قيّمون على المواقع التاريخية يسعون إلى إنقاذ محتوياتها بأي ثمن

الحرب مستمرة.. ماذا عن التراث الثقافي الأوكراني

تُظهر تقديرات اليونسكو أن أضراراً لحقت بـ 175 موقعاً ثقافياً في أوكرانيا. رويترز

يسعى القيّمون على المتاحف ومواقع الإرث الثقافي في جنوب أوكرانيا بأي ثمن إلى إنقاذ هذه الكنوز التاريخية من خطر العمليات العسكرية.

ففي مطلع مارس الفائت، بادرت ناتاليا تشيرغويك إلى تحميل شاحنتها بقطع فنية يصل وزنها إلى نحو طنّ، بينها لوحات وأسلحة تراثية وخزف من القرن الـ17، وتوجهت بها غرباً.

وتروي المرأة البالغة 50 عاماً، وهي مفوضة المعارض في متحف خورتيتسيا «اجتزنا مسافة 1000 كيلومتر في خمسة أيام. كانت رحلة مروعة، وكانت الطائرات تمرّ فوقنا عندما كنا على الطريق من دون أن نعرف ما إذا كانت أوكرانية».

وتشير إلى أن «الجانب الأكثر صعوبة كان إقناع عناصر الحواجز العسكرية بعدم تفتيش المجموعات والسماح للشاحنة بالمرور بأسرع ما يمكن».

وتشكّل جزيرة خورتيتسيا الواقعة على نهر دنيبرو بأكملها متحفاً نظراً إلى أهميتها التاريخية، إذ احتلها القوزاق الأوكرانيون منذ القرن الـ16، وجعلوها قاعدتهم إلى أن دمرتها الإمبراطورة الروسية كاترين الثانية عام 1775.

وعلى هذه الجزيرة، أنشأ القوزاق الزابوروغ أول «سيتش»، وهو نظام سياسي يقوم على الديمقراطية المباشرة. وهي تالياً بمثابة «موقع مهم بالنسبة إلى تاريخ أوكرانيا»، على ما يصفه في تصريح لوكالة فرانس برس ماكسيم أوستابينكو (51 عاماً)، مدير المتحف الذي تم إنشاؤه في المكان، وهو موقع ثقافي أوكراني بالغ الأهمية، من أبرز ما يحويه عشرات القطع التي عُثر عليها خلال الحفريات الأثرية.

وتُظهر تقديرات اليونسكو أن أضراراً لحقت بـ175 موقعاً ثقافياً في أوكرانيا منذ بدء الحرب في 24 فبراير. وتعتبر وزارة الثقافة الأوكرانية أن نحو 100 متحف، وما يقرب من 17 ألف قطعة من التراث الثقافي في خطر.

وتضم مدينة فاسيليفكا القريبة من خط الجبهة قصر بوبوف، وهو مبنى ينتمي إلى فن العمارة النيوقوطية ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الـ19، أصيب بأضرار بفعل القصف والمعارك في مطلع مارس. وفيما قرر جزء من فريق المتحف البقاء، تحاول مديرته آنا جولوفكو (39 عاماً) التي تعيش في زابوريجيا، البقاء على اتصال بزملائها.

تويتر