«آرت دبي 14».. رهان على التسامح والتنـــــوع الثقافي

كشف «آرت دبي» عن القائمة الكاملة للمعارض المشاركة في النسخة 14، والتي ستنطلق في الفترة الممتدة من 25 وحتى 28 مارس المقبل، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتضم الدورة الحالية مشاركة ما يزيد عن 90 معرضاً متنوعاً من 40 دولة، تبرز المزيج المتنوع من الأعمال والممارسات الفنية المبتكرة من حول العالم، والتي تعكس الرهان على التسامح هوية دبي الفريدة المتميزة بتناغم الثقافات المتنوعة.

وأكد المدير الفني لـ«آرت دبي»، بابلو ديل فال، في اللقاء الصحافي الذي عقد أمس، في فندق النسيم بدبي، للإعلان عن النسخة الجديدة من «آرت دبي»، وجود 21 معرضاً جديداً، تشارك للمرة الأولى من نيجيريا والسودان وفيتنام، إضافة إلى أكبر مشاركة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا. وتحدث عن أقسام المعرض الأربعة، التي تتنوع بين الفن المعاصر، والفن الحديث، إلى جانب قسمي «بوابة» و«ريزيدنتس»، مشيراً إلى أنهم حرصوا خلال اختيار المعارض المشاركة على استكشاف الطاقات الكامنة في منطقة الجنوب العالمي، وتقديم قراءات جديدة عما يدور في مجال الفنون العالمية. ولفت إلى أن المعرض يتعاون في هذه النسخة مع رواد الفن من مختلف المناطق، ومنها الهند ولبنان وألمانيا وجنوب إفريقيا، وغيرها من البلدان ضمن الأقسام الرئيسة للمعرض لمنحه التنوع والغنى في القيمة الفنية والأسلوب.

شديد الاختلاف

وأوضح ديل فال، لـ«الإمارات اليوم»، أنه يعمل كثيراً على تقديم ما يغير الإحصاءات في المعرض، ففي هذه الدورة سيكون هناك عرض للفنون من المنطقة على نطاق واسع جداً، وستشهد الدورة 14 أكبر مشاركة من المغرب، إضافة إلى الفلبين وفيتنام، وستقل نسبة الفن الأوروبي والغربي في هذه الدورة عن الدورات السابقة. ولفت إلى أن القسم المخصص للفن المعاصر سيتميز بتقديم ما هو شديد الاختلاف، إلى جانب أعمال قسم «الفنان المقيم»، إذ سيمنح ستة فنانين من العالم الفرصة لتقديم أعمالهم بعد أن يقيموا في دبي، وسيعملون على تقديم رؤيتهم وانطباعاتهم عن المدينة.

وأكد ديل فال أنه في كل غاليري مشترك من دبي، ستكون هناك أعمال لفنانين إماراتيين أو فنانين مقيمين في الإمارات، موضحاً أن «آرت دبي» يتمتع بمكانة مهمة على الأجندة العالمية، ويحظى بمكانة متميزة في المنطقة، فهو يجذب الكثير من الزوار ومحبي الفن والمقتنين من المنطقة بسبب فرادته وتميزه، بالإضافة إلى البرامج المكملة للمعرض والتي تجذب الناس إليه، ففي العام الماضي حضر 29 ألف زائر للمعرض، كان من بينهم 10 آلاف زائر من خارج الدولة.

برنامج ثقافي

وحول البرنامج الفني الثقافي، لفت إلى أن التحدي الأساسي هو تقديم هذا المحتوى الثقافي بشكل غير ممل، مشيراً إلى أن القالب الذي تقدم فيه المادة الفنية هو الذي يؤثر في كيفية تلقيها من قبل الحضور، مؤكداً أن هناك سعياً من قبل المعرض لوضع الحضور أمام تحدي الأسئلة المتواصلة خلال مشاهدة الأعمال، فالناس معتادون مشاهدة التلفزيون ولا يطرحون الأسئلة حول ما يشاهدون، موضحاً أن الفن انعكاس للكون، ولهذا يمكن أن يقدم بأي وسيط فني، فهناك ما يسمى الحرفة وما يسمى الفن المعاصر وهما مختلفان، ولكن يحق للفنان استخدام ما يشاء، فالفن المعاصر يطرح قضايا متنوعة تبدأ من المجتمع والسياسة والتغير المناخي، وغيرها من الموضوعات، وهذا يوجد التنوع حتى في طريقة طرح الموضوع الواحد.

جانب مضيء

المديرة الدولية لـ«آرت دبي» كلوي فايتسو، تحدثت عن اختيار الفن الإفريقي لهذا العام، لافتة إلى أن المعرض يقدم الجانب المضيء من العالم، مع التركيز على العمق في كل بلد، فكل بلد يقدم محتواها العميق من الناحية الفنية دون أن تكون مملة. ونوهت بأن دبي تحمل الكثير من الجنسيات، وهناك الكثير من الأفارقة الذين يعيشون في دبي، وبالتالي من المهم عرض أعمال لفنانين من المنطقة وكذلك من دول العالم، مشيرة إلى أن الفن يرسخ ذاكرة الإنسان ويترك له القابلية لتفتيح الذاكرة. وأشارت فايتسو إلى الحرص على وجود الفن المعاد التدوير والذي يعمل على مبدأ الاستدامة، ويحافظ على الأرض والبيئة، موضحة أنها تحب الفن الذي يقدم القيمة، وهذه القيمة تكمن في العديد من الجوانب ومنها ابتكار حوارات وتقديم قيمة الإخوة والحوارات العابرة للحدود الثقافية.

منصات حوارية

ولفتت إلى أن قسم «بوابة» سيقدم في هذا العام 10 أعمال فردية لفنانين من بيرو والهند وفيتنام والمكسيك، وغيرها من بلدان العالم، لتسليط الضوء على الإنتاج الإبداعي لهذه البلدان، إضافة إلى الاستكشافات المتميزة للمواقع التي تستقي الفنون إلهامها من محيطها الخصب. كما سيضم «بوابة» عروضاً تم إنشاؤها العام الماضي، وتصويرها خصيصاً للمعرض للبحث عن وجهات نظر بديلة في الشرق الأوسط ووسط وجنوب شرق آسيا وحولها، ومنطقة إفريقيا وأميركا اللاتينية.

ولفتت إلى جلب المنصات الحوارية للحوارات من كل أنحاء العالم، وطرح المبادرات الفنية التي تقدم حول العالم، إلى جانب المحاضرات الخاصة بالمقتنين والناس والتي تقدم مفهوم القيمة في الفن، إلى جانب البرنامج الفني الموسيقي.

جائزة في «بوابة»

أكدت المديرة الدولية لـ«آرت دبي»، كلوي فايتسو، أن عملهم على الفن المستدام، من خلال المشروعات التي تقوم على إعادة التدوير. كما لفتت إلى التعاون مع مؤسسة محمد أبو غزالة في الأردن، وهي مؤسسة غير ربحية، مشيرة إلى أنه سيتم طرح جائزة من خلال هذا التعاون في قسم «بوابة»، وسيحظى الفائز بفرصة عرض أعماله مع المؤسسة.

• 41 معرضاً جديداً تشارك للمرة الأولى من نيجيريا والسودان.

• الحدث يتمتع بمكانة مهمة على الأجندة العالمية.