أكدوا أنها تحتل مكانة رفيعة بالمشهد الثقافي

الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب: التتويج نقطة تحول في مسيرتنا

صورة

أكد الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ16 فخرهم بالتتويج بالجائزة المرموقة؛ لما تحمله من مكانة رفيعة في المشهد الثقافي العربي والعالمي، مشيرين إلى أن هذا الفوز يمثل نقطة تحول في مسيرتهم.

وقال الفائز بجائزة شخصية العام الثقافية الناقد السعودي الدكتور عبدالله الغذامي إن علاقته بأبوظبي كانت سبباً في تغير نوعي في مسيرته وحياته الثقافية، مضيفاً خلال الجلسة التي أقيمت مساء أول من أمس للفائزين بالجائزة ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب: «في عام 1987، عقدت ندوة بإشراف اتحاد الأدباء العرب في أبوظبي، وكانت مخصصة لآداب الجزيرة العربية، وطلب مني أن أتحدث عن الشعر المعاصر في المملكة العربية السعودية، فاخترت المرأة محوراً للحديث وتتبع التحولات الذهنية الثقافية المفصلية في الثقافة، واخترت ثلاثة شعراء: كلاسيكي ورومانسي وحداثي، وكتبت دراسة، وطلبت من مشاركين أن يردوا على هذه الدراسة».

وأكمل الغذامي خلال الندوة التي أدارها عضو الهيئة العلمية للجائزة الدكتور خليل الشيخ: «استعنت بناقد غيري أن يقرأ المعترك النقدي الذي أسميته الكتابة ضد الكتابة، والأخطر أنه لكي أؤسس لفكرة المرأة في الثقافة عثرت على كُنى عن المرأة في الثقافة ووجدت تسع كنيات مهولة وخطيرة لدرجة أنها أخافتني أنا، وهو ما فتح علي مشروعاً واسعاً عن المرأة وأصدرت كتب (المرأة واللغة)، و(ثقافة الوهم)، و(تأنيث القصيدة والقارئ المختلف)، و(الجنوسة النسقية) وظللت إلى اليوم أدور في هذا المجال الذي أفضي بي إلى دراسة الأنساق الثقافية العربية، ليست الظاهرة فقط، ولكن التي تختفي تحت الأنساق الظاهرة، وكيف استطاعت أن تحول المرأة نفسها إلى مروجة عن المرأة صورة في نكتة أو أحجية. ومن هنا أعتبر أن هذا الحدث الذي انطلق من أبوظبي ساقني إلى كل ذلك، فشكراً لأبوظبي».

مقهى ريش

من جانبها؛ أشارت الشاعرة والروائية ميسون صقر الفائزة بفرع الآداب عن كتابها «مقهى ريش.. عين على مصر»، إلى أن العمل ينطلق من مقهى ريش الشهير الذي يقع في منطقة وسط القاهرة، واشتهر بكونه مركز التقاء المبدعين من كتاب وفنانين من مصر ومختلف العالم العربي، لتربط بينه وبين ما شهدته العاصمة المصرية من أحداث سياسية واجتماعية وثقافية، مستعرضة مفهوم الحداثة وملامح نهضة مصر بداية من فترة حكم الخديوي إسماعيل وحتى عام 2020، من خلال عيني طائر يحوم حول القاهرة، وكلما حلق لأعلى شاهد مزيداً من ملامح النهضة العمرانية فيها، وعندما يهبط يرصد تأثر المقهى بما يحدث خارج جدرانه، وتأثيره كذلك فيما يحدث، إذ شهد العديد من المواقف والأحداث السياسية والثقافية والفنية، معتمدة في هذا الرصد على العديد من الوثائق التي اطلعت عليها وبحثت فيها.

مكتبة الإسكندرية

بينما سلط مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور مصطفى الفقي، الضوء على مكانة المكتبة، التي فازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع النشر والتقنيات الثقافية، باعتبارها الأقدم على مستوى العالم؛ إذ أنشئت منذ ما يزيد على 20 قرناً، وتمت إعادة بنائها منذ ما يقرب من 20 عاماً، وتعتمد مشروعاتها على محورين رئيسين هما حفظ التراث وتجديد الفكر وتطويره، والتوسع في خدمات الرقمنة.

وأضاف الفقي أن المكتبة قامت بخطوات مهمة في مجال محاربة الغلو والإقصاء الفكري في المجتمع، فحرصت على استقبال طلبة المدارس والمعاهد الأزهرية لقضاء يوم كامل فيها، والاطلاع على مشروعاتها الثقافية المختلفة، كما تم افتتاح قصر الأميرة خديجة ابنة الخديوي عباس حلمي في منطقة حلوان ليكون مكتبة ومركزاً ثقافياً في تلك المنطقة التي ينتشر فيها الفكر المتشدد، كذلك تم تكثيف الأنشطة التي يقدمها بيت السناري التاريخي لتواكب اهتمامات سكان وقاصدي المنطقة، مع حرص المكتبة على افتتاح مركز عالمي لحفظ التراث في القرية الذكية بالقاهرة للربط بين العلم والفكر والثقافة.

مبدعون ومؤلفون

من جانبهم؛ استعرض الفائزون في بقية الفروع إصداراتهم التي حصلت على الجائزة، فتحدثت الكاتبة السورية ماريا دعدوش الفائزة عن فئة «أدب الطفل والناشئة»، عن كتابها «لغز الكرة الزجاجية»، موضحة أنه يدعو إلى تقبل الآخر. فيما تناول الكاتب التونسي الدكتور محمد المزطوري، الفائز ضمن فرع «المؤلف الشاب»، كتابه «البداوة في الشّعر العربي القديم». وتطرق المترجم المصري الدكتور أحمد العدوي، والذي فاز بالجائزة عن «فرع الترجمة»، عن ترجمته «نشأة الإنسانيات عند المسلمين وفي الغرب المسيحي»، من الإنجليزية إلى العربية للمؤلف جورج مقدسي. وكذلك تحدث الكاتب المغربي محمد الداهي، الفائز في فرع «الفنون والدراسات النقدية» عن كتابه «السارد وتوأم الروح من التمثيل إلى الاصطناع».

واستعرض الدكتور محسن جاسم الموسوي من العراق/الولايات المتحدة، الفائز في فرع «الثقافة العربية في اللغات الأخرى»، كتابه «ألف ليلة وليلة في ثقافات العالم المعاصر: التسليع العولمي والترجمة والتصنيع الثقافي».


مشروع ضخم

أعرب مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور مصطفى الفقي عن تطلع المكتبة التي فازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب العام الجاري في فرع النشر والتقنيات الثقافية، عن توسيع دائرة تعاونها مع المؤسسات والهيئات الثقافية والفكرية على مستوى العالم في الفترة المقبلة، إلى جانب الإعداد لمشروع ضخم في مجال الترجمة.

عبدالله الغذامي:

«علاقتي بأبوظبي كانت سبباً في تغير نوعي في حياتي الثقافية، منذ زمن بعيد».

ميسون صقر:

«كتابي الفائز ينطلق من مقهى ريش الشهير، والذي اشتهر بكونه ملتقى للمبدعين». جلسة المكرمين في الدورة الـ16 نظمت ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب.

 

تويتر