رغم الظروف التي فرضتها جائحة «كوفيد-19»

«أبوظبي للكتاب»: نجاح لافت و20% زيادة في المبيعات

صورة

قدّم معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ30، التي اختتمت أخيراً، برنامجاً حافلاً بالفعاليات الواقعية والافتراضية، متيحاً المجال لمختصي قطاع النشر والمثقفين والمهتمين بالأدب من حول العالم، للمشاركة في جلساته المتنوّعة حضورياً أو من وراء الشاشات.

المعرض الذي أقامته دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بتنظيم من مركز أبوظبي للغة العربية، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سجّل في نسخته الهجينة هذا العام زيادة في نسبة مبيعاته تقدر بأكثر من 20%، مقارنة بالدورة السابقة التي تم عقدها في عام 2019 قبل جائحة «كوفيد-19».

في السياق، قال وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، سعود الحوسني: «استطاع معرض أبوظبي الدولي للكتاب ترسيخ مكانة إمارة أبوظبي وجهة ثقافية ذات أهمية محورية على المستويين المحلي والإقليمي، بفضل ما حققه في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، حيث نجح في تحقيق زيادة في نسبة المبيعات، وفتح أبوابه أمام جميع أفراد المجتمع، مع الحفاظ على صحتهم وسلامتهم. فعلى مدى سبعة أيام، شهد المعرض استقبال مجموعة من أهم المفكرين والفنانين والأدباء، الذين كان لمشاركتهم أثر كبير في تحفيز المشهد الثقافي، الذي كان قد تأثر منذ بداية الجائحة. إن الاقبال الكبير على المعرض، واستعدادنا لاستقبال حدث بهذا الحجم، من أهم مؤشرات النجاح التي حققها المعرض هذا العام».

من جهته، قال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم: «نحن سعداء باختتام هذه الاحتفالية الثقافية التي كانت متميزة بكل المقاييس. فقد كانت ردود الفعل من روّاد قطاع النشر خير دليل على فاعلية المبادرات التي أطلقناها لدعم القطاع، وأهميتها في ظل التحديات التي فرضتها الجائحة. فقد نجح المعرض في خلق بيئة محفزة للناشرين والمثقفين لتبادل الخبرات، ونقاش أهم القضايا المهنية والفكرية التي تمسهم بشكل مباشر».

وأضاف بن تميم أن «الزيادة التي تم تحقيقها في نسبة المبيعات أتت لتبرهن على الإقبال الكبير، والأهمية المتجددة التي اكتسبتها القراءة في عام الجائحة، لتسلط الضوء على أهمية الإنتاج الثقافي والأدبي وزيادته، بما يواكب تطلعات الجمهور في منطقتنا العربية».

وشهدت دورة هذا العام من المعرض توقيع عدد من مذكرات التفاهم، وإطلاق مبادرات مهمة، من شأنها تعزيز المحتوى العربي، والاحتفاء بالثقافة والتراث الإماراتي، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين مؤسسات محلية ودولية رائدة، من ضمنها توقيع مذكرة تفاهم بين مركز أبوظبي للغة العربية، ودار النشر بريل، لإطلاق المجلة المحكمة «المركز»، ومذكرة التفاهم مع مركز الشباب العربي، لمد جسور التواصل مع فئة الشباب، إلى جانب إطلاق مبادرتي «ذخائر الإماراتية» احتفاءً بعام الخمسين، و«أثير الكتب ووجيز الكتب» للأعمال الرقمية المسموعة والمقروءة. بدورها، قالت المديرة التنفيذية لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة مديرة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، موزة الشامسي: «يسعدنا أن نهدي هذه الدورة المتميزة والاستثنائية لأبطال خط الدفاع الأول، لما بذلوه من جهود وقدموه من تضحيات لخدمة الوطن، لننجح في استضافة حدث بهذه الأهمية، نعيد به الحراك الثقافي لمنطقتنا».

كما شهد المعرض أيضاً طرح عدد من المبادرات المتكاملة لدعم قطاع النشر، أبرزها توجيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتخصيص ستة ملايين درهم لشراء مجموعة قيمة من الكتب والمراجع والمواد التعليمية لمصلحة مكتبات المدارس في الدولة. كما تم إعفاء جميع العارضين من دفع رسوم المشاركة لهذا العام. من جهته، قام مركز أبوظبي للغة العربية بدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بزيادة عدد المنح المالية، لدعم الكتاب ضمن مبادرة «أضواء على حقوق النشر»، لتصل إلى 300 منحة، وتم توسيع نطاق الدعم ليشمل الكتب الصوتية والإلكترونية، وذلك عبر منصّة إلكترونية مبتكرة تعدّ الأولى من نوعها في المنطقة العربية.

«الإنسانيات والرقميات»

تطرّقت جلسة «الإنسانيات والرقميات وعصر ما بعد كورونا»، إلى التحوّل الرقمي الذي رافق الجائحة، وتغير طريقة التواصل بين أفراد المجتمع،

كما شهد زوّار المعرض تكريماً للعاملين في خط الدفاع الأول، حيث قدّم استشاري الطب الباطني نائب رئيس جمعية الإمارات للأمراض الباطنية، دكتور عمر الحمادي، جلسة تحدّث خلالها عن تضحيات أبطال الخطوط الأمامية، كما تناول أسباب انتشار نظريات المؤامرة والأخبار الكاذبة.

«الصقر»

شارك مؤلف رواية «الصقر»، الكاتب الفرنسي جيلبير سينويه، جمهور المعرض في جلسة خاصة للحديث حول هذا الكتاب، الذي قدم عبر طياته سيرة روائية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ودوره الاستثنائي بوصفه أحد أهم رجالات القرن الـ20.

ولم تغب الترجمة عن فعاليات الدورة الـ30 من المعرض، التي استضافت نخبة من المترجمين العرب والعالميين في جلسة تحت عنوان «فنّ الترجمة: كلماتي أنا، وصوتك أنت». التي تناولت قدرة المترجم على إعادة إنتاج كتابات شخص آخر بلغة مختلفة بكل أمانة ودقة. كما تطرّق المشاركون إلى الحديث حول فن الترجمة والعلاقة التي تربط المترجم بالمؤلف.

• سبعة أيام شهدت استقبال أهم المفكرين والأدباء، الذين حفزوا المشهد الثقافي.

تويتر