حديث الصورة

أهل الساحل: هكذا عاش ربعنا.. وهذه صناعاتهم

صورة

يُعدّ «مهرجان المالح والصيد البحري»، في دبا الحصن، إحدى الفعاليات الكبرى على مستوى الدولة، التي تحتفي بسلسلة المهن والصناعات البحرية العريقة. وضمن فعاليات النسخة التاسعة من المهرجان كانت مجموعة من المواطنين الإماراتيين يعملون على إحياء الحرف اليدوية الموروثة من الآباء والأجداد والأمهات والجدات، ليبقوها في الذاكرة، وكأنهم يقولون لزوار المهرجان «هكذا عاش ربعنا، وهذه صناعاتهم»، مُعرّفين بالحِرَف والمهن التي كان يعمل بها أهل الساحل.

الوالدة مريم الخشري شاركت في مهرجان المالح بحرفة «السفافة» التي تستخدم فيها سعف النخيل أثناء نسجها، حيث تأخذ أشكالاً متنوعة وبألوان مختلفة تجمع بين الناحية الجمالية والدقة في نسجها، فيصبح عملها هو حصيلة جهدها، وتصبح أجمل مقتنياتها التي ترتبط بها.

وتقول الخشري إن استخدامها للمنتجات التي تتم صناعتها من الخوص هو إرث تتعلق به ووفاء للتاريخ، مستخدمة مجموعة متنوعة من الأدوات التي صنعتها بيدها من سعف النخيل، مثل «السلال» لوضع الطعام وحفظ التمر بداخلها، و«المهفة» التقليدية التي تستخدم في أوقات الصيف والحر الشديد و«الحصير» الذي يستخدم سجاداً للجلوس أو وضع الطعام عليه.

وتحدثت الوالدة مريم حسن عن كيفية حياكة المرأة الإماراتية ملابسها في الماضي مستخدمة «التلي»، وهو عبارة عن شريط توجد به خيوط ملونة بألوان مختلفة (ذهبي وفضي) تم تطريزها يدوياً، مع تداخل خيوط متنوعة في الزخارف والتطريز تسمّى «البتول» لتزيّن به ثوب المرأة، و«البادلة» التي يتم من خلالها تطريز السروال الذي ترتديه أسفل ثوبها.

وتقول المواطنة آمنة علي: «لقرب أهالي منطقة دبا الحصن من البحر، كان الرجال والنساء يمارسون حرفة استخراج الملح البحري الذي إما أن يكون خشناً أو ناعماً، ويتم تجميعه عند شاطئ البحر بعد جمع كمية كبيرة من مياه البحر في أحواض (حفر) كبيرة، ويترك الماء ليتبخر عن طريق أشعة الشمس، فيما يبقى الملح، ثم يتم تنظيفه من الشوائب عن طريق غسله بالمياه، ليدخل لاحقاً في العديد من الاستخدامات، مثل حفظ الأطعمة من خلال التمليح كصناعة (المالح)، ويدخل في علاج بعض الأمراض الجلدية كالأكزيما والصدفية، وتقوم الأمهات والجدات بعمل خلطات من الملح مع الزيوت لعلاج فروة الرأس وتوقف سقوط الشعر».

ومن الحرف التراثية البحرية القديمة صناعة «الليخ»، وهي أداة يتم استخدامها في صيد الأسماك، وصناعتها تتطلب، حسب المواطن عمر الظهوري، مهارة وصبراً، فهي عبارة عن شبكة من خيوط «النايلون» أو «القطنية»، وتتم تقويتها بحبل سميك من الخارج، ويحدد كل صياد طول وعرض «الليخ» حسب استعماله، وبعد الانتهاء من غزل «الليخ» يتم تجميع المحار الأبيض (الصدف) وحرقه وطحنه وطبخه مع «الليخ» لمدة 24 ساعة، حتى يأخذ اللون الأبيض، كما أن هناك مهنة أخرى تسمى «الروابة»، وهي إصلاح «الليخ» بعد تشققه أوانقطاعه أثناء صيد الأسماك الكبيرة.

 

تويتر