24 أسرة تلاقت وتعارفت لتتبادل الخبرات والتجارب

المعرض الإماراتي السعودي.. إبداعات بتوقيع «المرأة الخليجية»

صورة

تجارب فنية وحرفية متنوعة، احتضنها معرض الأسر المنتجة الإماراتي السعودي، الذي أقيم في «دبي مول» على مدار أسبوع كامل، ليحتفي بإبداعات 24 أسرة إماراتية وسعودية تلاقت وتعارفت لتتبادل الخبرات والتجارب، وتطرح نماذج متفردة من إمكانات المرأة الخليجية، وقدراتها المستقبلية على امتلاك ناصية الحاضر واستشراف المستقبل بخطوات واثقة وثابتة.

آفاق دولية مشتركة

في مستهل حديثها، قالت مدير مشروع في بنك التنمية الاجتماعية السعودي، هالة الروقي «يندرج هذا المعرض المشترك للأسر الإماراتية والسعودية المنتجة، الذي افتتح من قبل وزيرة تنمية المجتمع، حصة بنت عيسى بوحميد، وسفير المملكة العربية السعودية لدى دولة الإمارات، تركي الدخيل، ضمن التعاون الدولي المشترك بين وزارة تنمية المجتمع الإماراتية، وبنك التنمية الاجتماعية السعودي، بصفته المظلة الرسمية الراعية للمشروعات متناهية الصغر، ليجمع تحت رايته 24 أسرة منتجة مناصفة بين الإمارات والسعودية، التقت اليوم للتعرف إلى إبداعات حرفياتها، وعرض جزء من منتجاتها المتنوعة».

ولفتت الروقي إلى الفرصة الذهبية التي خلقها هذا المعرض المنطلق من الإمارات، لهذه الفئة، الذي يعد حسب قولها، أول تعاون دولي يكرسه بنك التنمية في هذا المجال «مشيدة بالدعم اللامتناهي الذي دأب هذا الأخير على تقديمه للأسر عبر مجموعة من «الخدمات المالية والتمويل المباشر لأصحاب المشروعات وخدمات التنمية والتمكين المتمثلة في التدريب المهني والحرفي المتخصص على التعامل مع العملاء والجمهور، وإمكانية النفاذ إلى الأسواق عبر نوافذ مثل المعارض والفعاليات والبازارات والمتاجر الإلكترونية وما شابه، وبالتالي، رفع جودة منتجاتهم، وتمكينهم من تغيير الصورة النمطية عن المشروعات متناهية الصغر، التي باتت تنافس وبقوة أجود العلامات المطروحة اليوم».حوارات فنية وحضارية

رسامة الإنيميشن الإماراتية ندى محمد آل درويش، صاحبة استوديو للهدايا والمنتجات المتنوعة، تحمست لوصف مشاركتها التي اعتبرتها فرصة ذهبية لإبراز موهبتها، وعرض جزء من إبداعاتها لجمهور أوسع، مشيدة «بالدعم الذي تلقته ولاتزال من برنامج الأسر الإماراتية المنتجة (الصنعة)، لترويج منتجاتها بسعر وصفته بالرمزي مقارنة بالمكان، ومن ثم دفعها هي ومثيلاتها لتطوير مشروعاتهن عبر فتح قنوات دخل إضافية تسهم في تعزيز قدراتهن المادية». كما عبّرت ندى عن سعادتها بفكرة المعرض، الذي «فتح أبواب الحوارات الإنسانية والحضارية بين المبدعات السعوديات والإماراتيات ليؤسس لجسور تعاون فني مثرٍ مستقبلاً».

أول مشاركة دولية

العارضة السعودية منيرة العبيد، صاحبة مشروع «موني آرت» «للتيراريوم» أو «الحديقة الزجاجية»، أكدت لـ«الإمارات اليوم» أن مشروعها «الذي يعد دمجاً بين علم النباتات والفن، يقوم على ابتكار أنظمة بيئية مصغرة وحدائق داخلية صغيرة مكونة من الصباريات المتنوعة المزينة بالرمل»، مضيفة «انطلقت في الميدان منذ 2019 وصولاً إلى أول مشاركة دولية اليوم في دبي، والتي أعتبرها دفعة قوية لمشروعي الهادف إلى تغيير فلسفة الزراعة الداخلية القديمة من خلال دمجها بعناصر الفن والإبداع»، منوهة بالقول «توفرت لي اليوم فرصة تقديم رؤيتي الجديدة لهذا الفن، ليس فقط في بلدي السعودية، وإنما في نطاق دولي أوسع من خلال هذا الحدث من الإمارات العربية المتحدة»، مشيدة بإعجاب الجمهور، وبالإقبال الواسع الذي لمسته من زوار المعرض.

فخر الحرفة الإماراتية

على الرغم من انشغالها بترتيب ركنها، وتعديل أماكن منتجاتها المتزاحمة على الرفوف، لم تنشغل ثريا سبت، صاحبة ركن «أمي ثريا»، عن الحفاوة الإماراتية الأصيلة بابتسامة عريضة، قائلة: أصنع هدايا تذكارية ومنتجات حرفية تقليدية من التراث الإماراتي القديم، مثل حقائب اليد المستوحاة من «الشال الخليجي» وسلال «البقشة» المصنوعة من «الخيش الطبيعي» ومن قماش «السدو» التي أضيف عليها باستمرار لمستي الخاصة لإسعاد الناس.

وحول حضورها في الحدث، أكدت سبت «سبق لي منذ انطلاق علامتي منذ 20 عاماً، المشاركة في فعاليات ومهرجانات محلية ودولية عدة في السعودية والكويت وعدد من الدول العربية، لإبراز فخرنا بالصناعات التقليدية الإماراتية والتراثية التي تشهد دوماً إقبالاً متزايداً، ليس فقط من قبل الإماراتيين والمقيمين، بل ومن الأجانب وزوار الإمارات حول العالم».

لغة العالم

بدورها، تحدثت الحرفية السعودية فاطمة مبارك الصالح، التي تشارك في المعرض بمشروعها التجاري «تهلل»، قائلة «استوحيت اسم علامتي من أعلى قمم منطقة عسير السعودية، كما استلهمت موروث المنطقة الثقافي، فن (القط العسيري) التراثي لصنع هدايا ومقتنيات فنية وتذكارية يسهل على الزائر والسائح اقتناؤها في أي مكان في العالم». وحول تجربة الفعالية، أشادت الصالح بتنظيمها المحكم وحرفية القائمين عليها، منوهة بالفرصة التي أتيحت لها لتسويق مشروعها في عدد من الفعاليات الوطنية وفي فعاليات دولية أكبر تتحدث اليوم «لغة العالم»، لافتة إلى حماستها بالعودة إلى بلدها حاملة عدداً من العملات الأجنبية المتنوعة، وإلى قيمة وثراء هذه التجربة القيمة التي تستقطبها دبي منارة السياحة الرائدة عالمياً.

«الصنعة» الإماراتية

يسعى مشروع «الصنعة» للأسر الإماراتية المنتجة في وزارة تنمية المجتمع، إلى تمكين الأسر في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وتحفيزها لاستثمار طاقات أفرادها من أجل تبني الأفكار الإنتاجية، والدخول إلى عالم الأعمال التجارية، من بوابة المشروعات المتناهية الصغر، بما يعزز استقرار وجودة حياة الأسرة بكل أفرادها، كما يسعى المشروع إلى التطوير الدائم والتحسين المستمر في نوعية وجودة منتجات الأسر من خلال التدريب الاحترافي، وتوسيع دائرة تسويقها ومنافساتها، وضمان تحقيق مكاسب مادية ومعنوية تدعم رؤية تمكين الأسرة الإماراتية على أوسع نطاق.

تويتر