أكدت أن العنوان الملهم يخطف الصغار من الصفحة الأولى

فداء الزمر: الكتابة لليافعين أشبه بالسير في حقل ألغام

ترى المبدعة الأردنية المتخصصة في أدب الطفل، فداء الزمر، أن الكتاب الملهم يجتذب جيل المستقبل إلى التعلّق بعالم القراءة والشغف بها، معتبرة أن الكتاب الملهم هو ذلك القادر على خطف الصغار من الصفحة الأولى، وذلك لا يتحقق إلا عبر اعتماد المبدع على النص المشوق والصورة الجاذبة اللذين يرويان الحكاية بشكل كامل، مشبهة الكتابة لليافعين بشكل خاص بأنها أشبه بالسير في حقل ألغام.

وأكدت فداء في حوارها مع «الإمارات اليوم»، على هامش مشاركتها في الدورة الأخيرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، أنه لم يعد من المجدي النظر إلى طفل اليوم بمحدودية في هذا العالم الرقمي اللامحدود، مشيرة إلى أن فضاءات وسائل التواصل الاجتماعي مبهرة، وتطرح على الطفل الكثير من الخيارات المثيرة.

واستدركت: «باتت هناك خشية على الطفل ليس فقط من مادة (السوشيال ميديا) وإنما من إدمانها، ولذلك هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الكتّاب ودور النشر والرسامين لإيجاد الكتاب الملهم، والذي يستفز عقل الطفل، وينافس تلك العوالم المختلفة، ويحرك الطاقات الكامنة فيه».

ضغوط هائلة

أضافت فداء الزمر أن طفل اليوم يبدو مستمتعاً بالتعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في الواقع تلك المنصات تشكل أعباء هائلة عليه، فنجده وهو يلعب مشحوناً ومتوتراً ويعاني ضغوطاً نفسية، لكن من الممكن تحريره من خلال الكتاب الملهم والجاذب والذي يأخذه من هذا العالم».

وعن صفات «الكتاب الملهم»، ذكرت أنها تبدأ بالعنوان الذي يبتعد عن الصورة النمطية، فالصغار يمكن جذب انتباههم من خلال العتبة النصية الأولى بحيث يتم استدراجهم، كما لابد للكاتب من أن يكون على دراية بخصائص الطفل وإلا لن يستطيع الوصول إلى عقله، ولهذا يمكن طرح العنوان عن طريق سؤال يثير انتباه الطفل.

وأشارت إلى أهمية التوجّه للأطفال بشكل مباشر، لأنهم لم يعودوا قادرين على الجلوس والاستماع للحكايات الطويلة، فقديماً كانت تجذبهم لأنه لم يكن هناك منافس للكتاب، بينما اليوم هناك منافسون كثر؛ وعلى الكاتب التعامل مع القارئ الصغير على أنه ذكي من خلال الجمل القصيرة التي تصل بسرعة، أو حتى استخدام إيقاع السجع فهكذا يثير اهتمامه، خصوصاً أن الطفل يحب هذا الأسلوب في القصص لاسيما ضمن الفئة العمرية من ثلاث إلى خمس سنوات، بالإضافة إلى أنه يمكن إعادة الكتاب للأطفال من خلال قصة ما قبل النوم، التي غابت عن كثير من العائلات العربية، بينما نجد هذا المشهد أساسياً في الأفلام الغربية.

أصعب الأنواع

وصفت فداء الزمر الكتابة للجيل المعاصر بأنها من أصعب أنواع الإبداع، لأن هناك تحدياً كبيراً يقع على المؤلف، ويكمن في إيصال عدد كبير من الرسائل من خلال جمل محدودة، واحترام ذكاء وعقل الطفل الذي بات يعرف الكثير في هذا العصر. وشددت على أن الكتابة لليافعين تعد الأقل انتشاراً، لكنها بدأت تشهد إقبالاً في الفترة الأخيرة بعد إيجاد مجموعة من الجوائز، منها جائزة اتصالات لكتاب الطفل، وجائزة الشيخ زايد للكتاب التي تهتم بهذه الفئات العمرية.

الإلمام بالخصائص النمائية للطفل، اعتبرته الكاتبة الأردنية من الأساسيات التي يجب أن يتحلى بها المبدع، إذ إن الكتابة لليافعين أشبه بالسير في حقل ألغام، فهنا يجب النظر في الموضوعات التي تهمهم والطرح الذي يناسب عقولهم، ففي هذه المرحلة هناك صفات عدائية تبعد الطفل عن والديه وأسرته أحياناً، ولذا لابد من الإبقاء على دراية بكل ما يحيط عالمه.

النص والصورة

إلى جانب النص، تأتي أهمية الصور التي تعد من الخصائص الملهمة أيضاً، ولكن بشرط عدم وضع أي شيء بشكل اعتباطي، فالأطفال لا تقنعهم أي صورة اليوم، وهناك حاجة إلى رسامين مبدعين، حسب فداء التي لفتت إلى وجود عدد لا بأس به من دور النشر الإماراتية التي اهتمت بموضوع الصورة في القصة، وتعاونت مع أفضل الرسامين على مستوى العالم.

ونوهت إلى وجود قصص لا تحتوي على نص، بل تعتمد على الصورة، ويطلق عليها اسم «الكتاب الصامت»، وتعد مهمة جداً لأن كل طفل يقرأ هذا الكتاب من خلال منحه التأويلات، كما أنه يمكّن الأهل من وضع اليد على قدرات الطفل، ووضع اليد على مشكلاته النفسية، ولهذا يعد من أبرز الكتب التي يجب أن تهتم بها دور النشر.

سيرة وجوائز

تتميز مسيرة الكاتبة فداء الزمر بكونها متخصصة في مجال أدب الطفل، كما أنها عضو في رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب والأدباء العرب، ولجنة القصة والرواية في رابطة الكتاب الأردنيين، وكذلك لجنة الطفل في رابطة الكتاب الأردنيين. ولديها مجموعة كبيرة من الإصدارات القصصية والمسرحية، كما حازت العديد من الجوائز الدولية من أبرزها جائزة الإيسيسكو العالمية عن قصة «أحلام الطفولة» عام 2005، وجائزة أفضل قصة قصيرة عن قصة «حكاية زيتونة» لبرنامج أوراق الأدبي في محطة الإذاعة البريطانية، وغيرهما من الجوائز.

المبدعة الأردنية:

• «لنُعِد مجدداً قصة ما قبل النوم التي غابت عن كثير من العائلات العربية».

• «من الممكن تحرير الطفل من العوالم الفضائية من خلال الكتاب المشوق».

تويتر