جائحة «كورونا» كشفت متانة بنيته التحتية وقدرته على الاستمرارية

التعليم الجامعي في الإمارات.. نموذج طموح وتصنيف عالمي متقدم

صورة

«ذاكرة الوطن»

صفحة أسبوعية تقدمها «الإمارات اليوم»، بالتعاون مع «الأرشيف الوطني»، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، بهدف التعريف بشكل الحياة في الإمارات قبل الاتحاد، وخلال بداياته الأولى، والجهد الكبير الذي بذله الآباء المؤسّسون للدولة من أجل قيامها، وربطها بما يحققه قادة الإمارات اليوم وأبناؤها من إنجازات شهد لها العالم.


تقدم دولة الإمارات نموذجاً طموحاً في مجال التعليم الجامعي، حيث يشهد هذا المجال تطوراً سريعاً، ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستويين الإقليمي والعالمي أيضاً، فاستطاعت مؤسسات تعليمية في الدولة أن تحتل مراكز متقدمة في جودة التعليم الجامعي، وفق تقديرات مؤسسات عالمية شهيرة، كما باتت الإمارات مركز جذب للعديد من الجامعات الدولية، وللطلبة من مختلف أنحاء العالم.

ورغم جائحة «كورونا» المستجد (كوفيد ـ 19)، التي شهدها العالم هذا العام، وما نتج عنها من تداعيات أثرت في مختلف المجالات، ومنها التعليم، استطاعت جامعات الإمارات أن تتكيف سريعاً مع الأوضاع الجديدة، والانتقال بسلاسة من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بعد، وتم استكمال العام الدراسي في مختلف الجامعات دون إخلال بالمناهج أو بسير العملية التعليمية، كما تمت مناقشة مشروعات التخرج في هذه الجامعات، بل وقام بعضها بتنظيم حفلات تخرج افتراضية لطلبتها.

تصنيف عالمي

حققت جامعات الإمارات إنجازاً عالمياً جديداً، وفق التصنيف الذي أصدرته مؤسسة «كيو إس كواكواريللي سيموندز»، لأفضل الجامعات الشابة في العالم العام المقبل 2021، حيث حققت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا المرتبة 15 عالمياً، متفوقة بذلك على المؤسسات الأكاديمية الأخرى في العالم العربي، ومتقدمة 18 درجة دفعة واحدة، مقارنة بترتيبها ضمن النسخة السابقة من التصنيف. وجاءت جامعة الإمارات في المركز 27 عالمياً، متقدمة 12 درجة على سلّم الترتيب العالمي، بينما حلت الجامعة الأميركية في الشارقة في المرتبة 39 عالمياً مع ارتقاء خمس درجات عن تصنيفها السابق. كذلك تصدرت جامعة خليفة ترتيب الجامعات على مستوى الدولة، وحلت في المرتبة 114 عالمياً في موضوع «الهندسة»، حسب تقرير سابق لـ«يو إس نيوز أند ورلد ريبورت» لأفضل الجامعات العالمية لعام 2020، والذي نشر في نوفمبر 2019. كما تحتل الجامعة المرتبة الثانية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن بين أفضل 200 مؤسسة أكاديمية على مستوى العالم في تصنيفات مؤسسة «تايمز» للتعليم العالي لجامعات العالم في موضوع «الهندسة والتكنولوجيا» لعام 2020.

نهج زايد

تجيء دولة الإمارات ضمن قائمة أوائل دول العالم التي تشهد معدلات مرتفعة في طلبات الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، حيث يلتحق نحو 95% من الطالبات، و80% من الطلبة، بمؤسسات التعليم العالي، بعد حصولهم على شهادة الثانوية العامة، وارتقت الإمارات إلى المرتبة الـ34 في مؤشر التعليم الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2019، وهذا التطور جاء ثمرة للاستثمارات الكبيرة التي قامت بها الإمارات في السنوات الـ10 الأخيرة في التعليم، سواء في تطبيق المناهج الأجنبية أو استقدام المعلمين المؤهلين أو بناء المدارس والجامعات الحديثة.

اهتمام دولة الإمارات بالتعليم بكل مراحله ليس جديداً، ولكنه استمرار لنهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كثيراً ما أشار في تصريحاته واجتماعاته مع الحكومة منذ تأسيس الدولة إلى أن التعليم هو ركيزة بناء الأمم والأوطان، كما في حديثه خلال اجتماع مع كبار المسؤولين في وزارة التعليم المنشأة حديثاً عقب إعلان الاتحاد، وفق ما ورد في كتاب «زايد رجل بنى أمة»، الصادر عن «الأرشيف الوطني»، والذي قال فيه: «إن مستقبل بلدنا لن يبنى إلا بناشئتنا وأجيالنا الطالعة، وأنا لن أقبل وقوع أي تأخير، فبعد سنة من اليوم أريد مقعداً دراسياً لكل طفل في عمر الدراسة. إذا واجهتم أي عوائق لا تترددوا في المجيء إليّ، لأنني سآتي إليكم إذا فشلنا لا سمح الله. لابد لنا من برنامج تعليم متقدم ومزيد من المدارس والكليات، ويجب أن تكون لدينا جامعة، أما الأجيال التي فاتها قطار التعليم فعلينا أن ننشئ لها مراكز تعليم الكبار وبرامج محو الأمية». وحرص الشيخ زايد على إرسال البعثات الدراسية إلى مختلف الدول، مثل مصر وبريطانيا وأميركا والبحرين وغيرها، مع التوجيه بتأسيس نظام للتعليم الجامعي في الدولة، وفي عام 1976 أُسِست جامعة الإمارات في العين، لتكون أول جامعة في دولة الإمارات، حيث أراد لها الشيخ زايد، رحمه الله، أن تكون جامعة اتحادية ذات هوية عربية إسلامية، ومصدر إشعاع حضاري للفكر والثقافة والعلوم، ومنذ إنشائها أعطت الجامعة الأولوية القصوى لتطوير برامجها وخططها الدراسية، بما يتوافق مع حاجات ومتطلبات المجتمع، مع الالتزام بالمعايير الأكاديمية العالمية، مع الحفاظ على قيم وسياسات واستراتيجيات الدولة. وبعد بناء جامعة الإمارات؛ توالت الجامعات والمعاهد في الدولة، فتم تأسيس كليات التقنية العليا في عام 1988 بموجب مرسوم اتحادي، وتم تأسيس الجامعة الأميركية في دبي في عام 1995، وتأسست الجامعة الأميركية في الشارقة، وجامعة الشارقة في عام 1997، كما جاء تأسيس جامعة زايد عام 1998، في مبادرة تستهدف تشجيع المرأة على الالتحاق بالتعليم الجامعي، بينما تأسست جامعة خليفة عام 2007.

تعليم ذكي

لم تقتصر الجامعات في الإمارات على التعليم التقليدي، ولكنها كانت سبّاقة في طرح مؤسسات للتعليم الذكي، مثل جامعة حمدان بن محمد الذكية في دبي، التي أخذت على عاتقها نشر ثقافة الجودة والبحث العلمي من خلال التعليم الذكي، وهو ما يشير إلى أسبقية الإمارات في استشراف المستقبل، والعمل على توفير بنية تحتية ملائمة لتطبيق هذا النوع من التعليم، ولذلك نجحت في التعامل مع تداعيات أزمة «كورونا» بسلاسة في مجال التعليم.

جامعات عالمية

استقطبت الإمارات العديد من الجامعات العالمية كجامعة السوربون الفرنسية، وجامعة نيويورك الأميريكية، وجامعة هيريوت وات البريطانية، وجامعة ولونجونج الأسترالية، ومعهد بيرلا للتكنولوجيا، والعلوم الهندي، وغيرهم.


• حرص الشيخ زايد على إرسال البعثات مع التوجيه بتأسيس نظام للتعليم الجامعي في الدولة.

• الإمارات ضمن قائمة أوائل دول العالم في معدلات طلبات الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي.

• 1976 أُسِست جامعة الإمارات في العين.

تويتر