ضمن معرض «الانطباعية على درب الحداثة»

150 عملاً فنياً يزينها «فنجان الشوكولا» في «اللوفر أبوظبي»

صورة

كشف متحف اللوفر أبوظبي عن إضافة لوحة فنجان الشوكولا لبيير - أوغيست رينوار، 1877-1878 إلى مقتنياته في عملية استحواذ مهمة، أعلن عنها للمرة الأولى خلال افتتاح أول معرض دولي للمتحف لهذا الموسم بعنوان «الانطباعية على درب الحداثة»، في إطار احتفالاته بالذكرى الخامسة لتأسيسه.

وتجسد اللوحة شابة تجلس وأمامها كوب من القهوة أو الشوكولا، وقد تبدو للوهلة الأولى أنها تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، وتجلس في منزل فخم مريح، ولكن في الواقع هي لمارغريت لوغران، الملقبة بمارغو، وكانت عاملة في حي مونمارتر، وكانت «موديلاً» للرسم لدى رينوار في أواسط 1870، وتركز اللوحة على المقهى الذي كان مشهداً أو طقساً متكرراً من الحياة اليومية في تلك الفترة، حيث كان رينوار يميل لتناول الأشكال الفنية والمؤثرات البنيوية، وتكتسب اللوحة أهمية كبيرة لما تتسم به من إتقان، وكونها تشكل عودة الفنان إلى «الصالون» في عام 1878.

ويعد المعرض الذي افتتحه رئيس دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، محمد خليفة المبارك، صباح أمس، ويستقبل الجمهور حتى الخامس من فبراير المقبل، الأول من نوعه والأكثر شموليةً في المنطقة، وهو واحد من بين ثلاثة معارض رئيسة من المقرر إقامتها على هامش فعاليات الموسم الثقافي للمتحف لعام 2022-2023. ويضم المعرض أكثر من 150 عملاً فنياً تسلط الضوء من خلالها على ردود فعل الفنانين تجاه التقلّبات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها الفترة من منتصف خمسينات القرن الـ19 إلى نهاية القرن نفسه، ليقدم نظرة جديدة للانطباعية ولتلك الفترة الزمنية، وكيفية تفاعل الفنانين مع ما شهدته من أحداث.

حوار فني

وتضم الأعمال المعروضة أكثر من 100 لوحة و40 عملاً فنياً مرسوماً ومطبوعاً و20 صورة فوتوغرافية وخمسة فساتين يُنسب تصميمها إلى تلك الحقبة الزمنية، فضلاً عن عمل تركيبي معاصر، والأعمال موزعة على 15 قسماً مرتبة على أساس زمني وموضوعي.

كما يسلط المعرض الضوء بالتوالي على دور مانيه وأوصاف الحياة المعاصرة والمجتمع القروي وبوادر الانطباعية وعرض المجموعة لأول مرة عام 1874 وأعمال الصالون الفنية والنظرة المتنقلة وتطور الانطباعية، وأخيراً الجيل الجديد منها الذي نراه اليوم.

ويتيح المعرض للزوار فرصة تأمل اللوحات ذات الصبغة الانطباعية التي أبدعتها أنامل كل من مونيه ورينوار وسيزان وموريزو وبيسارو وسيسلي، وكأنها في حوار مع أعمال رسامي الجيل السابق أمثال مانيه، فضلاً عن أنصار المشهد الواقعي في خمسينات القرن الـ19 أمثال (كوربيه، روسو، كورو)، أو ما يسمى بالفنانين الأكاديميين. كما يسلط المعرض الضوء على الحد الفاصل، أو بالأحرى مدى التذبذب، الذي ظهر بسرعة بين جنبات هذه الحركة الفنية، أو بين الدعوة إلى تبنّي المنهج العصري، والرغبة في تمجيد الطبيعة وحدها.

وتشمل أبرز الأعمال المعروضة مجموعة مختارة من الأعمال الفنية من مجموعة مقتنيات اللوفر أبوظبي، بما في ذلك لوحتان لإدوار مانيه، هما: البوهيمي، 1861-1862، وطبيعة صامتة مع القفة والثوم، 1861-1862، إلى جانب لوحة درب لا فيريير للفنان ألفريد سيسلي، 1872، ولوحة لعبة الورق «البيزيغ» لغوستاف كايبوت، 1881. وتشمل أبرز الأعمال المُعارة من متحف أورسيه: الشُرفة لإدوارد مانيه، 1868-1869، والعقعق لكلود مونيه، 1868-1869، وقاشطو الباركيه لغوستاف كايبوت، وميدان سباقات الخيل، خيالة هواة قربَ عربة لإدغار ديغا، 1876-1887، والمرأة ذات إبريق القهوة لبول سيزان، 1890-1895.

غير مسبوق

وأوضح مدير متحف اللوفر أبوظبي مانويل راباتيه، أن معرض «الانطباعية على درب الحداثة» له أهمية بالغة، إذ يحفز الفكر، ويُنظَّم على مستوى غير مسبوق في منطقة الخليج العربي، وتتجلى فيه معاني الإصرار والطموح، كما يجسد المعرض حرص المتحف على طرح تصورات متجددة لتاريخ الفن، وتعزيز الوعي تجاه وجهات النظر الجديدة، ودعم التواصل والحوار الثقافي.

بينما أشار رئيس المؤسسة العامة لمتحف أورسيه ومتحف دى لا أورانجيريه - فاليري جيسكار ديستان، كريستوف ليريبولت، إلى أن المعرض يضم مجموعة استثنائية من القطع المُعارة، ويستجيب لتطلعات الحوار والانفتاح لدى متحف اللوفر أبوظبي، بما يتيح للجمهور أن يستكشف الحداثة التي صعد نجمها في النصف الثاني من القرن الـ19، والتي تجسدت في إبداعات فنانين أمثال مانيه وديغا وكايبوت ومونيه.

أحداث غيّرت التاريخ

يمثل «الانطباعية على درب الحداثة» جولة في واحدة من أهم فترات التاريخ، التي تمتد من منتصف خمسينات القرن الـ19 وحتى نهايته. وتقدم أعمال الفنانين الذين ظهرت أعمالهم في معرض اللوفر أبوظبي نافذة على تلك اللحظة التاريخية الفريدة.

والمعرض مستوحى بشكل أساسي من مجموعة مقتنيات متحف أورسيه ذات الصبغة الانطباعية، التي تُعد الأولى من نوعها في العالم.

 

تويتر