام، وتوضع داخل سلة «الخصف» المصنوعة من سعف النخيل، وتُلقى بعدها داخل الحفرة المملوءة بالجمر، وتغلق جيداً لمدة تراوح بين 10 و24 ساعة لضمان نضوج اللحم.

مريم التميمي:

• «دبي للثقافة تسعى إلى إحياء الممارسات الشعبية المرتبطة بالذاكرة الإماراتية في نفوس الأجيال».