مستلهمة من كتاب المناظر لابن الهيثم

22 عملاً مبهراً تزيّن «إكسبـو دبي»

صورة

كشف المنسق الفني لبرنامج الفنون البصرية في «إكسبو 2020»، طارق أبوالفتوح، عن البرنامج الفني الذي سيوفر حضوراً باهراً للأعمال الفنية في الفضاء العام في موقع «إكسبو 2020 دبي» على مدى ستة أشهر، مشيراً إلى أن نحو 22 عملاً ستتوزع في الحدائق والطرق اللولبية، وسيكون من بينها سبعة أعمال دائمة، لافتاً إلى مشاركة ثمانية فنانين من الإمارات، وسيكون هناك عملان إماراتيان ضمن الإبداعات الدائمة في المنطقة.

وأوضح أبوالفتوح، خلال جولة خاصة للإعلاميين بموقع «إكسبو» لعرض التفاصيل المرتبطة بالأعمال الفنية وأماكنها، أن البرنامج يستلهم أعماله من «كتاب المناظر» لعالم الرياضيات والفلك والفيزياء العربي الشهير ابن الهيثم، منوهاً بأنه يوجد تصور لكيفية رؤية الناس للعالم خلال الحدث العالمي المرتقب، الذي يعطي فرصة كي تقدم كل دولة نفسها من خلاله «وهذا إعادة إلى فكرة الرؤية وكتاب المناظر».

وقال المنسق الفني إن «ابن الهيثم هو الذي أسس العلم المنظور، وفي الغرب يعتبر عالم فيزياء فقط لا غير، نتيجة اكتشافه نظرية مهمة خاصة بانعكاس الضوء، وهناك تصور بأنه ليس فيلسوفاً، مع أن هناك من عملوا على سيرته في الجامعة الأميركية في بيروت كفيلسوف».

وأكد أن ذلك العالم العربي «ميّز بين الرؤية والبصر، وأن الصورة تتشكل في الدماغ وليس في العين، فإدراك الصورة الكاملة يكمن في التخيّل، وهي نظرية قريبة من نظريات الفلاسفة حول قدرة البشر على التخيل». وذكر أنه كمنسق أراد أن يضع الفكرة ويجسّدها في البرنامج الفني، كونها تربط بين البشر وتساعدهم على تخيّل الاختلافات الثقافية، ومن خلال التنسيق الفني كلف بعض الفنانين، إلى جانب رؤية آخرين كانت لديهم أعمال تلتقي مع الفكرة الخاصة بالأعمال.

وعن مدى خدمة هذه الأعمال الفنية لرؤية «دبي الثقافية»، قال أبوالفتوح إن «فكرة الصناعات الإبداعية والابتكار مهمة جداً ومؤثرة في حياة البشر وتكوينهم الفكري، وكذلك في بعض القرارات الشخصية أيضاً وطريقة تخيلهم للناس، والابتكار عموماً هو أساس رؤية دبي». وأرجع اختياره لابن الهيثم لأنه يعد نتاجاً لبيوت الحكمة التي كانت تشهد النقاشات الفكرية والفنية والثقافية، وتلك البيوت كانت تفرز المعرفة ومصدر علم للأجيال. وأضاف أن الأعمال تتناغم مع شعار «إكسبو دبي»، الذي يضم موضوعات الاستدامة والتنقل والفرص، وابن الهيثم وتفريقه بين الرؤية والإدراك يرتبط بشكل وثيق بالاستدامة والتنقل. ونوه بوجود الفنانين الشباب إلى جانب فنانين عالميين، وسيكون الواعدون على المستوى الإبداعي نفسه، إذ نسعى إلى تقدير أعمال الشباب ومواهبهم، مع حضور فنانين من أنحاء المنطقة وإفريقيا وجنوب شرق آسيا، ونصف الفنانين هم من المبدعين العرب.

القدرة على التخيّل

عن البرنامج، أكد أبوالفتوح لـ«الإمارات اليوم»، على هامش الجولة، أن الفن المعاصر مختلف عن سواه، إذ يعتمد على ثلاثة محاور رئيسة، وهي الجماليات والرسالة خلفها، والقدرة على تخيل العالم بشكل مختلف، والفن الجيد هو الذي يتحرك بين هذه المحاور الثلاثة.

ورأى أن العالم العربي يمتلك حضارة غنية بالشعر، ويعتمد على التخيل، وهذا ما يجعل العربي قادراً على قراءة الفن الذي بدوره يقوم على التخيل أيضاً، وسط الحياة المعاصرة السريعة التي لا يوجد فيها هامش كبير أو فرص للتخيّل.

ووصف معرض إكسبو بأنه يقدم صورة عن العالم، خصوصاً أن الدول المشاركة ستتمثل في أجنحة خاصة، يصل عددها إلى 192 جناحاً.

أشار أبوالفتوح إلى أن الفنانين الذين سيحضرون بأعمالهم في البرنامج، قد شاركوا في معارض عالمية ومعاصرة، وأسهموا في تكوين لغة بصرية، فلغة الفن المعاصر منفتحة، وتشمل العديد من الثقافات، إذ دخل فيه إبداع من إفريقيا والكثير من الأماكن، والمشاركون سيتناولون موضوعات ذات حساسية قريبة من السياق الفني الخاص بهم، ولكن في الوقت عينه سيكون الحديث عالمياً وليس محلياً فقط.

واعتبر أن جانباً من أهمية العالم الراحل ابن الهيثم يكمن في كونه يعيدنا إلى العدسات التي ترتبط برؤية الكواكب والنجوم، وإدراك أننا على كوكب الأرض نتشارك فيه، ما يعني إدراك الكون والمسؤولية تجاهه.

وأكد أن العمل مع «إكسبو 2020 دبي» شرف له، خصوصاً مع توقّع عدد الزوار الكبير جداً، والمشاركات من كل أنحاء العالم.

وذكر أن المعرض العالمي المرتقب يأتي في مرحلة «لابد من إعادة التفكير فيها بأمور كثيرة، والمنطقة قد تعطي طرحاً جديداً يرتبط بالتاريخ والحاضر، ويمضي نحو المستقبل»، على حد تعبيره.

حوار بصري

قالت نائب رئيس شؤون الفن والثقافة في «إكسبو 2020 دبي»، الدكتورة حياة شمس الدين، لـ«الإمارات اليوم»، إن البرنامج الفني سيقدم حواراً بين الزائر والأعمال المعروضة، فهي ليست مجرد أعمال، بل ستوجد نوعاً من الإدراك لدى المتلقي، وبالتالي توجد نظرة جديدة لديه، وجميع الزوار والعائلات سيتفاعلون بشكل كبير معها. وأضافت أن الأعمال ستعطي طابعاً شخصياً ودولياً لكل من يراها، إذ ستحمل أفكاراً كثيرة حول كيفية النظر إلى المنطقة، وكيف ستؤثر في مستوى المعرفة، والتي يمكن وصفها بالمعرفة العميقة.

واعتبرت حياة شمس الدين أن الحديث عن الفنون، والتركيز على المنطقة كمحور إبداعي يتأتى من الأعمال الموجودة والحوار الذي ستفتحه، فهي تترابط ببعضها بعضاً، وليست عشوائية، سواء لجهة الأسماء المختارة، أو حتى الأماكن التي تعرض فيها، وهذه كلها خطوات مهمة لترسيخ دبي كمحور فني.

وعن تثبيت الأعمال في مواقعها، أفادت بأنه سيتم خلال الصيف المقبل، وهناك أعمال تتطلب الاشتغال على الموقع لتثبيتها في الأرض، خصوصا الدائمة منها، مشيرة إلى وجود كتيبات وتفاصيل بجانب كل عمل ستشرح للزائر فكرته وتفاصيله.

ابن الهيثم نتاج لبيوت الحكمة التي كانت تشهد نقاشات فنية وثقافية.


8

فنانين من الإمارات

سيشاركون في

إنجاز الأعمال

الإبداعية.

 

تويتر