المعرض يقدم وجهاً جديداً للطباعة كعمل إبداعي

«التعدّد والوحدة» في أبوظبي.. يعيد استكشاف أعمال 10 فنانين يابانيين

صورة

في ظل تزايد الاعتقاد بانحسار الاهتمام بالمطبوعات، وأنها في طريقها للاختفاء والنسيان، يأتي معرض «التعدّد والوحدة.. أعمال فناني اليابان المعاصرين»، الذي افتتح مساء أول من أمس، في مركز «الغاليريا مول» بجزيرة المارية بأبوظبي، ليكشف وجهاً جديداً للطباعة والمطبوعات باعتبارها أعمالاً فنية قادرة على التعبير عن الإنسان والمجتمع وقضاياه، وغير ذلك من الموضوعات، عبر تسليط الضوء على أعمال 10 فنانين يابانيين أسهموا بفاعلية في إحداث تغيير جذري في تاريخ الطباعة اليابانية المعاصرة.

ويسعى المعرض، الذي ينظمه مهرجان أبوظبي، ضمن برنامج فعاليات دورته الـ19، بالتعاون مع مؤسسة اليابان وسفارة اليابان لدى دولة الإمارات، احتفالاً بمرور 50 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات واليابان، ويستمر حتى السابع من يوليو المقبل، إلى البحث في أعمال الفنانين الذين اتبعوا الاتجاهات السائدة في الفن المعاصر، وحاولوا إعادة تقييم التاريخ الحالي لفن الطباعة اليابانية المعاصرة، بدلاً من التركيز على متخصصي الطباعة الذين رسموا تاريخ فن الطباعة المعاصرة في اليابان، إذ اختار قيّم المعرض، كيوجي تاكيزاوا، من متحف مدينة ماتشيدا للفنون الغرافيكية في طوكيو، أعمالاً طباعية من إبداع 10 فنانين يابانيين مرموقين في مجال الفن المعاصر استكشفوا مجموعة واسعة من الإمكانات الفنية من خلال الطباعة، وعملوا على توسيع نطاق التعبير في الفن المعاصر باستخدام وسائط الطباعة في سبعينات القرن الماضي.

«سوساكو هانجا»

وعن أهمية المعرض، أوضح القيّم الفني كيوجي تاكيزاوا، أنه «بعد ما يزيد على 70 عاماً من الحرب العالمية الثانية، في وقت أصبحت فيه المطبوعات على وشك أن تُنسى كاتجاه في الفن المعاصر، هناك حاجة في اليابان وخارجها، لإعادة النظر في التاريخ من مجموعة متنوّعة من وجهات النظر النقدية، بما ينعكس لإبراز كيف أصبح لليابان مثل هذا التاريخ الغني للطباعة المعاصرة، وهو تاريخ بناه العديد من الفنانين المتخصصين في هذا النوع من الفنون، الذي ينظر له غالباً باعتباره نوعاً فريداً».

وأشار إلى أن حركة «سوساكو هانجا»، التي تعني «المطبوعات الإبداعية»، ظهرت في أوائل القرن الـ20، في فترة غمرت فيها السوق بالمطبوعات الحجرية ذات القيمة الفنية الدنيا، والمطبوعات الخشبية التي كانت مجرد إنتاج نسخ للصور الأصلية لغرض الإنتاج الضخم «التجاري»، ومثلت الحركة رد فعل مقابل من قبل الفنانين الذين ينظرون للطباعة باعتبارها شكلاً فنياً خالصاً يهدف إلى إنتاج أعمال أصلية ذات قيمة.

أعمال استثنائية

من جانبها، ذكرت المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، هدى الخميس، أن الأعمال الفنية الفريدة التي يتضمنها المعرض، تسلط الضوء على المفاهيم الثقافية التي سادت في اليابان منذ ما قبل السبعينات من القرن الماضي، وتوثق لتطوّر التشكيل الياباني المعاصر عبر أكثر من 100 عام، من خلال أعمال استثنائية تبرز تطور المدارس الفنية في التجريد والقدرات الفائقة للفنانين في التعامل الخلاق تشكيلاً ونحتاً وتركيباً باستخدام الخامات المتعددة، موضحة أن «المعرض بإشراف كوجي تاكيزاوا، يعكس عبر أعمال 10 تشكيليين يابانيين من الروّاد، جماليات الفن الياباني المعاصر، كما يترجم التزام الجهات المنظمة له بتعميق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، وتمكين الصناعات الثقافية والإبداعية، وبناء جسور التلاقي وحوار الثقافات».

من جانبه، أعرب سفير اليابان لدى دولة الإمارات، أكيو إيسوماتا، عن امتنانه لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون لإسهاماتها في تنظيم المعرض، آملاً أن يقدم المعرض إسهاماً جديداً في تعزيز التبادل الثقافي، وترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين.


تاريخ

يعرض «التعدد والوحدة.. أعمال فناني اليابان المعاصرين» إبداعات للفنانين: ماساناري موراي، توشينوبو أونوساتو، ياسوكازو تابوتشي، يايوي كوساما، ناتسويوكي ناكانيشي، وهيتوشي ناكازاتو، وتوموهارو موراكامي، وناويوشي هيكوساكا، وكوساي هوري، وتويكو تاتسونو. ويركز المعرض على هؤلاء الفنانين الذين تحولوا إلى الطباعة الفنية في السبعينات باستخدام مجموعة واسعة من الأساليب سعياً منهم للنهوض بهذا الفن الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية، إذ يعود تاريخ الفن الياباني المعاصر إلى تلك الفترة، وبعد ذلك في عام 1950 ظهر عدد متزايد من الفنانين الذين كانوا أيضاً صانعي طباعة، وسرعان ما ارتفعت الطباعة إلى مكانة أكبر في عام 1960 وهو ما مهد لافتتاح العديد من ورش الطباعة الطريق للفنانين الذين لم يكونوا بالضرورة متخصصين في الطباعة لإنتاج أعمال الطباعة الخاصة بهم.

7

يوليو المقبل، موعد اختتام المعرض، الذي ينظمه مهرجان أبوظبي، بالتعاون مع مؤسسة اليابان وسفارة اليابان في الإمارات.

تويتر