المعرض يضيء على تجاربهم عبر 4 أقسام

«حداثة خليجية».. رحلة فنية مع «الروّاد» في المنطقة

صورة

«حداثة خليجية» هو عنوان المعرض الذي افتتح، أخيراً، في رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي، والذي ضم أعمالاً لروّاد الفن في دول الخليج. ويصف العنوان الذي يحمله المعرض النقلة النوعية في المشهد البصري، وما انتابه من تحوّلات، بالتوازي مع النمو المتسارع الذي شهدته المدن خلال رحلة تطوّرها، ويبرز كيف كانت أولى البدايات الفنية في الخليج تتسم بالإبداع والريادة في التأسيس لمشهد بصري خاص.

ويقسم المعرض الذي يستمر حتى 11 ديسمبر المقبل، الى أربعة أقسام، تبدأ من عرض أعمال «الروّاد الأوائل»، وصولاً الى «المناظر الطبيعية»، ثم «التصوير الذاتي والبورتريه»، وتنتهي مع أعمال قسم «المنعطف المفاهيمي».

ويستند المعرض إلى أطروحة الدكتوراه التي قدمتها الدكتورة عائشة ستوبي، القيّمة على المعرض، والتي توضح من خلالها تطوّر الفن عبر مراحل اكتشاف النفط وتبدل ملامح المنطقة. وعكست المساحات الفنية في المعرض نمو مشاعر الانتماء الوطني، بالتزامن مع التطوّر الذي شهدته البنية التحتية والمشهد السياسي في المنطقة.

دعوة للجميع

وقالت ستوبي عن «حداثة خليجية»: «يُعدّ المعرض والبحث الذي سبقه بداية مرحلة من التعاون، لمواصلة رصد الحركات الفنية في المنطقة. وآمل أن يكون المعرض بمثابة دعوة إلى عشاق الفن والباحثين، للمشاركة في المحادثات، التي تهدف إلى تقديم دراسات حول تاريخ فننا العالمي في المستقبل، وتسعدني المشاركة في هذا المشروع المهم، كما أتقدم بالشكر لجميع الفنانين وعائلاتهم والباحثين والفريق المتفاني في رواق الفن لكل الدعم الذي حصلت عليه».

ويحمل القسم الأول من المعرض عنوان «الروّاد الأوائل»، ويضم أعمالاً لفنانين هم أوائل من نظموا معارض فنية في الخليج، منهم الفنان السعودي محمد أحمد راسم، والكويتي معجب الدوسري، إذ تميّزت تلك المعارض بكونها كانت تنظم أحياناً في بعض المقاهي، كما معرض السعودي محمد أحمد راسم، الذي نظم في مقهى بجدة، ودُوّن على أنه أول معرض فني ينظم في المملكة العربية السعودية.

طبيعة

أما «المناظر الطبيعية»، القسم الثاني في المعرض فيحمل تجارب فنانين مع تجسيد الطبيعة بشكلها الواقعي من جهة والتجريدي من جهة أخرى، ويركز على مجموعتين من الأعمال، وهما: مجموعة المنامة التي عرفت في البحرين، ومجموعة الأصدقاء الثلاثة في قطر. وتظهر الأعمال المعروضة اهتمام الفنانين بالبيئة المحيطة بهم، وكيف وثقوا من خلال الرسم المناظر الطبيعية، كما في عمل البحريني ناصر اليوسف «أرضنا الخضراء»، الذي عمل مع الفنان عبدالكريم العريض الذي درّسه الرسم، ومع أحمد قاسم السني، على تكوين مجموعة عرفت بتجسيدها المناظر الطبيعية.

كما يحضر في هذا القسم (الثاني) عمل الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس «عصر يوم حزين»، الذي يجسّد فيه ملامح من دولة الإمارات، من خلال رسمه الطبيعة والفراغ وأشجار النخيل. أما الفنانة الإماراتية نجاة مكي، فكان عملها «تكوين» الذي يجسّد الطبيعة تجريدي المنحى، وتظهر من خلاله تكوين الطبيعة بألوانها الداكنة، لاسيما اللون البني، متعمدة أن تظهر الضوء من خلال الأصفر الذي يقطع المساحة الداكنة بكثير من الإضاءة.

البورتريه

بينما يأخذ قسم «التصوير الذاتي والبورتريه» زوّار المعرض إلى عالم الرسوم الشخصية، إذ ينظر الفنانون إلى المشهد الاجتماعي، ولذا تحضر في اللوحات بعض وجوه الحياة الاجتماعية والسياسية، منها عمل الفنان السعودي الراحل عبدالحليم رضوى، وعنوانه «فلسطين»، الذي يعود لعام 1962، ويجسّد تلك المرحلة بإخلاص كبير. أما البحريني حسين قاسم السني، فتحمل لوحاته تراكيب خاصة للبشر والوجوه، يحرص فيها على تقسيم اللوحة وفق تراكيب لونية هندسية تترك سطوتها حتى على ملامح الوجوه، ويساعده التدرّج اللوني في ذلك. وإلى جانب اللوحات يحمل هذا القسم بعض المنحوتات، منها منحوتة الفنان سامي محمد البرونزية، ومنحوتة الفنانة الإماراتية نجاة مكي، التي تحمل اسم بورتريه المصممة من معدن ملحوم، والتي تتسم بأسلوبها التجريدي. «المفاهيمي»

ويقدم قسم «المنعطف المفاهيمي» في المعرض تجارب الفن المفاهيمي في الخليج، ويبرز التحوّل نحو نظريات فنية وأطر تنظيمية ووسائط تجريبية جديدة. ويبين المعرض بروز هذه التجارب في الإمارات وعُمان، ويسلط الضوء على تجارب إماراتية وعُمانية، منها تجارب المجموعتين الفنيتين اللتين قادتا هذا المشهد، لاسيما المجموعة الخمسة، بينما في عُمان كانت «مجموعة الدائرة».

وتحضر أعمال الفنان الإماراتي الراحل حسن شريف، وتتجاور مع أعمال تستعين بالتكنولوجيا، ومنها عمل الفنانة العُمانية بدور الريامي «مكانس من حكمة»، الذي تعمل فيها على استخدام المكانس والصناديق الإكريليك، وتمزج بين التكنولوجيا والأعمال التركيبية، وفن الخط والتصوير.

كما يعرض في هذا القسم فيلم الفنان العُماني أنور سونيا، الذي يحمل عنوان «فاطمة»، والذي نفذه ليعرض على طبقات من الأقمشة، ويبرز شغف الفنان في التعبير من خلال الوجوه والطبيعة.

إعارة

تعود الأعمال الموجودة في معرض «حداثة خليجية» إلى العديد من المجموعات الفنية أو الصالات أو أفراد عائلات الفنانين الراحلين، وتم عرضها من خلال اتفاقات الإعارة مع عدد من المؤسسات.

وتضم لائحة معيري الأعمال الفنية: مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، متحف البحرين الوطني، مؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة، ابن الفنان محمد أحمد راسم، مجموعة مقتنيات عائلة سيرفيه، حسن مير، غاليري «إيزابيل فان دين آيندي»، غاليري «لوري شبيبي»، محمود ناصر اليوسف، عائلة موصلي، قسورة حافظ، ريم البدور، سلوى القاضي، مؤسسة الشارقة للفنون، غاليري واستوديو «ستال»، وتوفيق أحمد الجراح.

عائشة ستوبي:

«المعرض والبحث الذي سبقه والذي أجريته يعدان بداية مرحلة من التعاون، لمواصلة رصد الحركات الفنية في المنطقة».

11

ديسمبر المقبل، موعد اختتام المعرض في رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي.

تويتر