المهرجان ينطلق اليوم وسط احتفاء مبدعين عرب وأجانب

«الشارقة القرائي» يعود بفسحة من الخيال والأمل

صورة

أكّد كتّاب وفنانون أن تنظيم هيئة الشارقة للكتاب للدورة الجديدة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تنطلق اليوم تحت شعار «لخيالك»، يشكل دافعاً مهماً لسوق الكتاب العربي، ومحركاً لإعادة الحياة إلى الحراك المعرفي والإبداعي، خصوصاً للأجيال الجديدة من الأطفال واليافعين والشباب.

وثمّن المبدعون دور الشارقة في احتضان جهود الكتاب والمتخصصين بأدب ومعارف الأطفال، إذ يستضيف المهرجان، الذي يستمر حتى 29 الجاري في مركز إكسبو الشارقة، 32 كاتباً وروائياً من 15 دولة حول العالم، منهم 16 كاتباً عربياً و16 أجنبياً، يقدمون إلى جانب نخبة من الفنانين والرسامين العرب والأجانب سلسلة من الفعاليات المتخصصة والجلسات واللقاءات الثقافية، التي تقام على أرض الواقع، وأخرى بشكل افتراضي عبر تطبيقات الاتصال المرئي.

وقال الكاتب المصري الطيب أديب: «إن مهرجان الشارقة القرائي للطفل من أفضل المهرجانات العربية تنظيماً واهتماماً بثقافة الطفل، ومن مزاياه التقاء الكتاب العرب والأجانب وتعارفهم وتبادل الخبرات بينهم، والتقائهم مع الأطفال واليافعين، وهم الشريحة المعنية بكتاباتنا، وهنا تؤتي العملية ثمارها المرجوة».

وأضاف: «رغم الظروف الحالية الصعبة، تثبت إدارة المهرجان أنها قادرة على تذليل العقبات لإنجاح المهرجان، وتثمر بساتين الشارقة كعادتها ويصل قطافها إلى خارج حدودها في شتى أرجاء العالم».

ومن البحرين، قالت الكاتبة نسرين جعفر النور عن أهمية المهرجان، الذي يحظى برعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة: «كم أثلج صدورنا نبأ إقامة المهرجان هذا العام بمشاركة كوكبة معطاءة في خدمة أدب الطفل من مختلف الدول والأقطار. أيام من التعلم والمرح والمتعة سيقضيها الأطفال بدعوتهم إلى صداقة الكتب والمطالعة. أسعد اللحظات التي أتبادلها مع الأطفال قراءة كتب وقصص تثير اهتمامهم ومناقشتهم بشأنها، وذلك بدوره ينمي ملكة التعبير واكتساب المفردات التي تثري حصيلتهم اللغوية»، مضيفة أن «وراء كل طفل متميز وشغوف، أسرة واعية بأهمية القراءة، تدفعه للتزوّد والاطلاع لإيمانها بأنها ستعد في المستقبل جيلاً مثقفاً ومعطاءً في جميع مجالات الحياة».

بلسم

بينما اعتبرت الكاتبة الكويتية، هدى الشوا القدومي، أن «تنظيم المهرجان مجدداً، كان البلسم الشافي للأرواح المتعطشة للفن والثقافة والأمل والخيال»، مؤكدة: «بعد انقطاع طويل، كم نحن بحاجة إلى فسحات من الخيال للتصدي لهذا الليل الطويل الذي نأمل أنه قد بدأ ينجلي، فكم اشتقنا للصالات المليئة بالكتب وصانعيها، وإلى سماع ضحكات الأطفال تعلو في الباحات أثناء الفعاليات والأنشطة، وإلى لقاء المؤلفين والمؤلفات من جميع أنحاء الأرض، وإلى الاجتماع بجمهور القرّاء تحت قبة المهرجان، الذي يفتح أبوابه فتهرع إليها القلوب والعقول».

من ناحيتها، اعتبرت الدكتورة العُمانية وفاء الشامسي، الدورة الجديدة من المهرجان استثنائية على كل المستويات. وقالت: «مشاركتي في المهرجان تحمّلني مسؤولية كبيرة تجاه الطفل الذي أكتب له، وتجاه المجتمع الذي أسهم في صنع ثقافته، إلى جانب بقية الإخوة والأخوات من صنّاع المشهد الثقافي على مستوى الوطن العربي، وتأتي هذه المسؤولية من منطلق الإيمان بأن هذا الطفل هو استثمارنا الأبرز ورأس المال الأهم الذي يجب أن نتعهّده بالعناية والرعاية، والتمكين والإعداد للمستقبل». وتابعت: «انطلاق مهرجان الشارقة القرائي للطفل يؤكد أن صناعة المشهد الثقافي، ومواصلة رفد مكتبة الطفل العربي بكل جديد ومفيد، رسالة سامية يجب ألا تتوقف، وأعتقد أن ما سيصنع في هذه الظروف الاستثنائية للطفل سيكون مختلفاً ومتميّزاً».

من جانبه، أشار رئيس المركز الثقافي العراقي للطفولة وفنون الدمى، البروفيسور العراقي حسين علي هارف، إلى أن «أدب الطفل يعوّل عليه كثيراً في توجيه وتشكيل شخصيّة الطفل ووعيه وذائقته، لاسيما على المستوى القرائي للطفل، ومن الرائع أن تلقى نتاجات هذا الأدب بخصوصيته البالغة اهتماماً نوعياً وحقيقياً من قبل هيئة الشارقة للكتاب، من خلال هذا المهرجان التخصصي، لتعزيز تجربة القراءة الأدبية، لما لها من دور في فتح آفاق توعوية وتنويرية رحبة في عالم الطفولة وثقافتها». أما الكاتب السعودي فرج الظفيري، فقال: «إن المهرجان فرصة كبيرة للمهتمين بأدب الطفل للاستفادة من بعضهم بعضاً وتبادل الخبرات، سواء الأدبية أو الفنية أو التربوية، وإقامة المهرجان في هذه الظروف الاستثنائية، مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية يُعدّ من الخطوات الجبارة التي تؤكد قدرة الشارقة على تذليل جميع الصعوبات لإنجاح هذا المهرجان، كي تكون القراءة مصدر البهجة والفرح للأطفال». من ناحيته، قال الكاتب والرسام الأميركي، مات لاموث: «أحاول في كتبي المصورة الجمع بين الثقافات المختلفة، وأسعى من خلال مشاركتي في المهرجان إلى تعريف الجمهور بخطوات صناعة هذه الكتب، وأن اطّلع على تجارب الزوّار ونمط حياتهم ونظرتهم إلى شعوب العالم المختلفة، إذ يُعدّ المهرجان فرصة مثالية لتبادل الأفكار، وتعزيز التقارب الحضاري والثقافي».

فنّ «المانغا»

أعربت رسامة فن المانغا اليابانية، ميساكو روكس، عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، مضيفة: «متشوقة جداً للقاء الأطفال وتعليمهم فنّ القصص المصوّرة (المانغا)، ويشرفني المشاركة في المهرجان، الذي يُعدّ فرصة مهمة أمام الأطفال، لإطلاق العنان لإبداعاتهم وتنميّة مواهبهم، عبر مختلف النشاطات والفعاليات التي يقدمها، إلى جانب لقاء مؤلفي كتبهم المفضلة».

يشار إلى أن المهرجان يتّخذ كل الإجراءات الاحترازية والوقائية، من خلال خطة متكاملة لتعقيم المرافق والقاعات بشكل يومي وشامل، إضافة إلى توفير ماسحات حرارية ومعقمات، والتشديد على ضرورة الالتزام بارتداء الأقنعة، وتطبيق سياسات التباعد الجسدي.

• 32 كاتباً وروائياً من 15 دولة يشاركون في الفعاليات.

تويتر