اسمه دخل قائمة «فوربس» لأفضل شخصيات تحت سن 30

رفيق الحريري.. رسومات تبحث في الهوية والخوف من المستقبل

صورة

يقدم الفنان الرقمي ومؤلف القصص اللبناني، رفيق الحريري، قضايا الصحة النفسية بين طيات الكتب والقصص، فيضيء عبر الكلمات والرسومات على قضايا عدة، ومنها اكتشاف الذات، أو جلد الذات، أو حتى كيفية التعاطي مع المشاعر الإنسانية.

للراشدين

يتوجه الحريري من خلال الرسومات التصويرية إلى الراشدين، فهو لم يوجه عمله للفئات العمرية الصغيرة فحسب، وهذا ما مكنه من أن يكون ضمن لائحة «فوربس» للشخصيات المتميزة تحت سن 30 عاماً عن فئة الإبداع.

أداة معاصرة

وقال الحريري لـ«الإمارات اليوم»: «الفن الرقمي هو أداة معاصرة، تمكنني من القيام بترجمة بصرية لأفكاري، وهو من جهة يحافظ على السرد، ومن الجهة الأخرى يضع الأفكار في إطار معاصر أكبر مما يجعلها تصل إلى عدد أكبر من الناس من خلال المنصات الرقمية على وجه التحديد».

مظلة كبيرة

ولفت الحريري إلى أن الفن الرقمي مظلة كبيرة، تتفرع منها الكثير من العناوين، ومنها على سبيل المثال الرسوم التصويرية، كما يمكن أن يشتمل على التلاعب بالصور أو الإضافة على الصور أو حتى تصميم الكولاج، فالهدف ألا يكون الرسم من أجل جمالية الصورة فقط، بل أيضاً لسرد قصة، وبالتالي إيصال الفكرة، معتبراً أنه أحياناً قد يقدم هذا الفن الفرح أو الحزن أو الخواطر، ولهذا يجب وضع الأفكار في إطار يحفز المتلقي على فهم ما يحدث في الصورة.

وحول وضع اسمه ضمن قائمة «فوربس» لأفضل شخصيات تحت سن 30، لفت إلى أن هذا يؤكد أن ما يقوم به ليس عبثياً، وإلى كونه خطة عمل تستغرق الكثير من الوقت، ولكنها تحمل أهمية كبيرة، والتأثير الذي ستتركه عند الناس مهم جداً.

أداة قوية

واعتبر الحريري أن الرسم أداة قوية تتمكن من إيصال الأفكار، وفي الوقت عينه تفتح الأفق لفهم الأفكار وتقبلها، كما أنها تزيد الفضول عند المتلقي من أجل معرفة ما وراء الصورة، موضحاً أن الرسوم أداة توصل رسائل كبيرة بشكل بسيط، ومن خلال الرموز.

يركز الحريري على الصحة النفسية في رسوماته، ولهذا اختار مجموعة من القصص التي تحمل في طياتها مضامين تؤكد على أن الصحة النفسية توازي الصحة الجسدية، مشيراً إلى انه تعاون مع كتّاب في الإمارات ولبنان وبريطانيا، حيث كان يزودهم برسومات الكتب التي يقدمونها، ولكنه بعد فترة عمل على ابتكار شخصية انديغو، وكتب القصة الأولى التي يتوجه من خلالها إلى الأطفال، وهدفه الإضاءة على ما هو جديد في عالم الطفولة. وشدد على أن هذه الشخصية متميزة، وقد عمل على وضع الرسومات البسيطة التي تخدم فكرة القصة والمتمحورة حول اللطف، وكيف يجب أن يكون القوة التي لابد من الحفاظ عليها، موضحاً أنه أيضاً وجه رسائل من خلالها ضد التنمر الذي يتعرض له الأطفال.

الكتاب الأول

وأشار الحريري إلى أن الكتاب الأول كان للفئة العمرية الصغيرة، التي تراوح بين خمس و10 سنوات، بينما الكتاب الثاني يتوجه للفئة العمرية الأكبر التي تراوح بين العشرينات والـ 39 عاماً، موضحاً أن الرسومات التي يستخدمها مع الراشدين مختلفة، وتحتل مساحة جيدة في الكتاب، لأن الكبار يحملون بداخلهم الحنين إلى الطفولة، إضافة إلى أن وضع الرسومات مع النص يمنح القصة التوازن والجذب والرسالة الناضجة.

القضايا التي يطرحها الحريري من خلال الكتاب متنوعة، ومنها الهوية والذات والخوف من المستقبل، والحياة السريعة التي تركز على الصحة الجسدية مع إهمال العناية بالصحة النفسية، مشيراً إلى أنه في كتاب «وجدت قلبا» لا يعبر عن الحب بشكله الظاهري، بقدر التعبير عن فكرة أن الحب هو الجوهر، وكيف يمكن من خلاله اكتشاف الذات، والوصول إلى الاهتمام بالصحة النفسية.

دراسة وتعاون

درس الحريري تصميم الغرافيك، ويستخدم الوسائط المنوعة في عمله، وقدم مشروعات عدة مع مؤسسات، ومنها «الأمم المتحدة»، وحملت مشروعاته فكرة الأقليات التي لا يتم النظر إليها، فيما تعاون مع «أطباء بلا حدود» من خلال تحدٍّ يحمل اسم أكتوبر، وقد استهدف من خلال الرسومات فكرة الصحة النفسية وأهمية التركيز عليها، لاسيما أن الرسامين لا يركزون عليها كثيراً.

اللغة التي كتب بها الحريري القصص هي اللغة الإنجليزية، ونوه بأنه أراد أن تصل إلى أكبر عدد من القراء، ولهذا اختار هذه اللغة، معرباً عن رغبته في تقديم الكتب باللغة العربية.

كتاب جديد

يحضّر الحريري للكتاب الثالث باللغتين العربية والإنجليزية، ويستهدف الكتاب فكرة السرير، ويعرض فيه ماهية هذا المكان كمأوى، ويطرح من خلاله فكرة الخواطر والحماس والطموح والغضب، وكيف أن هذه المشاعر هي التي تقرر مزاج الشخص في اليوم الثاني، ومع تكرارها قد تؤثر بشكل سلبي في الصحة النفسية.

ونوه بأن القضايا النفسية التي تشغله، هي الاضطراب الغذائي، لأنه من القضايا المنتشرة بشكل شاسع، والناس لا يدركون وجودها، إضافة إلى القضايا الأخرى، ومنها جلد الذات، إذ يحرص الجميع على السير ضمن خطين، وذلك بسبب الالتزام بالتربية والمجتمع، والظاهرة الثالثة هي الانتحار الذي يتصاعد في العالم العربي، بسبب الأزمات التي تتفاقم في المجتمع.

• الفن الرقمي مظلة كبيرة تتفرع منها الكثير من العناوين.

• الرسومات تستهدف الصحة النفسية وأهمية التركيز عليها.

تويتر