نظمته هيئة الشارقة للكتاب

تجارب ملهمة وقصة «ديوان».. في ختام «مؤتمر الموزعين»

صورة

بتجارب ونقاشات ملهمة، اختتمت فعاليات «مؤتمر الموزعين الدولي»، الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب على مدى يومين، واستضاف ناشرين وموزعي كتب ومهتمين من حول العالم، خلال المؤتمر الأول من نوعه.

وقال مشاركون في جلسات اليوم الثاني والأخير من أعمال المؤتمر إن بإمكان العاملين في مجال بيع الكتب استكشاف بيئة واحتياجات المجتمعات المحلية التي تقع مكتباتهم في نطاقها، والعمل على خلق صلة وثيقة مع القراء تتجاوز تسويق الكتب وبيعها، إلى بناء علاقات وثيقة بين المكتبات والأفراد، وفي مقدمتهم الأطفال الذين يشكلون قراء المستقبل.

وفي أولى جلسات اليوم الثاني بالمؤتمر، استعرضت نادية واصف، الشريك المؤسس لمكتبة ديوان في مصر، قصة «ديوان» التي تأسست منذ 20 عاماً، على يد ثلاث سيدات، وأصبحت تمتلك 10 فروع، وتمكنت من التكيف مع الجائحة، ونجحت في الحفاظ على مجتمع من القراء، من خلال التزامها توفير هوية لمحتواها من الكتب حققت لها جمهوراً متميزاً.

وقالت نادية: «يشكل توزيع الكتب الإلكترونية على المنصات المختلفة مخاطر على توزيع الكتب الورقية، لكن ذلك حقق لنا فرصة الوقوف على تحدي المرونة والتجريب، والعمل بجهد حقيقي ومبتكر، لنبقى كما بدأنا رواداً في توزيع الكتب».

وأشارت إلى أن بإمكان المكتبات الإسهام في تطوير المجتمعات من خلال عناوين الكتب التي تتبنى توزيعها، وأن تنمي مبيعاتها عبر تدريب موظفيها وإكسابهم خبرات إضافية تساعدهم على الحوار مع القارئ.

بينما تطرقت جلسة تحت عنوان «التعاون مع الناشرين الكتّاب والمهرجانات الثقافية والمدارس»، إلى اعتماد الإدارة الناجحة لمتجر بيع الكتب على حجم العلاقات مع الشركاء، من خلال تسليط الضوء على نماذج من الشراكات القوية مع الناشرين والمؤلفين والمهرجانات والمدارس، والتي تشكل عاملاً أساسياً لتعزيز دور متاجر الكتب، باعتبارها جزءاً مهماً من المجتمع، ووجهةً للعلم والمعرفة والقراءة.

وفي الجلسة التي أدارتها تيريز ناصر، من «إنغرام ببليشنغ سيرفيسز»، سلط أربعة متحدثين الضوء على تجاربهم، وقدموا مجموعة من النصائح حول أفضل السبل لبناء شراكات فاعلة مع الجمهور المستهدف. وضمت الجلسة كلاً من: لولا شونين، آكيه بوك فيستيفال، من نيجيريا، وغوراف شريناغيش، بينغوان راندوم هاوس، من الهند، وسواتي روي، بوكارو، من الهند، وتينا مامولاشفيلي، من جورجيا.

وحول تجربته في بلده جورجيا، أوضح موزع الكتب تينا مامولاشفيلي، أهمية الكاتب الجيد والمحتوى المناسب للمجتمع، ليحقق الكتاب توزيعاً ملائماً يدعم المؤلف نفسه، وليس بائع الكتب فقط. وأشار - من وحي تجربته - إلى جدوى الاهتمام بالثقافات واللغات المحلية لخلق مكتبات ناجحة تكون لها مساحتها التي تتجاوز دور توزيع الكتب إلى خلق الإلهام، ولفت اهتمام القراء من مختلف الأعمار.

بينما اعتبرت لولا شونين أن على موزع الكتب القيام بأكثر من دور، وأن تكون له صلة بكل من مهنة الكتابة وعملية البيع والتسويق، إضافةً إلى خلق علاقات بالمؤلفين، ليعرف القصص والكتب الملهمة التي تنجح في الوصول إلى القارئ بشكل أفضل، وأن يركز على العناية بالمنتجات المصاحبة للكتب، مثل الحقائب والربط بين المؤلفين والمهرجانات المحلية وجمهورها، وإبقاء الأطفال على تفاعل مع المكتبة، وأن يعتبروها مساحتهم الخاصة، والمكان الذي يوفر لهم الكتب.

أما غوراف شريناغيش، فأشار إلى أن توزيع الكتب في الهند أثناء الجائحة تأثر سلباً بشكل كبير في ظل الإغلاق، فاضطر موزعو الكتب إلى الانفتاح على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، للوصول إلى العملاء، واستعادة زخم التوزيع، ومحاولة خلق بيئة جديدة لبيع الكتب.


 رفع الوعي

تطرقت سواتي روي، خلال جلسة «التعاون مع الناشرين الكتّاب والمهرجانات الثقافية والمدارس»، إلى تجربتها في إطلاق مهرجان قرائي للأطفال، بدأ على شكل مكتبة مفتوحة لاستقطاب الصغار من فئات عمرية مختلفة، تبدأ بسن عامين، لتعريفهم بالكتب وإتاحتها لهم للقراءة، وصولاً إلى الذهاب بالكتب إلى المتنزهات والحدائق والمدارس، والعمل مع الآباء والأمهات لخلق بيئة مناسبة لحب الكتب والتعلق بها، مع منح الأولوية لعرض كتب المؤلفين الناشئين، ورفع الوعي بكتاب أدب الطفل في الهند.

تويتر