الدورة الـ 12 تعيد الصغار إلى التفاعل مع الكتاب وصنّاعه عن قرب

80 ألف زائرٍ لـ «الشارقة القرائي».. النجاح مرسوم على وجوه الأطفال

صورة

ودّع الصغار وعائلاتهم، مساء أول من أمس، فعاليات الدورة الـ12 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي نظّمتها هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار «لخيالك»، ونجحت في اجتذاب 80 ألف زائر عاشوا لحظات استثنائية مزجت بين فعاليات الثقافة، والفنّ، والعروض المسرحية، إذ استمتع الجمهور بـ537 فعالية، أثرت الأطفال بالكثير من الخبرات والتجارب العلمية والعملية.

وأكد رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، أن «الحدث وعلى امتداد 11 يوماً شكل منصّة للمعرفة، وبوابة للأطفال ليستكشفوا من خلالها مواهبهم وقدراتهم»، مضيفاً أن «المهرجان واحد من الفعاليات التي تستكمل خريطة الأحداث الثقافية التي تقام على أرض الإمارة، ويدعم مختلف الجهود التي تقدمها المؤسسات والجهات الحريصة على دعم ورعاية الطفل، وتعزيز قدراته وخبراته، كما أنه فرصة استثنائية خاصة في ظلّ هذه الظروف لالتقاء الأطفال أقرانهم، وإعادتهم إلى التفاعل مع الكتاب وصنّاعه عن قرب، من خلال توفير فضاء للعب واكتساب الخبرات في مختلف المجالات».

وتابع العامري: «يترجم تنظيم الحدث رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويجسد توجيهات قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في الاستثمار بالأجيال الجديدة، والارتقاء بطاقاتها ومواهبها، لتكون قادرة على مواكبة مسيرة النهضة المجتمعية، وتحقيق تطلعات بلادها».

مكتبة ضخمة

على امتداد أيامه، تحوّل المهرجان إلى مكتبة ضخمة، قدّمت لزوّارها إصدارات 172 ناشراً من 15 دولة عربية وأجنبية، كما فتح المهرجان أمام الزوّار مساحة فنية رحبة من خلال الدورة التاسعة من معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، الذي شارك فيه 395 مبدعاً من 50 دولة، قدموا أجمل اللوحات التي شكّلت لغة بصرية استثنائية تخاطب القرّاء الصغار.

وتجاوز المهرجان دوره في دعم صناعة الكتاب وأدب الطفل، حيث فتح أبواب المسرح أمام زوّاره، ليقدّم لهم عروضاً متميزة، نفدت جميع تذاكرها خلال الأيام الأولى من الإعلان عنها، منها عرض «كتاب الأحلام» الذي يعدّ أول عمل مسرحي أشرفت على إنتاجه هيئة الشارقة للكتاب، وشارك فيه كل من وديمة أحمد، وهبة الدري، وأحمد بن حسين، وبدر الشعيبي، وآخرين. كما استضاف نخبة من الأعمال المسرحية، أبداع فيها نخبة من النجوم، إلى جانب مجموعة من الأعمال المسرحية التي حظيت باهتمام من قبل الزوار.

وللمرّة الأولى في تاريخه لم يكتفِ المهرجان بأن يقدّم فعالياته وأنشطته في مركز إكسبو الشارقة فحسب، بل التقى أهل مدينة دبا الحصن وكلباء نخبة من الكتّاب والمبدعين، فيما استضافت أبوظبي عدداً من الفعاليات الثقافية في ياس مول، واستقبلت مكتبة الصفا في دبي جلسات ثقافية عدة، ووصل فعاليات الحدث إلى كلّ من الفجيرة ورأس الخيمة.

معارف جديدة

من جانبها، قالت منسق عام مهرجان الشارقة القرائي للطفل، خولة المجيني: «لمسنا نجاح المهرجان هذا العام في وجوه الأطفال وهم يتعلمون معارف وعلوماً جديدة، وكنا سعداء ونحن نرى فرحهم وهم يلعبون ويستكشفون مواهبهم الفنية والإبداعية، وهذا في الجوهر ما يعبّر عن رسالة المهرجان ويجسد أهدافه».

وأضافت «كنا حريصين في كل فعالية وكل ضيف استضفناه على أن نستهدف جانباً من شخصية ووعي وثقافة الأجيال الجديدة، فحملت الدورة الـ12 من المهرجان فعاليات في التكنولوجيا وصناعة الروبوتات، وورشاً في الرسم، والطهي، والكتابة، والمسرح، وغيرها من الفعاليات».

وتابعت خولة المجيني: «ننظر في ختام كل دورة إلى ما أضافته إلى مسيرة المهرجان ككل، وهذا العام نستطيع القول إننا اختبرنا تجربة التوسع والذهاب بفعاليات المهرجان إلى الجمهور في مختلف مدن الإمارة، وعدد من إمارات الدولة، وإننا تجاوزنا المتغيرات التي فرضتها جائحة كورونا بالاستفادة من الخيارات التقنية المعاصرة، والتواصل عن بُعد، إلى جانب حزمة الإجراءات التي اتخذناها للوقاية من الفيروس وحماية الزوار، ونتطلع إلى أن تكون هذه الدورة نموذجاً للدورات المقبلة، نؤكد فيها أن الحراك الثقافي متواصل، ورعاية مواهب الأجيال الجديدة ضرورية وممكنة في مختلف الظروف».

نموذج

أعلنت إدارة المهرجان أن الحدث قدم نموذجاً مميزاً في تنظيم فعاليات دولية وجماهيرية مع مراعاة كل الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من فيروس كورونا، حيث كانت تبدأ يومياً، وطوال أيام المهرجان، عمليات تعقيم تتولاها فرق متخصصة بأحدث الأجهزة التي تعمل بتقنيات متطورة، وبالأشعة فوق البنفسجية، لتعقّم أرجاء المهرجان، ليكون المهرجان بيئة ملائمة لزوّاره.

الحراك الثقافي متواصل، ورعاية مواهب الأجيال الجديدة ضرورية وممكنة في مختلف الظروف.

• 537 فعالية أثرت الأطفال بالكثير من الخبرات والتجارب العلمية والعملية.

تويتر