المعرض يتضمن مخطوطات نادرة تبرز تاريخ التبادل الثقافي بين العرب وأوروبا

بالفيديو.. «دُرر الحكمة» في قصر الوطن.. رحلة إلى العصر الذهبي

صورة

رحلة تاريخية فريدة، يوفرها معرض «دُرر الحكمة»، الذي افتتح أول من أمس في قصر الوطن بأبوظبي، بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وإدارة التخطيط والتطوير الثقافي، ليكشف لزواره جوانب من التأثير المتبادل للحضارتين العربية والغربية، وتأثير الثقافة العربية على أوروبا، والدور البارز الذي لعبته المخطوطات العربية في حفظ العلوم العربية والإسلامية ونقلها للغرب.

ويوفر المعرض الذي يستمر حتى السادس من يناير 2023، إطلالة على العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، مع التركيز على منطقتين مهمتين في قلب أوروبا خلال القرون الوسطى، هما الأندلس في شبه الجزيرة الأيبيرية وصقلية في جنوب إيطاليا، إذ شكلتا الجسر الرابط بين العالم الإسلامي وأوروبا خلال العصور الوسطى، وهي الحقبة التاريخية التي شهدت مزيداً من الانتشار الثقافي وتدفق المعرفة العلمية.

نفائس

يتضمن المعرض سبع مناطق مختلفة، تستعرض مخطوطات قيمة في مجالات الأدب، والتراث، والدين، والموسيقى، والفلسفة، والعلوم، وبعض هذه المخطوطات تعد درراً نفيسة لم تعرض من قبل للعامة من مجموعة مقتنيات المكتبة الوطنية الإسبانية، ومكتبة سان لورينزو دي الإسكوريال. وتكشف المخطوطات المعروضة أثر الثقافة العربية على أوروبا، ودور الحضارة العربية الرائد في حوار الأديان، وبناء جسر معرفي مهّد لعصر النهضة.

ففي الجزء الخاص بتطور اللغة العربية الدارجة في أوروبا، يتعرف الزائر إلى مراحل تطور اللغة العربية العامية في أوروبا، والخط الأندلسي، والخط العربي في الفن الصقلي، ويطّلع على مخطوطات بارزة في علم النحو والصرف. بينما يتناول القسم الثاني حوار الأديان، وكيف أسهم التنوع الثقافي خلال فترة الحكم الإسلامي في الأندلس وصقلية في ولادة حوار كان مصدر إلهام للعديد من الفلاسفة، مثل ابن حزم الذي كان له السبق في تأسيس علم مقارنة الأديان.

أيضاً يبرز المعرض كيف تأثر الشعر الأندلسي بالتبادل الثقافي، إذ جمع بين اللغة الفصحى والدارجة العربية، جنباً إلى جانب مع اللغة الإسبانية والموسيقى، ما أدى إلى ظهور كلمات وتراكيب شعرية جديدة، فظهر فن الزجل والموشحات، واهتم الحكام بالفنون والموسيقى والشعر اهتماماً كبيراً.

الترجمة جسر المعرفة

وتحت عنوان «جسر بين المعرفة الإغريقية والعالم الإسلامي»، يلقي المعرض الضوء على تأثير الترجمة في نقل المعرفة في قسم خاص، ضم عدداً من المخطوطات النادرة، ويبرز كيف أن الترجمة خلال حكم المسلمين في الأندلس لم تقتصر على الكتب التي وضعها العلماء العرب فحسب، بل ترجمت العديد من المؤلفات المكتوبة بلغات أخرى، مثل الإغريقية، إلى العربية، وأصبحت أساساً لمزيد من الاكتشافات والابتكارات.

كما يوضح هذا القسم أن العرب قدموا أيضاً تقنيات طبية وزراعية، أسهمت في الارتقاء بنوعية حياة الناس خلال عصر النهضة، كما اخترعوا النظام الجامعي الحديث، الذي أدى بدوره إلى الثورة العلمية في القرنين الـ16 والـ17 الميلاديين.

مؤتمر

يأتي افتتاح معرض «درر الحكمة» بالتزامن مع تنظيم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مؤتمر أبوظبي الثالث للمخطوطات، تحت شعار «رحلة المخطوطات العربية من الشرق إلى الغرب.. إيطاليا وإسبانيا أنموذجاً»، بالتعاون مع مكتبة مارسيانا التابعة لوزارة الثقافة الإيطالية، ومكتبة جامعة بولونيا الإيطالية، والمكتبة الوطنية في إسبانيا، ومكتبة الإسكوريال الإسبانية، والذي انطلقت فعالياته أمس في منارة السعديات، ويختتم اليوم.

ويشهد المؤتمر مشاركة مجموعة من العلماء والمتخصصين والخبراء في مجالات المخطوطات من إسبانيا وإيطاليا ومختلف أنحاء العالم العربي، سعياً إلى تسلّيط الضوء على الدور الحضاري والثقافي البارز الذي تلعبه دولة الإمارات في مجال الحفاظ على التراث العربي الأصيل ونشره.

ويطرح المؤتمر موضوعات أساسية في مجالات تحقيق وحفظ وترجمة المخطوطات، إذ ركزت جلسات اليوم الأول على مدى تأثير ودور الحضارة الإسلامية في دفع عجلة التطوير في أوروبا، والصلات الحضارية، ورحلة المخطوطات العربية من الشرق إلى الغرب، وجهود الاستشراق الإيطالي والإسباني في تحقيق التراث العربي، والمخطوطات العربية المترجمة في إيطاليا وإسبانيا.

فيما تركز جلسات اليوم على الدروس القيمة المستفادة من المخطوطات العربية في المكتبات الأوربية ضمن مجالات الموسيقى والأدب واللغة والشعر وغيرها، وتحمل عناوين: كنوز ونوادر المخطوطات العربية في المكتبات الإسبانية والإيطالية، والتراث الأدبي في المخطوطات العربية في المكتبات الإسبانية والإيطالية، وفهرسة المخطوطات العربية وتحقيقها في إسبانيا، والمخطوطات النادرة في المكتبات الإسبانية.

• المعرض يبرز تأثير الثقافة العربية على أوروبا، والدور البارز الذي لعبته المخطوطات العربية في حفظ العلوم الإسلامية ونقلها إلى الغرب.

• 7 مناطق مختلفة تستعرض مخطوطات قيمة في مجالات الأدب، والتراث، والدين، والموسيقى، والفلسفة، والعلوم، وغيرها، يضمها المعرض.

• التركيز على منطقتين في قلب أوروبا خلال القرون الوسطى، هما الأندلس وصقلية، إذ شكلتا الجسر الرابط بين العالم الإسلامي وأوروبا.


مع العلماء

أفرد معرض «دُرر الحكمة» في قصر الوطن بأبوظبي قسماً للتعريف بالعلماء المسلمين في الغرب، وركز على الذين ظهروا ما بين القرنين التاسع والـ12 الميلاديين، والقرنين الـ11 والـ14 الميلاديين، مثل عباس بن فرناس، وأبوداوود سليمان بن حسان (ابن دجلجل)، وأبوإسحاق الزرقالي، وأبوبكر محمد بن الصائغ (ابن باجة)، إضافة إلى أبوعبدالله محمد الإدريسي، وأبوالوليد بن رشد، وأبوالحسن ابن جبير، وغيرهم.

تويتر