استعرضت علاقتها بوالدتها في أمسية افتراضية غير نمطية

الشيخة شما: علمتني أمي حمدة قيماً شكّلت رؤيتي للحياة

الشيخة شما اعتبرت أن حديثها عن والدتها هو حديث عن كل أم. من المصدر

بعيداً عن المألوف في الجلسات الأدبية والثقافية؛ جاءت الأمسية الافتراضية «علمتني أمي حمدة»، التي نظمها صالون «الملتقى» الأدبي، مساء الخميس الماضي، وتحدثت فيها الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، حول علاقتها بوالدتها الشيخة حمدة بنت محمد بن خليفة آل نهيان، وما تعلمته منها من قيم إنسانية شكلت رؤيتها للحياة.

اختارت الشيخة شما أسلوباً تفاعلياً مع الحضور عبر دعوتهم للاستعانة بورقة وقلم لرصد مواقف من حياتهم تعكس كل قيمة من القيم الثلاث التي تناولتها في الجلسة، وهو ما يتفق مع الأسلوب الذي تعلمت من خلاله هذه القيم من خلال مواقف من الحياة اليومية جمعتها بالوالدة، ومن خلال مراقبة تصرفاتها وطريقة تعاملها مع من حولها واهتمامها بهم، ليس فقط من البشر ولكن من طيور وحيوانات أيضاً، بحسب ما استعرضته الشيخة شما من مواقف في حديثها.

وأكدت أن «كل ما تكتبه عن تجربتها في الحياة وعن علاقتها بوالدتها، لا يمكن أن يشرح أو يجعلها تعبر بصورة كاملة عن علاقتها بها، وبالقيم والأخلاق والمفاهيم الإنسانية التي تعلمتها منها وبنت عليها حياتها بالكامل»، مضيفة: «أمي حمدة.. محبتك تملأ عالمي المعرفي والفكري، وتحملني مسؤولية الاستمرار في العطاء لوطننا الغالي الإمارات العربية المتحدة ومجتمعنا الحبيب، فأنت رئة الحياة والمعرفة بالنسبة لي، ومازلت أتعلم منك، وحضورك اليوم قيمة معنوية عالية بالنسبة لي».

واعتبرت أن حديثها عن والدتها هو حديث عن الأم، كل أم، فهي سبب بقاء الإنسانية، وكل أمّ بالنسبة لأبنائها هي كل العالم.

ترك أثر

استعرضت الشيخة شما خلال الأمسية التي شهدتها الشيخة حمدة بن محمد بن خليفة آل نهيان، والشيخة سلامة بنت طحنون آل نهيان، والشيخة الدكتورة موزة بنت مبارك آل نهيان، والشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وقدمتها أسماء صديق المطوع، جانباً من القيم التي تعلمتها من والدتها والتي اعتادت أن تتحدث عنها في مقالات صحافية ومنشورات عبر حسابها الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان «علمتني أمي حمدة»، موضحة أن أهم ما تعلمته منها هو أن كل شيء تقوم به لابد أن يترك أثراً إيجابياً، وأن القيم ليس بالكلمات لكن بالسلوك الذي ينبع من فطرة إنسانية نقية.

وقالت: «كانت قدوتنا أمي حمدة تبني تلك القيم بقوة في منطقة اللاوعي، بالسلوك والفعل، فكبرت واتسع الوعي لدي على أساس قوي راسخ من الخبرات المستقرة في منطقة اللاوعي شكلت الكثير من رؤيتي للحياة والقيم، وكان لأمي حمدة النصيب الأكبر والأهم في هذا الأساس».

وركّزت على ثلاث قيم رئيسة أولها المحبة التي تمثل الأساس الذي يربط العلاقات الإنسانية ودونها لا يكون هناك عطاء ولا تسامح، مشيرة إلى أن قناعتها، التي توصلت بعد دراسات وقراءات متعددة، أن كل العلاقات الإنسانية لها أهداف إيجابية، لكن هناك محبة واحدة بلا أهداف ولا مصالح هي محبة الأم لأبنائها، فهي تحب محبة صادقة متدفقة لا يمكن مقارنتها بأي محبة في الدنيا.

وتابعت: «علمتني أمي حمدة الكثير من القيم المقرونة بالمحبة كالعطاء والتسامح، وأن أعطي بلا حدود أو انتظار للمقابل، وأن العطاء ليس مدرجاً بقيمة الإنسان بل العطاء واحد للجميع».

مساعدة الآخرين

القيمة الثانية التي توقفت عندها الشيخة شما هي «مساعدة الآخرين»، معتبرة أن البشر يعيشون في مجتمعات متشابكة، وليس في جزر منعزلة، وهذا التشابك هو العصب الحقيقي لبقاء البشرية وبناء حضارتها، ومن هنا جاءت قيمة التعاون ومساعدة الآخرين.

ونوهت بأن المساعدة ليست قاصرة على الإنسان فقط، لكنها قد تكون لطائر أو حيوان، مستشهدة على ذلك بموقف لوالدتها، عندما لاحظت أنها تبحث عن شيء ما، فسألتها عما تبحث عنه، فقالت الوالدة إنها اعتادت أن تضع الطعام والماء للطيور كل يوم، ولاحظت أن هناك طائراً اعتاد أن يحضر ليتناول الطعام والماء لكنه غائب منذ يومين، وكلفتها بالبحث عنه: «وعندما سألت عن الطائر أخبروني أن هناك إصلاحات في المكان الذي اعتاد أن يشرب منه، ولذلك انتقل إلى بقعة ثانية من المنزل، وعندما أخبرت أمي حمدة بذلك، طلبت إيقاف التصليحات ليعود الطير إلى بقعته، وهو ما تم بالفعل، فالوالدة لم تكتف بتقديم الطعام والشراب للطيور، ولكنها تتابعها جيداً وتسأل عن الغائب منها. كذلك الأمر عندما لاحظنا في الفترة الماضية بالتزامن مع أزمة كورونا أن الطيور أصبحت تبني أعشاشها في السقف في الفجوات المخصصة للإضاءة، فاقترحت أن يتم تنظيف المكان من هذه الأعشاش، ولكن أمي حمدة طلبت أن نتركها لأنها خائفة من الأوضاع الغريبة التي يمر بها العالم، مثلما يخاف الناس، فتركنا الأعشاش كما هي ومازالت موجودة حتى الآن، ومازلنا نتعلم من أمي حمدة».

وذكرت الشيخة شما أن القيمة الثالثة هي «الإصرار على الوصول للهدف»، مضيفة أن والدتها دائماً ما تشجعها وتحتويها عند اللحظات التي تشعر فيها بالتعب، ودائماً ما كانت تقول لها إنها تمتلك إرادة الوصول إلى الهدف، ولا يجب أن تتوقف: «كانت أمي حمدة تدفعني لتحقيق أهدافي، فما قدمت محاضرة أو ألقيت كلمة إلا وكانت تطلب مني أن اقرأها لها، كانت تملأ قلبي بالقوة، وتحفزني، لذلك ما علمتني أعجز أن أنقله لكم بحجمه الحقيقي وذلك لقوة محبته وصدقه».


كتاب

أوضحت الشيخة الدكتورة شما أن القيم التي تعلمتها من والدتها سيتم إصدارها في كتاب في الفترة المقبلة، مشيرة في إجابتها على مداخلات الحضور خلال الأمسية إلى الأصداء الواسعة التي لاقتها عن نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«دائماً ما تشجعني وتحتويني عند اللحظات التي أشعر فيها بالتعب».

3

قيم رئيسة في مقدمتها المحبة ركزت عليها الشيخة شما خلال الأمسية.

تويتر