الفنانة الإماراتية تقدم «إشارات» في «سوذبيز دبي»

كاميليا مُحبي: العلاج بالفن يلوّن العمل بالأمل

صورة

تحت عنوان «إشارات»، تقدم الفنانة الإماراتية كاميليا مُحبي تجربتها اللونية التي تتقاطع فيها الأنماط الفنية بين التجريد والبورتريه والكولاج، لتدخل المتلقي إلى عالم تطفو عليه المشاعر الإنسانية المولودة في حالة من العزل التام عن كل ترددات وسائل الإعلام.

تحمل أعمال كاميليا في معرضها الذي ينظم في مقر دار سوذبيز، في مركز دبي المالي العالمي، بعض التجارب الشخصية أو حتى المستلهمة، التي تختصرها عبر ملامح الوجوه تارة، والتجريد تارة أخرى، لتركز على إعادة صياغة كل الترددات التي لا نصغي إليها في حياتنا اليومية، وذلك من خلال الوسائط المتعددة، كالقماش والخيوط والخشب، وغيرها.

كما تعرض تجارب شخصية في لوحاتها، إذ قدمت عملاً تعبر فيه عن محاربتها البدانة ومحاولتها لتغيير الوزن، وآخر رسمت فيه والدها بعد وفاته بأسبوع، إذ رسمت وجهه، وألقت فنجان القهوة على الكانفاس، وشكلت القهوة قلباً بجانب وجه والدها الذي أحاطته بكتابات شعرية، منوهة بأن دراستها للعلاج بالفن هي التي قادهتا إلى تكريس الحيز الكبير للتعبير من خلال الإبداع، فاللوحة فرصة لإخراج المشاعر بنسق فني، وغالباً ما يتم إخراج المشاعر السلبية قبل الإيجابية.

وحول كيفية ومراحل العلاج بالفن، أوضحت كاميليا لـ«الإمارات اليوم»: «البدء بالعلاج بالفن يكون من خلال التعبير بالمرتبة الأولى، ثم بعد ذلك يبدأ العمل على خلق مستلمات جديدة في الدماغ، وتغيير الملامح الخاصة بالعمل بالرسم بشكل إيجابي فوق كل ما تم تفريغه من سلبيات، ليأخذ العمل شكلاً إيجابياً يحث على الأمل ورؤية الموضوع من زاوية جديدة».

عزلة لعامين

عزلت الفنانة نفسها عن ترددات وسائل الإعلام لعامين، وانغمست في الاستماع إلى الجسد، ودقات الأذنين على سبيل المثال، لتنتج الأعمال الفنية من الترددات التي تصغي إليها. تؤمن كاميليا بأننا كبشر تغلفنا الترددات التي أنشأتها أدوات الإنسان والطبيعة، ولكن التأثيرات قد تكون مخفية أو غير معروفة، لذا يعد هذا المعرض نتاج رحلة الاستكشاف التي قامت بها للتعرف إلى كل هذه التأثيرات، ومحاولة ترجمتها بصريا. وقالت كاميليا عن معرضها: «بدأت الرسم والتصميم منذ الصغر، لأنني كنت أعاني بطء التعلم، ولهذا كان الرسم هو عالمي الذي أعبر من خلاله، وغالباً ما تكون أعمالي مستلهمة من الناس والوجوه، فقد تلقيت دراستي في العديد من البلدان، لذا فالتجارب البشرية ملهمة جداً بالنسبة لي، الأمر الذي انعكس على هويتي الفنية حتى باتت متشعبة جداً». وعن هذا المزيج في الهوية الفنية، اعتبرت أن التجارب المتنوعة والثقافات المتعددة لابد أن تؤثر في هوية المرء، موضحة أن هذا ما قادها إلى استخدام الدفوف في الفن، إذ تحولت الآلة الموسيقية إلى عمل فني محمل بالكثير من المشاعر، إذ بحثت عن مفهوم الترددات والأصوات، فتحول الدف إلى قطعة تختصر هذا المفهوم.

رسائل لاشعورية

وعملت كاميليا على دراسة الرسائل اللاشعورية، وانعكست هذه الدراسة على أعمالها بشكل مباشر، لذا قدمت في المعرض مفهوم «غياب التردد» من خلال أعمال وضعت عليها الألوان التي كانت تغطي شاشات التلفزة بعد انتهاء البث عند منتصف الليل، لافتة إلى أن مفهوم غياب التردد موجود في الحياة وبأشكال متنوعة، فالناس يعانون غياب التردد مع الأشياء التي يحبون القيام بها، بل هم يلاحقون ما تلقنوه منذ الصغر، وما يتم وضعه في الحياة اليومية بشكل تلقائي.

تأثرت كاميليا بمجموعة من التجارب، إذ تؤمن بأن المبدع غالباً ما تتبلور تجربته من خلال الخبرات الفنية المختلفة، مشيرة إلى أن التأثيرات المتنوعة تظهر في لوحتها بشكل أو بآخر بلا شك، كما تستخدم الكثير من الوسائط في العمل الفني، لأنها دائماً تجد أدوات مثيرة للعمل، سواء الخيوط أو الكروشيه، وغيرهما. وأردفت: «كمصممة أضع دائماً الكثير من الوسائط، كما أن دراستي للأصوات تجعلني أضيف الوسائط باستمرار، فاللون وحده لا يعتبر وسيطاً كافياً بالنسبة لي للتعبير، فالارتكاز على مادة واحدة يصيبني بالملل».

وتحضر كاميليا لمجموعة من الأعمال الجديدة، ولفتت إلى أن ما تسعى إليه لا يتوقف عند حدود الرسم، بل تهدف إلى مساعدة الآخرين في مجال العلاج بالفن، لأن هذا النوع من الفن لا يتوقف عند حدود مشاركة المنتج النهائي البصري، بل أيضاً مساعدة الآخرين للتعبير عن أنفسهم من خلاله.


• سيرة

ولدت الفنانة كاميليا مُحبي عام 1978، ودرست في دبي وجنيف ولندن، وحصلت على بكالوريوس في الاتصال المرئي. كما حصلت على مجموعة من الشهادات في برمجة اللغويات والعلاج بالفن. وتستمد الإلهام من الناس والحواس والعقل الباطني والعاطفي، وبدأت في التعبير عن نفسها من خلال الفن، ومن خلال رسم الأشخاص والوجوه. قدمت مجموعة من المعارض الجماعية في دبي، لكن معرضها الفردي الأول كان في لندن، ويعد «إشارات» المعرض الفردي الأول لها في دبي.

• «بدأت الرسم والتصميم منذ الصغر، لأنني كنت أعاني بطء التعلم، لذا كان الرسم عالمي».

•«اللوحة فرصة لإخراج المشاعر بنسق فني، وغالباً ما يتم إخراج المشاعر السلبية قبل الإيجابية».

تويتر