«سمول» يجمع أعمال فنانين واعدين

إبداعات شبابية تستعيد عوالم الطفولة في «جميل دبي»

صورة

عبر العودة إلى أعماق الذات والطفل الموجود بداخل كل إنسان، أنجزت مجموعة من الشباب أعمالاً فنية يحتضنها مركز جميل للفنون في دبي، بعد عملهم ضمن برنامج حمل عنوان «سمول»، إذ استمر الشباب الذين اختيروا للمشاركة ما يقارب العام لإنتاج إبداعات استحوذت على كامل مبنى المركز، واستخدموا الخزائن والسلالم والجدران وغيرها.

أنجز شباب الدفعة الثالثة من البرنامج الأعمال بعد حضور ندوات شهرية حول موضوعات متنوعة.

وتحمل الأعمال المنجزة المتلقي إلى عالم الطفولة، باستعادة بعض ملامحها، سواء من حيث جلسة صممت تحت سلالم المركز، أو حتى الرسم على الجدران بالطبشور، وغيرها من المشاهد المأخوذة من عمق ذاكرة الفنانين الواعدين.

من جهته، قال قيّم برنامج مجلس الشباب في مركز جميل للفنون، دانييل راي، لـ«الإمارات اليوم»: إن «البرنامج يعمل على التطوير الإبداعي للشباب من عمر 18 سنة حتى 24 عاماً، ويلقي الضوء على رسامين ومصورين، وكذلك على مجال التقييم الفني، وتصوير الفيديو».

وحول كيفية الانضمام للبرنامج، أفاد بأنهم يستقبلون الطلبات من خلال الاشتراك المباشر أو الترشيحات، إذ تلقوا أكثر من 200 طلب العام الماضي، واختير ثمانية من أصحابها لتكليفهم بأعمال فنية فقط، موضحاً أن المعايير التي يتم على أساسها انتقاء المشاركين تحمل بشكل أساسي التنوع في الممارسة الفنية، وكذلك الالتزام بأعمار محددة.

وشارك الفنان السعودي راشد المهيري بعمل فني حمل عنوان «غزو» وقدم فيه شكل مجسم مكون من أقمشة، ويحتوي على معطف طبيب ليوصل من خلاله رسالة حول الجروح الشخصية التي لا تتم معالجتها. وقال المهيري إن «البشر أحياناً لا يعالجون ندب الجروح التي يواجهونها في الحياة، ويبحثون عن الكمال، أو غالباً ما يكون هناك ادعاء لهذه الحالة، ومنذ الصغر ينسى المرء نفسه، ويركّز على كل ما هو خارج عنه، لذا تبقى جروحه دون علاج». وعملت القيمة فرح فوزي على تقييم عمل الفنان خالد اسجيرا، المشارك في البرنامج، مشيرة إلى أنها ركزت معه على الطفل الداخلي وكيف يمكنه أن يراه من الداخل، فعكس الفنان هذه النظرة من خلال المدينة التي نشأ فيها وهي أبوظبي. وأوضحت أن الفنان عمل على رؤية المدينة بنسختين: نسخة مرتبطة بالواقع، وأخرى ابتكرها من المخيلة.

واعتبرت المعرض فرصة للشباب لعرض أعمالهم وأفكارهم والخوض في تجربة تفكير عميقة تطال الذات.


فيلم تجريبي

قالت السعودية رهيد علاف، عن عملها في مركز جميل للفنون: «عملت على (فيلم تجريبي) من خلال وضع تسريحة وفوقها شاشة، وعرضت فيها مبدأ الانعكاس، لأنني كنت أبحث عن الأنوثة من الداخل، وعدت إلى شريط فيديو صورته لي أمي يوم ميلادي، واكتشفت أنني منذ كنت في الثالثة من العمر كنت أجلس على التسريحة وأبكي؛ لذا عدت إلى الشريط وأجريت محادثة مع نفسي وأنا في ذلك العمر المبكر».

ورأت أن المحادثة قادتها إلى مواساة نفسها، وبالتالي كانت تجربة فيها شيء من التعافي. وأضافت أن السؤال الذي وجهته لنفسها قبل بدء العمل، هو لو أن حياتها عبارة عن فيلم، من سيكون مخرج هذا الفيلم؟ مبينة أن العمل هدفه طرح الأسئلة دون تقديم إجابات للجمهور.

تويتر