«قيام الاتحاد» فرض واقعاً جديداً في المنطقة

12 صورة محفورة في تاريــــــخ الإمارات

صورة

«ذاكرة الوطن»

صفحة أسبوعية تقدمها «الإمارات اليوم»، بالتعاون مع «الأرشيف الوطني»، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، بهدف التعريف بشكل الحياة في الإمارات قبل الاتحاد، وخلال بداياته الأولى، والجهد الكبير الذي بذله الآباء المؤسسون للدولة من أجل قيامها، وربطها بما يحققه قادة الإمارات، اليوم، وأبناؤها من إنجازات شهد لها العالم.


قليلة هي الأحداث التي يتوقف عندها التاريخ، وتظل حاضرة بقوة على مدى الزمن، وقليل من يمتلك القوة والشجاعة لتغيير شكل الواقع وفرض واقع جديد كما فعل المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، في الثاني من ديسمبر عام 1971، بإعلانهم الاتحاد وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، لتظل منذ ذلك الوقت النموذج الأمثل للوحدة والاتحاد، وكانت الصورة حاصرة لتوثق تلك المسيرة، كما تبرز هذه اللقطات الـ12 المرفقة مع «ذاكرة الوطن». منذ وقت مبكر، شغلت فكرة الاتحاد الشيخ زايد، واتخذ مع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الخطوة الأولى نحو إنشاء الاتحاد، فتم عقد اجتماع في 18 من فبراير 1968 في السميح، على الحدود بين أبوظبي ودبي، وخلال ذلك اللقاء التاريخي وافق الشيخ زايد والشيخ راشد على دمج إمارتَيهما في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية والدفاع والأمن والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة، وتُركت بقية المسائل الإدارية إلى سلطة الحكومة المحلية لكل إمارة.

وعُرفت تلك الاتفاقية المهمة بـ«اتفاقية الاتحاد»، ويمكن اعتبارها الخطوة الأولى نحو توحيد الساحل المتصالح كله. وزيادةً في تعزيز الاتحاد، ولاهتمام الشيخ زايد والشيخ راشد بتقويته، قاما بدعوة حكّام الإمارات الخمس المتصالحة الأخرى، للمشاركة في مفاوضات تكوين الاتحاد.

مباحثات متتالية

في الفترة من 25 إلى 27 فبراير عام 1968، عقد حكام للإمارات مؤتمراً دستورياً في دبي، وفق ما يذكر الموقع الرسمي لـ«الأرشيف الوطني»، وبقيت تلك الاتفاقية المكوّنة من 11 نقطة، التي بدأت في دبي، مدة ثلاث سنوات قاعدة للجهود المكثفة لتشكيل الهيكل الدستوري والشرعي لـ«اتحاد الإمارات العربية» هذا، والذي يتكوّن من تلك الإمارات الأعضاء فيه، وعُقدت في تلك الفترة اجتماعات عدة على مستويات مختلفة من السلطة، والاتفاق على القضايا الرئيسة في اجتماعات المجلس الأعلى للحكام.

وفي الثاني من ديسمبر 1971 أُعلن رسمياً تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة، وبعد ذلك، أي في 10 فبراير 1972، انضمت رأس الخيمة إلى الاتحاد، فأصبح الاتحاد متكاملاً باشتماله على الإمارات السبع، وأصبحت هذه الدولة الاتحادية المؤسسة حديثاً، تُعرف رسمياً بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي سرده لوقائع إعلان قيام الاتحاد، يصف الكاتب غريم ويلسون، في كتاب «زايد.. رجل بنى أمة»، الصادر عن «الأرشيف الوطني»، جانباً من الأحداث الكثيرة التي شهدتها تلك الفترة، قائلاً: «في الأول من ديسمبر1971 بدأ المقيم السياسي البريطاني جولة في الإمارات السبع وقع أثناءها الحكام وثيقة تُلغى بموجبها كل الاتفاقيات والمعاهدات التي عقدت مع بريطانيا منذ «المعاهدة العامة للسلام» التي وقعت عام 1820، وفي صباح اليوم التالي اجتمع في قصر الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، على شاطئ جميرا، خمسة حكام، ومعهم الشيخ راشد بن أحمد المعلا، الذي كان آنذاك ولياً لعهد أم القيوين، وتولى الحكم في ما بعد، ووضعوا خريطة عمل متكاملة لتأسيس دولة الإمارات، وتم التوقيع على وثيقة التأسيس.. ومن هنا كانت البداية نحو تحقيق الحلم وولدت دولة جديدة».

زعيم ذو مكانة

في وصفه لقيام الاتحاد كبداية لبناء دولة جديدة، يقول أول مستشار زراعي للشيخ زايد، عبدالحفيظ خان، في كتابه «خمسون عاماً في واحة العين»، الصادر عن الأرشيف الوطني: «وهكذا توّج الشيخ زايد جهوده التي استمرت ثلاث سنوات بتوحيد الإمارات المتصالحة تحت عَلَم واحد، وتمكن في تلك الفترة من إقناع كل من يهمه الأمر بمزايا الاتحاد دون أن تتأثر سيادته، ووضع الشيخ زايد قواعد الاتحاد حين هداه اقتناعه الشخصي ورؤيته الثاقبة للعالم من حوله، وسرعان ما ظهر زعيماً عربياً ذا مكانة، وسفيراً للوحدة العربية أيضاً، وما إن تحقق حلمه في الاتحاد حتى بدأ يتطلع إلى العالم الأوسع حوله، وبرزت صورته زعيماً يجيد إدارة الشؤون على المسرح العالمي. ويُضاف إلى ذلك أن تأسيس صندوق أبوظبي للتنمية الاقتصادية في عام قيام دولة الإمارات، قد أكد التزام الشيخ زايد اقتسام ثمار رخاء أبوظبي الناجم عن عائدات النفط مع أقل البلاد حظاً، العربية والإسلامية، وغير الإسلامية، وقد قام الصندوق بدور عظيم في توفير ما لا يقل عن 24 مليار دولار في صور مساعدات اقتصادية لأقل الدول حظاً، وللمؤسسات التي تشرف على التنمية الاجتماعية والاقتصادية بها».

لحظات خالدة

أكّد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على أهمية الاتحاد في تصريح لسموّه قال فيه: «إن لحظات رفع عَلَم دولة الإمارات لأول مرة في هذه الدار، دار الاتحاد بدبي، هي لحظات ملأتنا جميعاً ومازالت بكل مشاعر العزة والفخر والاستقلالية والوحدة أيضاً، وانتخاب زايد رئيساً وراشد نائباً في المكان نفسه، كان بداية الانطلاقة لرحلة مباركة من البناء والتطوّر في أرض الإمارات الطيبة، وواجبنا تجاه أبناء الوطن أن نخلد لهم هذه اللحظات العظيمة، ونذكرهم جميعاً أن تواضع البدايات يمكن أن يؤدي إلى نهايات عظيمة إذا رافقها الإخلاص للوطن والعزيمة الصادقة والهمة العالية». وتخليداً لهذه اللحظات الخالدة أمر سموّه في ديسمبر 2012، بإعادة تأهيل دار الاتحاد بكل تفاصيلها كما كانت عليه عند إعلان اتحاد دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر عام ‬1971.


فخر واعتزاز

صرّح المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بمناسبة الاحتفال بمرور 25 سنة من النجاح الذي حققه الاتحاد بكل فخر واقتناع: «إن كل ما تم إنجازه قد فاق توقعاتنا بعون من الله تعالى، ثم بعزم وإرادة قوية وصادقة، ما يؤكد أنه ليس هناك شيء لا يمكن تحقيقه لخدمة الشعب ما دام العزم ثابتاً وقوياً، وما دامت النيات صادقة».


• 18 فبراير 1968 في السميح، على الحدود بين أبوظبي ودبي، كانت البداية.

• منذ وقت مبكر، شغلت فكرة الاتحاد الشيخ زايد، واتخذ مع الشيخ راشد، الخطوة الأولى نحو إنشاء الاتحاد.

تويتر