القهوة العربية: أولها «هيف» وآخرها «سيف»

صورة

ترتبط القهوة العربية بالإرث الثقافي لدولة الإمارات، ورغم اختلاف مذاقها ولونها حسب مكوناتها وطرق تحضيرها، فإنها في معظم البلدان العربية والخليجية تشترك في مكانتها المتميزة التي تحظى بها، وطقوس تقديمها، بعد أن أصبحت رمزاً للكرم والترحاب وتمتين الروابط الاجتماعية، وعنواناً لحُسن الضيافة، ويعد حضور القهوة العربية الدائم في جميع المناسبات الخاصة والعامة خير دليل على مكانتها الكبيرة محلياً وفي المجتمع العربي.

وفي الأول من أكتوبر من كل عام يحتفل العالم بـ«اليوم العالمي للقهوة»، حيث نظم معهد الشارقة للتراث احتفالية جمع فيها صانعي وعاشقي ومحبي القهوة العربية والمعاصرة، لتقديم الطقوس المختلفة بين القهوة العربية والقهوة المعاصرة، في طرق الإعداد والأدوات المستخدمة أثناء تحضيرهما، والنكهات التي تتم إضافتها، مثل: الهيل والمسمار والزعفران، والدِلال بأنواع وأحجام مختلفة والفناجين المستخدمة لتقديمها، والحلويات المفضلة عند شرب القهوة، وأهم العادات والتقاليد والآداب التي يتم اتباعها عند تقديم القهوة العربية، التي تختلف عن تقديم القهوة المعاصرة.

ولفناجين القهوة عند تقديمها أربعة أسماء عند العرب القدامى، وقيل عند البعض خمسة.

الفنجان الأول هو «الهيف»، وهو الذي يشربه المعزب أو المضيف ليختبر هو بنفسه جودتها قبل أن يقدمها لضيفه، وليأمن ضيفه من أن تكون قهوته مسمومة. والفنجان الثاني هو «الضيف»، وهو الفنجان الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافة، وقد كان الضيف قديماً في البادية مجبراً على شربه إلا في حال العداوة، أو أن يكون للضيف طلب صعب وقوي عند المضيف، فكان لا يشربه إلا بعد وعد من المضيف أو المعزب بالتلبية.

والفنجان الثالث هو «الكيف» أي بمعنى (المزاج)، وهو الفنجان الثاني الذي يقدم للضيف، وهو ليس مجبراً على شربه ولا يضير المضيف إن لم يشربه الضيف، إنما هو لمجرد تحسين مزاج الضيف، وهو أقل فناجين القهـوة قـوة وأثراً عند العرب.

الفنجان الرابع وهو «السـيف»، وهو الفنجان الثالث الذي يقدم للضيف، وهذا الفنجان غالباً ما يتركه الضيف ولا يشربه لأنه أقوى فنجان.

فمن يشربه يصير ملزماً منذ تلك الساعة بأن يكون مع المضيف في السراء والضراء، ومجبراً على الدفاع عنه بحد السـيف، وشريكه في الحـرب والسلم يعادي من يعاديه ويتحالف مع حلفائه، وكان هذا الوضع يُحمِّل الناس أموراً شِداداً ويواجهون الموت والدمار بسببه، ولذلك كانوا يتحاشون شربه ويحترسون منه.

تويتر