المكتبات الإلكترونية الوطنية توفر آلاف الكتب على مدار الساعة

الإمارات.. محتوى رقمي متنوّع في متناول الجميع

رغم فيروس «كورونا» الحراك الثقافي والمعرفي متواصل ويمكن أن يتضاعف في ظل الخيارات التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة. أرشيفية

نجحت الإمارات في رقمنة المحتوى المعرفي والثقافي عبر المكتبات الرقمية الوطنية، ما أسهم في تقديم الخدمات الثقافية وتوفير أكبر قدر من المحتوى المعرفي الإلكتروني، وجعل الكتاب في متناول الجميع، على مدار الساعة ومن مصادر موثوقة.

وكانت الدولة استشرفت مبكراً مستقبل المعرفة بالمضيّ قدماً نحو العالم الرقمي، عبر بنية تحتية رقمية متطورة، تسمح بتوفير محتوى متميز ومتنوع يغطي مختلف مجالات الثقافة، بما يسهم في نقل المعرفة وتبادلها على مستوى العالم.

وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، وظروف الحجر المنزلي لأكثر من ثلث سكان الكرة الأرضية، يتصدّر الكتاب الرقمي اهتمام كل فئات المجتمع.

وفي هذا السياق توفر هيئة دبي للثقافة والفنون سلسلة واسعة من الكتب الرقمية والحوارات، مع أبرز الأطراف الفاعلة في المشهد الثقافي المحلي، عبر المنصات والقنوات الإلكترونية، فيما أعلن معرض «آرت دبي»، التظاهرة الفنية اللامعة وأكثر الفعاليات الثقافية زخماً في المنطقة، عن تأجيل نسخته هذا العام في الانتقال ببرنامجه الحافل بالفعاليات والحوارات إلى الفضاء الرقمي، بما فيها «منتدى الفن العالمي»، الذي أصبح متوفراً عبر البث المباشر، بالإضافة إلى برنامج عروض الأداء الذي أصبح متاحاً للجميع عبر الإنترنت، والذي أصبح الوصول إليه متاحاً أمام عموم الجمهور عبر المنصّات والقنوات الرقمية، بما سيضمن استقطاب شريحة جديدة من الجمهور الذي لم تسبق له فرصة التعرّف إلى مثل هذا المحتوى الثقافي.

كما انتقل «السركال أفينيو»، بمحتواه المادي، إلى العالم الإلكتروني بأسلوب مبتكر، وبذلك أصبح عشّاق الفنون والمبدعون على موعد مع تجربة فريدة من نوعها، تمنحهم جميعاً، على حد سواء، فرصة فريدة لمتابعة فعاليات صالات العرض، حيث سيكون بمقدورهم التجول بين المعارض والتفاعل معها من منازلهم بأساليب مبتكرة جديدة، وقد شهدت فعالية «الافتتاح من المنزل» حضور 3000 شخص ضمن تجربة رقمية فريدة.

وتوفر مصادر المعرفة الرقمية لمختلف فئات المجتمع فرصة أمام القراء، من مختلف أنحاء العالم، للاستفادة من أوقات فراغهم، في ظل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدول نتيجة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وتأكيداً على أن الحراك الثقافي والمعرفي متواصل، ويمكن أن يتضاعف في ظل الخيارات التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة.

كما تسهم المكتبات الرقمية في رفع مستوى الوعي المجتمعي والمعرفي، من خلال إرساء مفهوم العطاء المعرفي إطاراً مجتمعياً عاماً، تنخرط فيه كل فئات المجتمع، إضافة إلى تسهيل وخلق قنوات للتبادل والمشاركة المعرفية بين أفراد المجتمع، وترسيخ روح التطوع الثقافي والمعرفي ودعم الأفراد والمؤسسات بالأدوات الداعمة، لتعزيز وتشجيع القراءة وتنمية المعرفة. وفي سياق الجهود الثقافية المتميزة التي تقودها الإمارات، أطلقت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بوابة الإمارات الوطنية للمكتبات الرقمية مشروع المكتبة الذكية لربط جميع المكتبات العامة في الدولة مع بعضها، بما يسهل على القارئ إمكانية الوصول إلى الكتاب الذي يبحث عنه في النطاق الجغرافي القريب منه.

وجاءت مبادرة مشروع مكتبة الإمارات الذكية لترسيخ القراءة عادةً مجتمعيةً شعبيةً شبابيةً في مجتمع الإمارات، من خلال إطار مؤسسي معرفي وطني، لتضمين ثقافة القراءة لدى الجميع عبر توفير البنية التحتية المعرفية وإتاحتها للقراءة والإبداع.

وأطلقت «مكتبة اتحاد الإمارات»، في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، حزمة من الخدمات التي تتيح الفرصة لكل الباحثين والراغبين في الوصول إلى المعلومات عن بُعد، من خلال البوابة الإلكترونية للمكتبة.

وتضم البوابة أكثر من خمسة ملايين مصدر رقمي متنوع.

وتسهم هذه الخدمات المعرفية في تلقي الطلبة والباحثين معارفهم وعلومهم وتغذية دراساتهم ببيانات مرجعية. كما وظفت المكتبة العامة الرقمية بالشارقة المقومات التكنولوجية لخدمة الواقع الثقافي المزدهر في الإمارات، عبر توفير كل محتويات المؤسسات المعرفية والثقافية.


10 لغات مختلفة

أعلنت إدارة «مكتبات الشارقة العامة»، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، عن فتح مكتبتها الإلكترونية مجاناً لجميع الأفراد والفئات العمرية، في مختلف أنحاء العالم، لمدة ثلاثة أشهر، بدءاً من أبريل حتى يونيو 2020، مقدمة ستة ملايين كتاب ومصدر معرفي إلكتروني، بأكثر من 10 لغات مختلفة، ليكون القراء أمام 21 ألف محتوى علمي، وأكثر من 30 ألف مكتبة فيديو، في شتى المجالات والتخصصات، إلى جانب 160 ألف كتاب إلكتروني، وخمسة ملايين رسالة جامعية عالمية.

الإمارات استشرفت مبكرا مستقبل المعرفة والمضي نحو العالم الرقمي.

تويتر