الشارقة تحتفي بـ 20 عاماً على افتتاحه

متحف الخط.. هنا للحروف العربية جمال وموسيقى

صورة

يُعدّ متحف الشارقة للخط - الذي أتم الـ20 عاماً على افتتاحه - أحد أبرز المعالم التراثية المعنية بتعريف الجمهور بتاريخ وأصالة فن الخط العربي، وجماليات حروفيات لغة (الضاد) وأيضاً موسيقاها. ومنذ افتتاحه، استضاف المتحف ونظم عدداً كبيراً من المعارض وورش العمل، التي أسهمت في تعزيز الشعور بالفخر تجاه هذا الفن الأصيل، الذي يشكل جزءاً كبيراً من الإرث العربي الإسلامي في نفوس أبناء الأمة.

وأسهم المعلم - الذي تحتفي هيئة الشارقة للمتاحف بمرور 20 عاماً على افتتاحه - في رفع الوعي بتاريخ الخط العربي ودوره المحوري في إثراء المشهد الفني والحضاري في العالمين العربي والإسلامي، فضلاً عن دوره في إثارة شغف تعلّم الخط العربي لدى العديد من أفراد المجتمع، إلى جانب توفيره منصّة للمواهب لاستعراض أعمالهم التي تضمنت مختلف أنواع الخط العربي.

وينقسم المتحف الذي يقبع في قلب الشارقة إلى ثلاث قاعات رئيسة، تضم القاعة الرئيسة لوحات تستعرض مختلف أنواع الخطوط، مثل لوحة للخطاط سامي أفندي أبدع فيها آية قرآنية بخط الثلث، ولوحة «الحلية الشريفة» للخطاط محمد أوزجاي التي كتبت بخطوط متنوّعة، بهدف زيادة رصيد الزوّار المعرفي واطلاعهم على البُعد التاريخي لأنواع الخط العربي وثرائه.

بينما تعرّف قاعة القصبة زوّارها بالأدوات التي يستخدمها الخطاط لإنتاج لوحاته، ومن ضمن المعروضات القيمة التي تحتضنها القاعة عدداً من العلب والمحابر الفضية التي كانت تحفظ فيها أقلام وأحبار الكتابة، التي تعود إلى أوائل القرن الـ18، والتي أهداها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى المتحف.

أما القاعة الثالثة فهي «قاعة المعارض المؤقتة»، التي تستضيف سنوياً معارض مؤقتة لفنانين محليين وفنانين من مختلف دول العالم، تعرض فيه أبرز أعمالهم تماشياً مع رؤية هيئة الشارقة للمتاحف بأن تكون منبراً ثقافياً معززاً لهوية الشارقة محلياً وعالمياً يسهم في تنشئة مجتمع واعٍ بأهمية المتاحف كوجهة ثقافية وتعليمية جاذبة وممتعة، وانسجاماً مع رسالتها التي تركز على الارتقاء المستمر في تقديم أعلى المعايير المتحفية للحفاظ على المقتنيات، وتعزيز الثقافة والتعليم عبر معارضها وبرامجها التعليمية والمجتمعية.

واستعرض المتحف تاريخ وتطوّر الخط العربي عبر العديد من المعارض، كان من أبرزها معرض «مراحل تطوّر الخط العربي»، الذي سلط الضوء على الخطوط الستة الرئيسة وهي: خط «الكوفي، والثلث، والنسخ، والتعليق، والديواني، والمغربي ومراحل تطورها. كما استضاف 40 عملاً إبداعياً لخطاطين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، ومعرض موسيقى الحروف للفنان التشكيلي والخطاط الموسيقي بهمن بناهي، الذي ضم 30 لوحة من أعماله.

واستضاف المتحف معرض الفنان خليفة الشيمي «ابتهالات»، الذي قدم لمحبي فن الخط نحو 23 لوحة جديدة للفنان تعرض للمرة الأولى ارتكزت جميعها على الخط العربي بقالب تشكيلي متميز، ومعرض الفنانة الإيطالية بيبي ترابوكي «قلم للسلام: جسر الفن من روما إلى الشارقة».

وبدوره، الذي يعنى بتسليط الضوء على الإبداعات الإماراتية، نظم المتحف معرضاً بعنوان «حروف مشرقة» للفنان والخطاط الإماراتي محمد مندي، مستعرضاً أدواته وجوائزه وأهم إنجازاته خلال مسيرته عبر 60 لوحة ضمت لوحة «الحلية الشريفة» وآيات قرآنية ولوحات عن الاتحاد والعديد من الحكم للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.


للأجيال المقبلة

ينظم متحف الشارقة للخط ورشاً ودورات تدريبية بشكل سنوي منذ افتتاحه، بهدف تعليم فن الخط العربي ونشر ثقافته بين صفوف الشباب، وتعريفهم بأساسيات فن الخط العربي، منها دورة «الخطاط الصغير»، التي تستهدف الأجيال الناشئة.

ويواصل المتحف إثراء الوعي والمواهب لدى الراغبين من أفراد المجتمع، من خلال تنظيم دورات تدريبية تخصصية تركز على تعليم أساسيات الخطوط.

3

قاعات رئيسة يضمها المتحف الذي يقع في قلب الشارقة.

تويتر