تعلن الفائز الأحد المقبل

«البوكر العربية 2022».. هل تذهب للرواية الإماراتية

صورة

بعد أيام قليلة، تصل الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، إلى ختام دورتها الـ15 لتعلن الفائز بالجائزة الكبرى الأحد المقبل في أبوظبي، بحضور الكتّاب أصحاب الروايات المرشحة للقائمة القصيرة وهي «ماكيت القاهرة» لطارق إمام، و«دلشاد - سيرة الجوع والشبع» لبشرى خلفان، و«يوميات روز» للإماراتية ريم الكمالي، و«الخط الأبيض من الليل» لخالد النصرالله، و«خبز على طاولة الخال ميلاد» لمحمد النعّاس، و«أسير البرتغاليين» لمحسن الوكيلي، إذ سيحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على 10 آلاف دولار، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50 ألف دولار إضافية.

تشهد الجائزة في دورتها الحالية وصول الرواية الإماراتية للمرة الأولى للقائمة القصيرة من خلال رواية «يوميات روز» لريم الكمالي، بعد أن سبق ووصلت للقائمة الطويلة لأول مرة في عام 2017 من خلال رواية «غرفة واحدة لا تكفي» للكاتب سلطان العميمي، وهو ما يطرح تساؤلاً إذا ما كانت الجائزة التي انطلقت من أبوظبي في عام 2008 ستبتسم أخيراً للرواية الإماراتية.

تغوص «يوميات روز» في مجتمع دبي في فترة الستينات من القرن الماضي في منطقة الشندغة بحثاً عن الإبداع النسائي في تلك الفترة، من خلال الفتاة روزة التي تُحرم من البعثة الدراسية إلى دمشق لدراسة الأدب العربي مع زميلاتها المنتهيات من الثانوية بسبب وفاة والدتها ورفض عمها السفر، ولأنها قارئة محترفة ولديها ملكة الكتابة، تصب غضبها في يومياتها السرية، وتحول كل ما حولها من أحداث تاريخية واجتماعية وتقاليد قديمة إلى حكايات وأفكار وفلسفة وأسئلة، وتلقي بدفاترها بعد امتلائها في مياه الخور قرب المنزل، لتتخلص منها قبل أن يطلع عليها أحد.

قضايا متعددة

البحث في ذاكرة المدن لم يقتصر على «يوميات روز»، فكان إحدى القضايا التي عالجتها روايات القائمة القصيرة هذا العام، إلى جانب قضايا أخرى من بينها الهوية وحرية التعبير، لتمنح هذه الروايات صوتاً للمهمشين والمقموعين والمنسيين في متون التاريخ، كما أوضح رئيس لجنة التحكيم للدورة الحالية، الروائي شكري المبخوت، خلال إعلان الروايات المرشحة للقائمة.

الكاتبة العمانية بشرى خلفان طرحت أيضاً قضية ذاكرة المدن بحثاً عن هوية المكان والأشخاص في روايتها «دلشاد»، التي تنقسم إلى ثلاثة فصول، يحمل كل فصل عنوان حارة من حارات مسقط، التي تدور فيها الأحداث الرئيسة للرواية، في النصف الأول من القرن الـ20. الشخصية الرئيسة «دلشاد»، الفتى المسقطي، مجهول النسب، الذي يكبر في حارة من حارات «البلوش»، متأثراً بثقافتهم ومن جاورهم من العرب، ومن خلال شخصية «دلشاد» و«مريم» تدور أحداث الرواية عن الجوع والحزن، المغامرة، والحب، وتتوالد فيها الحكايات بأصوات متعددة، وبلغات مختلفة، تعنون لتعدد الثقافات في مسقط.

مصدر إلهام

أما الكاتب المصري طارق إمام، فكانت ثورة 25 يناير 2011 هي مصدر إلهام لروايته «ماكيت القاهرة»، إذ ألهمته اللحظة بالشروع في رواية عن العلاقة المُراوِحة للفنان بالمدينة والسلطة، ليس السياسية فقط، بل والفنية أيضاً، والتساؤل مجدداً حول دور الفنان والفن، بل وجعل الفن نفسه سؤالاً للفن. وتدور الرواية في القاهرة عام 2045، إذ يعلن «جاليري شغل كايرو»، المؤسسة الفنية المستقلة لفنون الهامش، عن منحة لتشييد ماكيت مصغر للمدينة قبل ربع قرن، «قاهرة 2020»، والتي أصبحت الآن «العاصمة السابقة لمصر». انطلاقاً من هذا الحدث، تؤرخ الرواية للقاهرة بأربعة أزمنة: 2045،2020،2011، وزمن غير محدد في مستقبل بعيد. في كل زمن تنهض شخصية تعمل بالفن المستقل، وتلتقي الأزمنة المختلفة وتتقاطع على شرف مكان واحد هو الجاليري.

في حين استلهم الكاتب الكويتي خالد النصرالله رواية «الخط الأبيض من الليل» من صديق يعمل في جهاز رقابة الكتب ويملك موهبة الكتابة الإبداعية في آن. ويعيش البطل الرواية صراعات عدة في بيئة العمل، فيتألم عندما يمنع كتاباً، وينزعج من اضطراره إلى رفض بعض الأعمال التي تستهويه، فيقع في المحظور.

تدور أحداث الرواية في أجواء سياسية دستوبية، إذ تتداخل السلطة في صراع مع الشعب وتلعب الشخصية الرئيسة دوراً مهماً في الأحداث التي تتصاعد حدتها مع توغل القارئ في صفحاتها، حتى يقوده هوسه ورغبته إلى نهاية مفاجئة.

من جانبه، استمد الكاتب الليبي محمد النعاس موضوع روايته «خبز على طاولة الخال ميلاد» من مثل شعبي ليبي يقول «عائلة وخالها ميلاد»، فسعى لنسج خيوط الخال ميلاد وعائلته.

• تغوص «يوميات روز» في مجتمع دبي في فترة الستينات من القرن الماضي بمنطقة الشندغة بحثاً عن الإبداع النسائي في تلك الفترة.

• المبدعة الإماراتية ريم الكمالي تنافس على الجائزة بروايتها التي وصلت للقائمة القصيرة.


الحياة مقابل الحكايات

مدينة الصويرة المغربية التي كانت أحد حصون البرتغاليين المنيعة على الساحل الأطلسي قبل قرون بعيدة، هي محور رواية الكاتب المغربي محسن الوكيلي «أسير البرتغاليين»، بعد أن زارها وأعجب بأسوارها التي لاتزال تحفظ شموخ البرتغاليين لما كانوا سادة العالم، وشاهد في إحدى ساحاتها المطلة على البحر، حكاء يعزف على الناي.

كان إلى جانبه يجلس قرده النحيل، فرأى في صورة البدوي الماضي حاضراً أمامي ليصبح بطل روايته التي تتناول حكاية رجل بسيط يخرج إلى القرى بحثاً عن لقمة عيش ليجد نفسه أسيراً في أحد حصون البرتغاليين على الساحل الإفريقي مخلفاً وراءه زوجته وأطفاله الثلاثة في فاس. يقايض الأسير سجانه بسرد الحكايات، بعد أن هدّده بالإعدام إذا لم يفلح في صياغة الحكاية التي تروقه.

تويتر