رسوم وتجارب جمعها صاحبها على مدى 34 عاماً

«حلقات المكتبة».. جولة فنية في أرشيف ديفيد هيرش

الجولة التي قدمها هيرش تبرز اهتمامه بالإرث الشرق الأوسطي. تصوير: باتريك كاستيلو

في رحاب الفنون، وعلى امتداد يومين متتاليين، أتاح جمهور مهرجان طيران الإمارات للآداب في دورته الـ13 لجمهوره تجربة اسثنائية، كشفت عنها أروقة مركز جميل للفنون التي استضافت جولة فنية، اطلع من خلالها الحضور على مجموعة الرسوم المتنوعة، التي جمعها واقتناها الباحث الأميركي ومستشار مكتبة محمد بن راشد، الدكتور ديفيد هيرش، على مدى 34 عاماً، مكرّساً اهتمامه الكبير بالمطبوعات والروايات المصورة وتجارب «المانغا»، التي خاض اكتشافاتها منذ عام 1956 وحتى الآن.

وعكست الجولة التي قدمها الدكتور هيرش اهتمام الباحث الأميركي بهذا الإرث الشرق الأوسطي، وحرصه الواضح على استكشاف سردياته الثقافية والاجتماعية والسياسية، وذلك في خضم التوسع المشهود في ممارسات النشر في أنحاء الشرق الأوسط، إلى جانب حرصه الشديد على إلقاء الضوء على بعض جوانب الجهد الإداري المبذول جنباً إلى جنب مع هذه السرديات، الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من هذه العملية.

أكثر من 38 عنوان نشر ضمتها المجموعة المتنوعة التي طرحها الباحث على مدى يومين، وعرضت للمرة الأولى في إطار «الإمارات للآداب»، لتسلط الضوء على تشكيلة من مجموعات الرسوم الهزلية ومطبوعات ومنشورات مختلفة تنحدر من دول متنوعة، في مقدمتها الإمارات، سلطنة عُمان، السعودية، الكويت، العراق، تركيا، لبنان، مصر، السودان، ليبيا، تونس، والجزائر، أتحفت الجمهور بذكريات قصص الصعاليك فايز ونعمان، وسلسلة «حمدون»، مروراً بمجلة ماجد الإماراتية، التي انطلقت منذ عام 1979، وقصص «عجاج» لأحمد عبيد المنصوري، ومغامرات «غرندايزر»، ومجموعة «السمندل» للقصص المصورة، ومجلة «المزمار»، و«سمير»، وغيرها من عشرات المطبوعات والروايات العربية المصورة، التي ضمتها هذه الجولة الفنية المتفردة في أروقة مركز جميل للفنون.

وحول أهمية مشروع «حلقات المكتبة» والرسائل التي يود توجيهها عبر هذه المجموعة، أبرزها إلهام الجيل الجديد بقيمة الأرشيف الثقافي والإنساني، قال الدكتور ديفيد هيرش لـ«الإمارات اليوم»: «إنه ينبغي الاهتمام بأرشفة النتاج الفكري وآلياته، من خلال إيداع الناشر أو المؤلف لعدد من نسخ الكتاب الجديد في المكتبة الوطنية العامة». وأضاف: «هذا الأمر موجود في دولة الإمارات، لكنني أتمنى أن يطبق على نطاق أوسع. فمن خلال تجربتي في جامعة كاليفورنيا، يمكنني التأكيد أن جيل الشباب

مازال يفضل الأعمال الأدبية والفنية المطبوعة، بعد أن اختبر جيداً التجربة الرقمية وبدأ يشعر بالملل منها، ليعود مجدداً إلى المطبوع».

مسيرة «أمين متميز»

يعمل الدكتور ديفيد هيرش مستشاراً لمكتبة محمد بن راشد،وعمل سابقاً منسقا خاصاً في مكتبة زايد المركزية بجامعة الإمارات، ومستشار مكتبة أبوظبي الوطنية بين 2009 و2011. كما شغل منصب أمين مكتبة دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجنوب آسيا في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، من 1989 إلى 2008. ويحمل لقب «أمين مكتبة متميز»، و«أفضل أمين مكتبة» من جامعة كاليفورنيا.

تويتر