مسؤول أمن المتحف تعرَّف إلى مداخله ومخارجه خلال إنشائه

البلوشي: هدفنا أن يكون «اللوفر أبوظبي» أكثر متاحف العالم أمناً

تصوير: إريك أرازاس

أكد مدير الأمن والصحة والسلامة بمتحف اللوفر أبوظبي، أحمد البلوشي، أن المتحف «يهدف لأن يكون دائماً أكثر متاحف العالم أمناً، وبالفعل نجح في تحقيق ذلك، فلم يشهد أية حوادث أو مشكلات منذ افتتاحه»، مؤكداً أن تحقيق هذا القدر من الأمن والصحة والسلامة في المكان ينطوي على العديد من التحديات، ولكن «فريق العمل يمتلك في المقابل القدرة على التعامل مع هذه التحديات وتحويلها إلى حافز لتطوير العمل باستمرار».

ودعا البلوشي في حوار لـ«الإمارات اليوم» الشباب الإماراتي للتخصص في مجال أمن المتاحف باعتباره مجالاً جديداً في الدولة، وهناك مشاريع ثقافية كبيرة سيتم افتتاحها في الفترة المقبلة في الدولة وستكون بحاجة لخريجين في هذا المجال، مثل متحف زايد الوطني ومتحف جوجنهايم، كما أن هناك تخصصات شبيهة أخرى وهي تخصصات مميزة وحديثة ومطلوبة، «خصوصاً أنها تُحمّل مسؤولية حماية الموروث للأجيال المقبلة»، فالمشاريع الثقافية التي تقام في الدولة يمتد تأثيرها لفترات زمنية طويلة وتهدف لحفظ التراث الإماراتي والإنساني للأجيال المقبلة، ولذلك يمثل الحفاظ على هذه المؤسسات وسلامتها وتطويرها مسؤولية الجميع وليس العاملين فيها فقط.

حراس أمن للمتاحف

البلوشي كشف أيضاً عن خطة لتعزيز دور شركات الأمن الخاصة في المتاحف من خلال استحداث فئة أمنية جديدة للمتاحف والمباني الثقافية التي تحتاج إلى تدريبات خاصة بها، مشيراً إلى أن هذا المشروع الذي يتم العمل عليه بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة، سيمثل إضافة مهمة للمجال الثقافي، لأنه يوفر حراس أمن لديهم المعرفة والخبرة للتعامل مع المقتنيات الفنية.

وأوضح أن اتجاهه للحصول على درجة الماجستير في الأمن الداخلي وأمن المتاحف من جامعة السوربون في باريس، جاء بناء على توجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية، عقب عودته من فرنسا بعد حصوله على درجة البكالوريوس في القانون عام 2007، بالتزامن مع توقيع اتفاقية إنشاء متحف اللوفر أبوظبي بين الإمارات وفرنسا، وبعد عودته من فرنسا انتقل للعمل من وزارة الداخلية إلى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي منذ أربع سنوات.

تحديات الافتتاح

عن افتتاح متحف اللوفر أبوظبي وكيف ساهم فيه؛ قال أحمد البلوشي إنه انضم لفريق عمل المتحف قبل الافتتاح، وهو ما ساعده على فهم المبنى، لأنه معقد وله مداخل ومخارج عديدة، ووجوده في المبنى وهو مازال تحت الإنشاء جعل من السهل عليه أن يعرف تفاصيله، لافتاً إلى أن خروج حفل الافتتاح بالنجاح الذي شاهده العالم أجمع تطلب تنسيقاً مسبقاً مع جهات مختلفة داخلية وخارجية، حتى يتم الاستعداد للحفل الذي شهده العديد من الشخصيات العامة، وكذلك الاستعداد لاستقبال الزوار بعد الافتتاح الرسمي بيومين.

وأضاف: «طبيعي أن تكون هناك تحديات عدة خلال التحضير للافتتاح، كان من أبرزها ضيق الوقت، حيث كان علينا تجهيز المكان لاستقبال حفل الافتتاح والزوار خلال شهرين فقط من استلام المبنى، كما كان علينا التنسيق مع جهات عدة لاستقبال القطع الأثرية، وهو في حد ذاته تحد كبير لكننا استطعنا تجاوزه، كذلك قمنا بوضع إجراءات محددة لتأمين القطع المعروضة، ووضع وتطبيق إجراءات داخلية تخص الزوار والموظفين، والتأكد من الالتزام بها».

توازن

وحول الاختلاف بين العمل في متاحف فرنسا وبين العمل في «اللوفر أبوظبي»، أشار البلوشي إلى أن كل مكان له طبيعته وخصوصيته التي يكتسبها من قوانين البلد وطبيعة المعروضات، وكذلك من حيث المناخ والأجواء العامة والثقافة السائدة في المجتمع وطبيعة الزوار، موضحاً أن عمله الحالي أكثر صعوبة، لأنه يتعامل مع ثقافات مختلفة. وأضاف: «من الأهداف الرئيسة لمتحف اللوفر أبوظبي، أن يكون ملتقى للحضارات وجسراً لتلاقي الثقافات، ويجمع حضارات العالم في مكان واحد، ولذلك يرحب المكان باستقبال زوار من مختلف أنحاء العالم على اختلاف ثقافاتهم».

وأوضح البلوشي أن القسم الذي يرأسه ينقسم إلى جزأين، واحد يرتبط بالأمن وهو يختص بأمن الممتلكات والمقتنيات والمعروضات، وكذلك أمن المبنى والعاملين والزوار، والآخر يهتم بالصحة والسلامة وكل ما يتعلق بصحة الزوار والموظفين والمقاولين الذي يعملون في الموقع وسلامتهم، لافتاً إلى أن القسم يقوم بتطبيق قوانين الصحة والسلامة المتبعة في إمارة أبوظبي والصادرة عن مركز أبوظبي للسلامة والصحة المهنية. وأضاف: «في ما يتعلق بتأمين المقتنيات، نشارك في مرحلة التصميم لقاعات العرض أو المعارض المؤقتة، ونعطي رأينا من ناحية الأمن والصحة والسلامة، كما نسعى في عملنا لتغيير ثقافة مصممي المعارض ومنظمي الفعاليات لتكون مبنية على المخاطر، أي أن يتوقع المقاول أو منظم الحدث بنفسه المخاطر التي يمكن أن تقع ويقيمها، ونجعل عملية تأمين المكان مسؤولية الجميع».

 سيرة مهنية

بدأ أحمد البلوشي العمل مع فريق المتحف منذ عام 2016، وهو مسؤول عن الإشراف على جميع نواحي الأمن والصحة والسلامة، سواء كانت متعلقة بالمقتنيات الأثرية أو بزوار المتحف. يعمل البلوشي ضمن إدارة العمليات التقنية للمتحف، حيث يضع الخطط الاستراتيجية ويعمل على تطويرها، كما يحرص على التأكد من فاعلية خطط استمرارية الأعمال وخطط التعافي بعد حالات الطوارئ.

بعد الثانوية العامة، غادر البلوشي إلى فرنسا لاستكمال دارسته الجامعية، إذ حصل على الإجازة في القانون من جامعة روان، ومن ثم التحق بجامعة السوربون ليكمل دراسة الماجستير في الأمن الداخلي. تدرب أحمد البلوشي في متاحف فرنسا العريقة واطّلع على أفضل الممارسات في مجال أمن المقتنيات الأثرية وصحة الزوار وسلامتهم، كما أنه عضو في جمعية أمن المتاحف العالمية وفي الجمعية الأميركية للأمن الصناعي.

تدريبات خاصة

كشف أحمد البلوشي عن خطة لتعزيز دور شركات الأمن الخاصة في المتاحف من خلال استحداث فئة أمنية جديدة للمتاحف والمباني الثقافية التي تحتاج إلى تدريبات خاصة بها، مشيراً إلى أن هذا المشروع الذي يتم العمل عليه بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة، سيمثل إضافة مهمة للمجال الثقافي، لأنه يوفر حراس أمن لديهم المعرفة والخبرة للتعامل مع المقتنيات الفنية.


- عملي الحالي أكثر صعوبة من فترة التدريب في باريس، لأننا هنا نتعامل مع ثقافات مختلفة.

- أمن المتاحف مجال جديد في الدولة، وهناك مشاريع ثقافية كبيرة بحاجة لخريجين مواطنين في هذا المجال.

- المشاريع الثقافية يمتد تأثيرها لفترات زمنية طويلة، وتهدف لحفظ التراث الإماراتي والإنساني للأجيال المقبلة.

تويتر