تجارب إبداعية ملهمة بـ «مركز جميل»

70 مساهماً بصرياً في معرض «زمن الذات»

«زمن الذات» ثمرة تعاون بين مركز جميل للفنون ومتحف الفنون المعاصرة في «تورونتو». تصوير: باتريك كاستيلو

تجارب فنية وإبداعية ملهمة، احتضنها مهرجان طيران الإمارات للآداب في دورته الـ13، الذي آثر الانطلاق هذا العام من مركز جميل للفنون وحديقة «جداف ووترفرونت للفنون» بمنطقة الجداف بدبي، ليكرس احتفاءه ليس فقط بالحوارات الفكرية والأدبية البناءة، بل وانفتاحه على جماليات واسعة من خلال معرض «زمن الذات» الذي يشارك في عملية تنسيقه والإشراف عليه شومون باسار ودوغلاس كوبلاند وهانز أولريخ أوبريست.

يطرح المعرض، الذي يستمر حتى 14 أغسطس المقبل، تجارب استكشاف الذات، وحدودها وتمظهرات جنوحها، كما يناقش بعض المفردات الوجودية ذات العلاقة بتفاعلات الإنسان مع الفضاءات الخارجية وجدلية هذا التفاعل من خلال الفنون المعاصرة.

يأتي «زمن الذات» الذي يُعد ثمرة تعاون بين مركز جميل للفنون ومتحف الفنون المعاصرة في «تورونتو»، ليقدم لجمهور المهرجان لمحة وعرضاً أولياً لكتاب «الذات المتطرفة» الجديد للمؤلفين باسار وكوبلاند وأوبريست، الذي يستعرض 13 فصلاً فنياً مختلفاً يمكن استكشافها من خلال جولات الجمهور الفنية بين أروقة المعرض، فيما تطرح الأعمال بعض مظاهر جنوح الذات وآليات إعادة تشكيل وعيها الداخلي في زمن بات فيه العالم الخارجي مبهماً ومملوءاً بالاختلالات والاضطراب. أما العلاقة التفاعلية لهذه «الأنا المتجزئة»، فتنطق بها فضاءات الكتاب الإبداعية الحرة، عبر تشكيلات فنية معاصرة متباينة المغزى، رافقتها في المعرض مجموعة منتقاة من «الكلمات» و«الشعارات» المكتوبة التي خطها قيموه مصفوفة بجانب اللوحات الفنية والصور المعاصرة للفنانين المساهمين. فيما يحمل المعرض أكثر من 70 مساهماً بصرياً من أفرع الفن والتصميم والإخراج السينمائي والتصوير الفوتوغرافي والأداء الاستعراضي والموسيقى الإلكترونية، التي تهتم كلها بآليات إعادة تشكيل الوعي الداخلي للأفراد، باعتباره أحد أكثر موارد هذا القرن أهمية وأثمنها قيمة، في علاقة بالمتغيرات الخارجية التي فرضتها سطوة الإنترنت والثورة التكنولوجية المباغتة، التي، وإن جعلت العالم قرية صغيرة، انتزعت من الأشخاص جزءاً كبيراً من أنفسهم: «جزء يتواجد في كل مكان.. ولكن بلا أي مقر أو مستقر، يظل بعيداً ومستقلاً عن الحواس الخمس». فيما أدت أزمات الجائحة المتلاحقة إلى «دفع العالم بشكل أسرع في أعماق القرن الـ21، فهل هذا هو سبب الشعور الغريب الذي يدور في عقولنا؟ هل نحن مبرمجون في الواقع حتى نستطيع تحمل هذا التغيير السريع، وما المآل لو تحول مفهوم الفردية والتفرد والآخر إلى شيء مغاير؟» كلها أسئلة تطرحها نخبة من الفنانين العالميين البارزين، ومن بينهم: أماليا أولمان، أمنيسيا سكانر، أنا نيكوليسكو، ليام يونغ، آن إمهوف، صمويل فوسو، يوري باتيسون، وغيرهم.

أفلام وأزياء ومجسمات

تتخلل معرض «زمن الذات» أفلام سينمائية وأزياء ومجسمات وتركيبات فنية بارزة وأشكال تعبير أخرى تروي قصص «الذات المتطرفة».

كما يلاحظ المشاهد للأعمال المعروضة، إلحاح «الوجه» المهيمن على مختلف الأعمال المقدمة، والذي يُعد مقياس البيانات الرقمية السائد في الحقبة المعاصرة.

تويتر