تقدمها فنانة إسبانية في مركز «فن جميل»

بالفيديو.. «عبور: نباتُ رحلةٍ».. حديقة من الفضلات البشرية لسكان دبي

صورة

في حديقة الفنان في مركز جميل للفنون، قدمت الفنانة الإسبانية، آسونثيون مولينوس جوردو، عملاً مبتكراً ترصد من خلاله مفهوم الترابط والتنقل والتعايش، عبر تركيبها حديقة عالمية نمت من بذور سافرت في أمعاء أشخاص يعيشون في مدينة دبي أو يزورونها. اعتمدت الفنانة على العلوم في تشكيل عملها الذي يحمل عنوان «عبور: نباتُ رحلةٍ»، الذي يمثل حالة من التتبع لمفهوم الطهي، فتبدأ مع الطعام لتصل إلى الأمعاء ثم إلى الصرف الصحي ومعالجة الفضلات البشرية، التي استخدمتها الفنانة فيما بعد كبذور لتنتج منها الحديقة. تتحدى الفنانة من خلال العمل الفكرة الرومانسية حول الطبيعة، وتمنحنا تعبيراً فنياً وبيولوجياً، يعتمد على التمازج بين العلوم والفن، وقد عملت مع المهندسين والبستانيين في الإمارات، وفريق مركز فن جميل، وتمكنت من إنشاء حديقة من هذه الشتلات البذرية المهضومة، التي تم تنظيفها وزراعتها، حيث تم انتقاء تلك الشتلات التي نمت في مياه المجاري لتصبح نباتات، ليتم فصلها وتصنيفها وزرعها، وتنوعت المزروعات بين الطماطم والبطيخ والفلفل الحار والباذنجان والشمام والكوسا والقطيفة، والخردل والحمضيات وأزهار عباد الشمس والرمان واليقطين.

وتعكس حديقة الفنانة جوردو ما طرحه مركز جميل للفنون حول إنتاج أعمال تبحث عن علاقتنا بالطبيعة من حولنا، فهي تمعن البحث في الفجوة بين الثقافة والطبيعة، التي تفصل النشاط البشري عن غيره من الظواهر الطبيعية. كما تهدف إلى إعادة ترسيخ مفاهيمنا حول فكرة الترابط في الحياة.

وعن هذا المشروع، قالت جوردو لـ«لإمارات اليوم»: «يعيش في دبي الكثير من الجنسيات بالإضافة إلى أنها تستقبل العديد من السائحين من جنسيات مختلفة ومن ست قارات، ووجود هذا العدد الكبير من الجنسيات يعكس ثقافات غذائية عديدة، تجد مأواها في الأخير في محطة معالجة مياه الصرف الصحي الرئيسة بالمدينة في منطقة العوير»، مؤكدة أنها من خلال العمل تطرح العديد من التساؤلات حول عملية الهضم، وكمية البذور التي نجت من هذه العملية، حتى بقيت بذوراً يمكن زراعتها لتنبت وتنمو كنباتات عادية.

ولفتت الى أن الفكرة تبلورت حين كانت في زيارة إلى الشارقة، ودخلت معمل الصرف الصحي، وتحدثت مع مهندس وأخبرها بأن الحرارة تؤثر في عملية الهضم، وبالتالي بعض البذور تنجو من عملية الهضم، الأمر الذي يعني أنه يمكن زراعتها، وتنمو، لكنها لا تعيش لفترة طويلة نظراً إلى احتواء الأمعاء على نسبة عالية من الأسيد.

وأشارت جوردو إلى أنها تعاونت مع البلدية وحصلت على المواد المعالجة من الصرف الصحي في منطقة العوير، مشيرة إلى أنها اختارت العوير كونها المنطقة التي تعالج الصرف الصحي للمناطق السكنية، وبالتالي تحتوي على الكثير من الفضلات من مطابخ متنوعة ومختلفة. وحول زراعة هذه المواد، أكدت أنها تعاملت معها كبذور عادية، فقد قامت بوضعها على التراب، وتغطيتها بتراب حلو لاحتوائه على الكثير من الحديد قبل أن تضيف إليها ألياف جوز الهند، وذلك كونها مادة تحافظ على رطوبة التراب. ونوهت بأنها حصلت على مكعبين من المواد من العوير، ثم وضعتها في ستة أقفاص للحصول على نباتات متنوعة في هذه الحديقة.

ورأت جوردو أن هذا النوع من العمل الفني يحمل الكثير من الاختبارات، وبالتالي فوجئت خلال العمل بسرعة نمو النباتات، فخلال أسبوعين، كان هناك ما يشبه الغابة من النباتات الخضراء والمتنوعة. أما عن أنواع الخضراوات التي وجدتها، فأوضحت أنها وجدت 13 نوعاً من الخضراوات وتحت كل نوع هناك فئات متباينة من أنواع البذور، موضحة أنه غير متاح تناول هذه الخضار لأنها تحتوي على بكتيريا، وأضرارها مجهولة. وحول الترابط بين مشروعها الفني والعلوم، شددت جوردو على الترابط الوثيق، موضحة أنها تحب أن تقوم بالمشروعات التي تحمل نزعة علمية، كما أن الفن يحتمل أن ندمجه مع أي حقل آخر، فلا يمكننا منح الفن عملاً محدداً أو جانباً واحداً ومحدداً.

وحول التعاون مع فن جميل، عبرت جوردو عن شعورها بالسعادة للوجود في المركز وفي دبي، خصوصاً أنهم كانوا منفتحين على الأفكار الجديدة ولاسيما أنها تحمل جانباً من المغامرة، خصوصا أنه ليس مضموناً أن تنمو الشتلات.

متابعة البحث

«عبور: نباتُ رحلةٍ» عمل من تكليف وإنتاج مؤسسة فن جميل، أُنتج بدعم من بلدية دبي، و«العمل الثقافي الإسباني» من خلال برنامج تدويل الثقافة الإسبانية، والجامعة الأميركية بالشارقة، و«سيا لاندسكيب»، ومزرعة «الزهرة»، والبستاني كومار بلانيسامي.

وقالت آسونثيون إنها ستحصل على البذور من المزروعات من هذه الحديقة، وفي ما بعد ستجري مزيداً من الاختبارات عليها، وستعرض في الدورة المقبلة من «آرت دبي»، ضمن برنامج الفنان المكلف، نتائج البحث.


- جوردو: أحب المشروعات التي تحمل نزعة علمية، والفن يحتمل أن ندمجه مع أي حقل آخر.

تويتر