مجموعة نادرة من المقتنيات تصل إلى 120 قطعة

«قطرة بعد قطرة» يتعقب أثر الماء في الإسلام والفنون

صورة

بمخطوطة للآية القرآنية «وجعلنا من الماء كل شيء حي».. استهل معرض «قطرة بعد قطرة تتساقط الحياة من السماء: الماء والإسلام والفنون»، فعالياته ومعروضاته في الشارقة، الذي يتضمن مجموعة نادرة من من المقتنيات، تضم الأكواب، والسجاد، والنوافير والأواني المميزة بزخارفها وبالقصص التي تحويها، وبعض المجموعات المرتبطة بالماء في العالم الإسلامي، وفي حياة الناس اليومية.

ويوفرالحدث، الذي يقام تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، 120 مقتنى تاريخي وعملاً فنياً لحضارات مختلفة من متاحف عدة في إيطاليا لم يسبق عرضها خارجها، من بينها مجموعة مقتنيات من المتاحف الإيطالية العامة والخاصة، ومشاركة قطع من المجموعة الدائمة من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة للفنون، موزعة على أربعة محاور هي: نعمة الماء والإسلام، قسم الماء والحياة اليومية، والحمام التقليدي، وقسم الحدائق.

يتناول المعرض، الذي افتتحه الشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني في الشارقة، بحضور الشيخ سالم القاسمي، الوكيل المساعد لقطاع التراث والفنون، وزارة الثقافة والشباب، الحضور القوي للماء في التراث والحضارة الإسلامية، بدءاً من ذكره في العديد من النصوص القرآنية، التي وضعت قواعد لاستثمار الماء وتنميته وطرق الحفاظ عليه، إلى دوره في صنع حضارة ثرية بفنون العمارة والأدب والفلسفة والموسيقى والفقه، حيث يسلط الضوء على نقاط التشابه والاختلافات الثقافية والإقليمية، عبر مجموعة من المقتنيات المعروضة.

حمامات تقليدية

يستعرض المعرض الحمامات التقليدية بدلالاتها الصحية والاجتماعية، فيما يختتم رحلته بالهواء الطلق، في سياقات استثمار الماء في الهندسة الزراعية والحدائق، وصولاً إلى الأرياف والواحات، من خلال عرض الصور والمُكتشفات الأثرية والمخطوطات والمنمنمات، التي تتشابك جميعها مع التكنولوجيا والحياة العادية والفن بفضل عنصر الماء.

وقال سفير الجمهورية الإيطالية لدى الدولة، نيكولا لينير: «يشرفني أن استقبل بكل ترحاب أول معرض إيطالي - إماراتي، ليضع لنا بصمة، ويمثل خطوة مهمة في طريق التعاون بين مؤسستين ثقافيتين متميزتين وكبيرتين، هما: مؤسسة متاحف تورينو، وهيئة الشارقة للمتاحف، ما يبعث برسالة أمل وتشجيع لبلادنا».

وأضاف: «تتوطد علاقتنا الثمينة مع هيئة الشارقة للمتاحف اليوم، من خلال المعرض، الذي يركز على عنصر الماء، كأحد الأصول القيمة التي يجب حمايتها، كما يضع أساس كل حضارة في العالم بناءً على ديناميكيات وأساليب نقل وتوزيع الماء».

شراكات دولية

قالت مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، منال عطايا: «يسرنا تنظيم هذا المعرض، الذي يشكل ثمرة أول تعاون لنا مع مؤسسة متاحف تورينو، بهدف تسليط الضوء على العلاقات التاريخية التي تربط إيطاليا بالعالم الإسلامي».

وأضافت: «نلتزم في هيئة الشارقة للمتاحف بتعزيز شراكاتنا مع المؤسسات الدولية البارزة، بغية إحضار مقتنيات لم تشاهد من قبل في دولة الإمارات والمنطقة برمتها، التي كان لها دور محوري في تشكيل حياة البشر على مدى العصور».

أكدت مديرة المعهد الثقافي الإيطالي - أبوظبي، إيدا زيليو غراندي، أن الإسلام ركز كثيراً على الماء حيث ذكرت كلمة الماء في القرآن الكريم بتنوّع وتكرار، باعتباره باعثاً للحياة ومثالاً على رحمة الله، وصورة من صور عنايته وأرزاقه.

4 أقسام

المعرض الذي يستمر ستة أشهر، يقدم عبر أقسامه الأربعة باقة من المقتنيات التي تعكس استخدامات وفنون وثقافة وتاريخ الحضارة الإسلامية، ويكتسب أهميته من خلال تسليطه الضوء على عنصر الماء من نافذة الفنون والإرث الثقافي، ويركز على ارتباطه بالثقافات والحضارات والأديان والفلسفات والأماكن والتواريخ، بل والحيوات والعوالم عموماً، وارتباطه الوثيق بحركة التطور والنمو، باعتباره الشرط الأكثر أهمية للوجود الإنساني.

ندوة

تعقد هيئة الشارقة للمتاحف، على هامش المعرض، ندوة تناقش التطوّر التاريخي لدور الماء وتجسيده الإبداعي في الفنون والآثار القديمة العربية والإسلامية، متمثلة في المحاور الأربعة للمعرض: نعمة الماء والإسلام، الماء والحياة اليومية، الحمام التقليدي والحدائق. يشارك في الندوة، التي تديرها إيدا زيليو غراندي، مدير المعهد الثقافي الإيطالي في أبوظبي، كل من: جيوفاني كوراتولا، أستاذ بجامعة أوديني وقيّم المعرض، وألبرتو تيرافيري، أستاذ في بوليتكنيكو تورينو في قسم البيئة وهندسة الأراضي والبنية التحتية، في مجال هندسة البيئية التطبيقية، ودكتور طارق المرابطين، أستاذ في جامعة الشارقة الحاصل على دكتوراه في الهندسة المدنية (الموارد المائية والهندسة الهيدروليكية)، من جامعة كيوشو 1999.

• يتضمن المعرض مقتنيات من أكواب وسجاد ونوافير وأوانٍ مميزة.

تويتر