إبداعات ومبادرات نوعية تفرض حضورها في ميدان الرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال

«الأعمال الأجمل» في الإمارات تُثري عالم «NFTs»

صورة

فرضت الرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال (NFTs) حضورها على الساحة خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً مع تزايد حجم الاستثمار في هذا النوع، مثل اللوحات الفنية والمقطوعات الموسيقية والروايات والألعاب، وحتى التغريدات، كما باع الرئيس التنفيذي لشركة «تويتر» وأحد مؤسسي الموقع الشهير، جاك دورسي، تغريدة له، وهي الأولى على الموقع على الإطلاق، بما يعادل 2.9 مليون دولار. هذا الحراك المتواصل جعل الكثير من المتخصصين يرون أن هذه الرموز تمثل مستقبل الاستثمار في مجال الفنون الإبداعية، مستندين إلى تزايد نسبة مبيعات هذه الرموز وفق تقارير عالمية، بينما تحفّظ البعض على قدرتها على منافسة الأشكال التقليدية في العالم الواقعي.

من جانبها، كانت دولة الإمارات حريصة على أن يكون لها السبق في دخول هذا العالم الواعد، عالم الرموز غير القابلة للاستبدال، ضمن استراتيجيتها لإنشاء منظومة عالمية جديدة لتبادل الأصول الرقمية، سيكون لها دور بارز في تعزيز نمو الاقتصاد الرقمي للدولة على المدى الطويل، فأطلقت العديد من المشروعات والمبادرات في هذا المجال، من أبرزها منصة «ميتافيرس دبي» التي تُعد أول منصة افتراضية عالمية موجودة على خريطة واقعية في العالم، والتي تسمح للأشخاص بشراء وبيع وامتلاك الرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال (NFTs) باستخدام تقنية البلوك تشين والابتكار الرقمي، وتتيح للمستثمرين وأصحاب الأعمال والمستهلكين إنشاء هوياتهم الرقمية الخاصة، وبناء المجتمعات، والمشاركة في مختلف أنشطة الأعمال والشبكات في «ميتافيرس دبي».

تحقيق الريادة

وأعلن متحف المستقبل في دبي عن دخوله في شراكة استراتيجية مع منصة «باينانس إن إف تي» المتخصصة في تداول الرموز غير القابلة للاستبدال، بهدف إطلاق مجموعة من المنتجات الرقمية المعتمدة على تقنية البلوك تشين، بحيث تشمل المرحلة الأولى من التعاون إنتاج وإطلاق «مجموعة الأعمال الفنية الأجمل في عالم الميتافيرس» بتقنية الرموز غير القابلة للاستبدال.

ويعمل متحف المستقبل حالياً على تطوير مجموعة من الأصول الرقمية، كما يسعى إلى تحقيق الريادة في مجال تطوير تقنيات العملات المشفرة، ومن المقرر أن يعلن المتحف عن أول مجموعة من الرموز غير القابلة للاستبدال خلال الفترة المقبلة، بحيث تتمحور موضوعات تلك المجموعة الفنية حول «أجمل مبنى على وجه الأرض»، لترسي معايير جديدة لأعمال الرموز غير القابلة للاستبدال في مختلف أنحاء العالم.

مجموعة نادرة

وحرص العديد من المؤسسات في دولة الإمارات على دخول مجال الرموز غير القابلة للاستبدال أو تنظيم ورش عمل للتعريف بها وفتح المجال أمام المهتمين للمساهمة فيها، فأطلق «الأرشيف والمكتبة الوطنية» مجموعة نادرة من الأصول (NFTs) ، ليكون بذلك أول جهة أرشيفية في العالم تطلق هذه النوعية ليضمن نشر مقتنياته الثمينة من الوثائق التاريخية، ويتيح الوصول إليها عبر الإنترنت، إذ تمّ رفع مجموعة من الصور الوثائقية التي تُعنى بتاريخ دولة الإمارات على المنصة المبتكرة، وتعدّ هذه المبادرة خطوة مهمة لمواكبة المستقبل الرقمي التكنولوجي بأحدث التقنيات عالمياً، لتبني التحوّل الذكي إلى العالم الافتراضي.

وتعد هذه المجموعة من الصور الفوتوغرافية التاريخية جزءاً مهماً من الأرشيف الوثائقي الذي يمتلكه «الأرشيف والمكتبة الوطنية»، ومن الوثائق التاريخية التي ترصد نشأة الدولة في مراحلها ومجالاتها المختلفة، بدءاً من مرحلة ما قبل قيام الاتحاد، وما بعده، وما شهدته الدولة من نماء وتطور وتقدم بجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الآباء المؤسسين، وبجهود القيادة التي سارت على خطاهم.

«الفن + التكنولوجيا»

من ناحيته؛ ركز معرض «فن أبوظبي» في نسخة العام الجاري من برنامج «الفن + التكنولوجيا» السنوي، والتي نظمت في الفترة من 6-15 يونيو الماضي في إطار البرنامج السنوي، على الرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال (NFTs)، والفن الرقمي وعالم الميتافيرس، ونظم ورشة عمل تناولت هوية وأهمية هذه الرموز، كما أتاح للمشاركين من طلبة الفنون وطلاب التكنولوجيا العمل معاً لتطوير رموز رقمية غير قابلة للاستبدال، تحت إشراف خبراء في الرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال، مجموعة «مورو كولكتيف»، الذراع المجتمعية لمبادرة فاطمة بنت محمد بن زايد، بالإضافة إلى فنانين متخصصين في هذا المجال. وستعرض لاحقاً خلال «فن أبوظبي» في نوفمبر المقبل.

وسيتم تكريم الطلبة من مصممي الرموز الرقمية المختارة ضمن فئات «اختيار الفنانين» و«اختيار مورو»، وغيرها من الفئات الأخرى.

كذلك نظمت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في مارس الماضي، أول ورشة عمل من نوعها على مستوى المؤسسات الحكومية في الدولة لإبداع عمل فني خاص بها باستخدام تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال، بمشاركة أكثر من 220 موظفاً، تعاونوا على إبداع عمل فني باستخدام هذه التقنية الرقمية.

بينما أطلقت شبكة أتاريوس، شريك مبادرة أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية، عملتها الرقمية الجديدة تحت اسم ATRN بهدف تأسيس منظومة متكاملة للألعاب الإلكترونية المدعومة بتقنية البلوك تشين في أبوظبي، لتكون العملة الأولى من نوعها في المنطقة. ومن شأن هذه العملة الرقمية أن تتيح الاستفادة من الإمكانات الكاملة للمنصة، ومن خلال دمج تقنية البلوك تشين والعقود الذكية والرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال والعملات المشفرة، ستوفر شبكة أتاريوس عبر منصتها منظومة ألعاب متكاملة لاستوديوهات الألعاب التي ترغب في الاستثمار في مفهوم عالم الإنترنت القائم على البلوك تشين Web3.

يشار إلى أن الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) ظهرت للمرة الأولى في عام 2014، وفي 2019 اكتسبت شهرة عالمية باعتبارها وسيلة شائعة لشراء وبيع الفنون الإبداعية الرقمية، وبلغت مبيعاتها أرقاماً كبيرة العام الماضي.


«شعبية الكرتون»

أصبح المسلسل الكرتوني الإماراتي الشهير «شعبية الكرتون»، الذي بث موسمه الـ16 في رمضان الماضي، أول عمل عربي للرسوم المتحركة يحوّل لمجموعة من الأصول غير القابلة للاستبدال، وستتناول المجموعة 10 شخصيات شهيرة في البرنامج.

ويضم المشروع مجموعة من 9999 قطعة فريدة من الأعمال الفنية الممثلة رقمياً على هيئة أصول غير قابلة للاستبدال، ضمن مشروع الأصول غير القابلة للاستبدال، الذي تقوده «كريبتو أربز»، لتثقيف أفراد المجتمع بقطاعات العملات والأصول الرقمية، الجيل الثالث من الويب، والأصول غير القابلة للاستبدال (NFTs)، عبر مبادرة «تعلم واكسب» في الميتافيرس.

الإمارات حرصت على أن يكون لها السبق في دخول هذا العالم، ضمن استراتيجيتها لإنشاء منظومة عالمية جديدة لتبادل الأصول الرقمية.

«الأرشيف والمكتبة الوطنية» أطلق مجموعة نادرة من الأصول (NFTs)، ليكون بذلك أول جهة أرشيفية في العالم تدخل هذا الميدان.

تويتر