قصر المويجعي.. شاهد على الإرادة الفذة والأصالة

يعد قصر المويجعي، الذي شُيد في الجهة الغربية من مدينة العين بمقربة من واحة المويجعي منذ نحو 100 عام، من المباني التاريخية المميزة في المدينة، إذ يمثل بناؤه نموذجاً راقياً لفن العمارة التي كانت تعتمد على الطوب لبناء القلاع والقصور آنذاك، فيما يعد القصر جزءاً من المواقع الثقافية في العين، المدرجة ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، لما تتميز به من قيمة عالمية استثنائية.

بنى الشيخ خليفة بن زايد بن خليفة آل نهيان، القصر في السنوات الأولى من القرن الـ20، في عهد الشيخ زايد بن خليفة الأول، حاكم أبوظبي، إذ يتميز القصر بهيكله المربع وأبراج الزوايا البارزة وبوابة المدخل الكبيرة، وكان يُستخدم كديوان (مجلس أو مكان للحكم)، ومقصد لاجتماع الناس. ويعيش زائر القصر تجربة مميزة تجمع بين شواهد الإرادة الفذة والحكمة والأصالة، وبين الماضي والحاضر وازدهاره وتطلعه إلى المستقبل. بُني القصر على شكل مربع طول ضلعه 60 متراً، وتبلغ مساحته الإجمالية 3600 متر مربع، ومحاط بسور دفاعي مرتفع يبلغ ارتفاعه نحو خمسة أمتار. وتوجد في القصر ثلاثة أبراج رئيسة، مخصص بعضها للسكن، وديوان للحكم لإدارة شؤون منطقة العين، وخارج القصر يوجد مسجد يتشابه تصميمه مع الطراز المعماري للقصر. وفي عام 1946، انتقل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للإقامة في قصر المويجعي، عندما تولى مهامه ممثلاً لحاكم أبوظبي في منطقة العين، ليكون القصر ديواناً لحكمه وبيتاً لعائلته.

مكانة ثقافية

من جهته، أوضح مدير متاحف العين، عمر الكعبي، أن دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أعادت ترميم وتأهيل هذا الصرح، ليبرز من جديد وجهة سياحية تراثية، تسهم من خلال مكانتها التاريخية والثقافية في التعريف بأهمية القصر، ليكون متحفاً بمعايير عالمية، تماشياً مع الاستراتيجية الثقافية للدائرة الرامية إلى توثيق وعرض التراث الثقافي لإمارة أبوظبي. وأضاف أن القصر يحتوي على مجموعة من المحطات التي يمكن استكشافها والاستمتاع بها، تبدأ من بوابة الدخول، إذ يظهر الجزء الخارجي للقلعة والمنطقة المحيطة بها، وبعدها ينتقل الزائر إلى ساحة المعرض الدائم المحاط بجدران زجاجية رائعة في فناء القصر، إذ يتعرف إلى تاريخ القصر وساكنيه عبر السنين، كما يُقدم تسلسلاً زمنياً لحياة أفراد العائلة الحاكمة في أبوظبي وعلاقتهم الوثيقة بقصر المويجعي، من خلال مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة، التي تسرد لحظات فارقة في مسيرة الدولة. وأشار الكعبي إلى أن المعرض يستعرض حياة وإنجازات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، فيما يستطيع الزائر مشاهدة بعض مقتنيات رئيس الدولة في القصر.

مقصد للمجتمع

لفت مدير متاحف العين إلى أن القصر يستقبل الزوار على مدار العام، من السبت إلى الخميس، ليحظى الزوار بفرصة التعرف إلى تاريخ القصر من خلال الاكتشافات المبكرة للأدلة الأثرية، وأهميته قصراً عائلياً ومكاناً للحكم ومقصداً للمجتمع. وستكون هناك فرصة لمعرفة الكثير حول الجوانب الخاصة لتاريخ قصر المويجعي، مثل دوره في استضافة الرحّالة والزوار، وأهمية المياه لبقائه وازدهاره، كما يتسنى للزوار خارج ساحة المعرض مشاهدة الأبراج التاريخية وفناء قصر المويجعي، ومسجد القصر خارج أسواره، كما نتج عن عملية ترميم القصر توفير مكان للتعلم والإدراك والتقدير.

البرج الشمالي الغربي

أعلنت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، أخيراً، عن افتتاح البرج الشمالي الغربي للقصر للزوار، إذ احتوى هذا البرج، في السنوات الأولى لبناء القصر، على غرف المعيشة، وفي عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أصبح يمثل المقر الرئيس لسكن العائلة، إذ تعد مساحته أكبر مقارنة بالبرج الشمالي الشرقي.

ومن الخصائص المعمارية التقليدية لهذا البرج، الحفاظ على البرودة داخل الغرف، ما يضفي كثيراً من الراحة في أرجائها، ويتميز الطابق العلوي بنوافذه الواسعة التي تلتقط النسيم العليل، أما الحواجز الزخرفية المشيدة فكانت تصد الغبار وتسمح بالتهوية في آن واحد.

عمر الكعبي:

«القصر يحتوي على مجموعة من المحطات التي يمكن استكشافها والاستمتاع بها».

«ساحة المعرض الدائم، المحاط بجدران زجاجية في فناء القصر، تعرّف الزوار بتاريخ القصر وساكنيه عبر السنين».

3600

متر مربع، المساحة الإجمالية للقصر.

الأكثر مشاركة