الكاتب الفرنسي يحلّ ضيفاً على جلسة «كلمة»

مؤلف رواية «الصقر»: الشيخ زايد سكنني

المشاركون في الجلسة أكدوا على أهمية العمل. من المصدر

قال الكاتب الفرنسي، جيلبير سينويه، مؤلف رواية «الصقر» (Le Faucon)، التي تحتفي بشخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، إنه سعيد بأصداء العمل الذي صدر عن «غاليمار»، وهي من كبرى دور النشر الفرنسية، معترفاً بأنه شعر خلال كتابة الرواية بأن الشيخ زايد قد سكنه.

وأكد أن الراحل «من أعظم الرجال الذين عرفهم العالم العربي، إن لم يكن أعظمهم».

جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية الافتراضية، التي نظمها مشروع «كلمة» للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، عن رواية «الصقر»، بمشاركة رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم، وجيلبير سينويه، والمدير التنفيذي لقطاع دار الكتب، عبدالله ماجد آل علي، وعضو الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب، سلطان العميمي، وأدار الجلسة الدكتور خليل الشيخ.

سرد بانورامي

تناولت الجلسة شخصية الأب المؤسس، وما جابهه من تحديات وما أنجزه من تحولات، التي تشكل جميعها محور رواية «الصقر»، إلى جانب ما تتضمّنه من سرد بانورامي استرجاعي لسيرة الراحل على لسانه، وتسلّط الضوء على ما تحلى به، طيب الله ثراه، من المحبة للناس والسعي الدؤوب لصنع الوحدة، وبناء مجتمع يقوم على التسامح والتعايش.

وتحتفي الرواية بشخصية الشيخ زايد الابن والأب والأخ والقائد والشاعر، وتسلّط الضوء على ذلك من خلال مواقف كثيرة، مبرزة حضوره في حياة العديد من الشخصيات العالمية، وفي هذا السياق السردي جرى توظيف مجموعة من قصائد الشيخ زايد التي عكست ما امتازت به شخصيته من ثراء جمالي.

وأعرب الكاتب الفرنسي عن سعادته بالعمل والتلقي الإيجابي، الذي تمثل في الكثير من المقالات والمراجعات النقدية، وأضاف: «لم أكن أعرف الكثير عن المغفور له الشيخ زايد، لكني استشعرت مدى أهميته خلال زياراتي إلى أبوظبي، وكلّما تعمّقت في أبحاثي عنه، زادت دهشتي من شخصية الشيخ زايد، فهو من أعظم الرجال الذين عرفهم العالم العربي، إن لم يكن أعظمهم»، وتابع المؤلف: «لقد شعرت بأن الشيخ زايد قد سكنني، وشعرت بأنني دخلت عالمه بالكامل، وهو أمر لم يحدث لي طوال مسيرتي المهنية على مدى 35 عاماً، يذكرني الشيخ زايد بغاندي، فأنا لم ألتقِ شخصاً بذلك الدفق الإنساني الغزير».

غير تقليدية

تناول مشاركون في الجلسة سيمياء عنوان الرواية، وقدرته على تجسيد شخصية الشيخ زايد ومقدرته الاستشرافية، إضافة إلى قوة بصيرته وقدرته على رؤية الواقع وتحولاته. وتمزج رواية «الصقر» بين الوقائع، والتخييل الروائي الذي لا يخالف الواقع بل يؤكده ويعمق جوانبه، فضلاً عن خلوها من الافتتاحيات التقليدية التي تسعى للحديث عن البيئة والزمان، فهي تشرع في تقديم الشخصية المحورية، أما الأحداث فيتم الولوج إليها من منظور المغفور له الشيخ زايد ذاته، رغم وجود سارد عليم، وهو ما جعل الشخصية الروائية المركزية قادرة على تشكيل منظورها للعالم.

ففي الرواية بناء متدرج للشخصية يعي أهمية الشخصيات الأخرى وحضورها الرمزي، وفي «الصقر» تكسير لسير الزمن وتلاعب به، والمزج بين الواقعي والمتخيل والمحسوس بالحلم، وسيطرة التداعي، والاستغراق في التفاصيل والجزئيات، وكل ذلك يؤكد أنّ الروائي يُرسي لغة سردية حديثة.


إلى لغات عدة

صدرت رواية «الصقر»، أخيراً، عن دار النشر الفرنسية غاليمار، وتم إصدار النسخة العربية منها من خلال دار الجمل، وترجمها إلى اللغة العربية صالح الأشمر، كما سيتم إصدارها بلغات عالمية عدة.

العمل يسلّط الضوء على ما تحلى به الشيخ زايد من المحبة للناس والسعي للوحدة.

تمزج «الصقر» بين وقائع وتخييل روائي لا يخالف الواقع.

تويتر