نهيان بن مبارك: نقلات نوعية رسمت ملامح العلاقات الإماراتية - الصينية

حوار بين حضارتين.. في ضيافة «التسامح» بأبوظبي

صورة

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أن الإمارات تحرص في سياستها الخارجية على إقامة جسور من المحبة والتواصل، واتباع خطط إيجابية مثمرة في علاقاتها الإقليمية والدولية، للإسهام في بناء مستقبل مشرق وبنّاء لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار العالمي، مشيراً إلى متانة العلاقات الدبلوماسية الإماراتية - الصينية، وتميّزها منذ إقامتها في نوفمبر 1984، إذ شهدت نقلات نوعية كبرى في مجالات عدة، وهي نقلات مثلت ترجمة لما تملكه هذه العلاقات من إمكانات التطور والنماء من ناحية، وما يتوافر لها من إرادة سياسية مشتركة من ناحية أخرى.

وأشار الشيخ نهيان بن مبارك، خلال افتتاح فعاليات مؤتمر الحوار بين الحضارتين العربية والصينية في أبوظبي، الذي تنظمه وزارة التسامح، بالتعاون مع الرابطة الكونفوشيوسية الدولية على مدى يومين، إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسس للعلاقات الإماراتية - الصينية، التي قامت منذ اليوم الأول لمصلحة الشعبين الصديقين، موضحاً أن الزيارة التاريخية التي قام بها الشيخ زايد إلى الصين خلال عام 1990، كان لها الدور الأكبر في وضع أسس العلاقات بين البلدين الصديقين ومبادئها على مدى العقود الماضية.

وأوضح أن المؤتمر، الذي يستمر على مدى يومين، يتطرق إلى العديد من الموضوعات الفكرية والمعرفية والتاريخية التي تستحوذ على اهتمام الجانبين العربي والصيني، من خلال خمس جلسات رئيسة، تعتمد الحوار أسلوباً للتواصل والتناغم والتعاون المشترك على أساس من الأخوة الإنسانية، وتفعيل المشتركات بين الحضارتين.

نقاشات مثمرة

من جانبه، عبر نائب رئيس الرابطة الكونفوشيوسية العالمية، جان شي بينغ، عن تقديره لاستضافة دولة الإمارات، ممثلة في وزارة التسامح، للمؤتمر، مشيداً بالتنظيم الجيد الذي يسمح بالانطلاق إلى مساحات واسعة من الحوارات والنقاشات المثمرة بين الثقافتين العربية والصينية، على أساس من التعاون الذي يقدر الآخر، ويحترم الاختلاف، ويتعاون في المشتركات بين الحضارتين، وهي كثيرة.

بينما أكدت مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات في جامعة الدول العربية، الدكتورة سعاد السائحي، في الكلمة التي ألقتها نيابة عن أمين عام الجامعة، أحمد أبوالغيط، أن العلاقات العربية - الصينية عميقة ومتواصلة في مختلف المجالات، كما أن التاريخ يرصد العديد من المواقف الموحّدة من الجانبين تجاه عدد كبير من القضايا الدولية، والصين تقف دائماً داعمة للموقف العربي.

وثمنت استضافة الإمارات لهذا الحدث على قاعدة من التسامح والتعايش الإنساني، معتبرة أن التعاون بين الجانبين الصيني والعربي سيصبّ دائماً في مصلحة شعوبنا ومستقبل المنطقة ككل.

فعاليات متعددة

وتضمن برنامج المؤتمر، إضافة إلى جلساته، الرئيسة عدداً من الأنشطة، منها مشاركة خاصة لطلاب مدرسة حمدان بن زايد، التي تعد أول مدرسة تم تدريس اللغة الصينية بها منذ 14 عاماً، واستعراض تراثي صيني «الرقص بالمظلة»، وعزف للطالبة مريم على آلة «جونسينج» التراثية الصينية. كما قدم أحد الطلبة الصينيين عزفاً للحن شرقي على آلة البيانو.

وضم البرنامج أيضاً استعراضاً لفن الكتابة الصينية شارك فيه طلبة إماراتيون وصينيون، وعرضاً للشاي الصيني كطقس تقليدي قدمه أحد الطلبة الإماراتيين، إضافة إلى مشاركة خاصة لوزارة التربية والتعليم وجامعة الإمارات بمعرضين يتناولان الأنشطة والفعاليات التي تخص كلاً منهما مع الجانب الصيني، إذ وصل من يتعلمون اللغة الصينية في الإمارات إلى 17 ألفاً و500 طالب حتى اليوم.


تاريخ في صور

نظمت وزارة التسامح، على هامش المؤتمر الذي حضره وزير الدولة، الدكتور زكي نسيبة، والرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، سعيد أحمد غباش، ورئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، أحمد الجروان، وعدد من القيادات الفكرية والاقتصادية والثقافية بالدولة، معرضاً للصور يؤرخ للعلاقات الإماراتية - الصينية منذ 1984 وحتى 2019، من خلال 30 لوحة تبدأ بتوقيع اتفاقية التبادل الدبلوماسي بين البلدين، مروراً بزيارة الرئيس الصيني للإمارات عام 1989، وزيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، للصين عام 1990.

تويتر