أعرق مساجد العاصمة الروسية والأضخم في أوروبا

بالفيديو.. «مسجد موسكو الكبير».. تحفة معماريـة تروي تاريخ 115 عاماً في خدمة المســـلمين

صورة

يعتبر «مسجد موسكو الكبير» تحفة معمارية وصرحاً فريداً يروي تاريخاً عريقاً يعود إلى 115 عاماً، ويعد المسجد الذي يقع قرب وسط العاصمة الروسية موسكو على مساحة 19 ألف متر مربع، من أقدم مساجد العاصمة الروسية موسكو، والأضخم في أوروبا، وتم تشييده في عام 1904، وخضع لأعمال ترميم وتوسعة شاملة استمرت 10 أعوام، وبكلفة بلغت 170 مليون دولار بتجديد كامل في عام 2015، وافتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمشاركة عدد من قادة الدول، قائلاً في خطابه آنذاك «إنه حدث كبير لمسلمي روسيا. لقد أعيد بناء أحد أقدم مساجد موسكو في مكانه التاريخي».

واحتفل «مسجد موسكو الكبير»، الذي يعرف كذلك بـ«مسجد موسكو الجامع»، في سبتمبر الماضي بالعاصمة الروسية موسكو، بالذكرى الـ115 لتأسيسه بحضور أكثر من 500 ضيف بارز من 50 دولة. يذكر أن المسجد الذي يستوعب الآلاف من حشود المصلين، بعد خضوعه لعمليات توسعة وترميم، أصبح الجامع الأكبر في أوروبا.

قصة تأسيس

وتعود قصة تأسيس «مسجد موسكو الجامع»، الذي لم تغلق أبوابه قط حتى خلال الحربين العالميتين، والحرب الأهلية الروسية في ثلاثينات القرن الماضي، إلى عام 1902، حين قرر بعض التجار التتار شراء أرض لبناء مسجد الذي تم الانتهاء منه بعد عامين في عام 1904. وبعد مرور 100 عام على تأسيسه في عام 2004، اتخذ قرار بضرورة إعادة ترميمه، الأمر الذي حظي بتأييد بوتين وعمدة مدينة موسكو آنذاك، فخضع لأعمال ترميم وتوسعة شاملة انتهت في عام 2015، وبكلفة بلغت 170 مليون دولار، حسب نائب رئيس مجلس المفتين في روسيا، روشان عباسوف.

6 طوابق

يتكون المسجد الذي يعتبر أحد المساجد الأربعة الرئيسة الموجودة في العاصمة موسكو، من ستة طوابق، وتضاعفت مساحته لتبلغ 19 ألف متر مربع، وهو قادر على استيعاب 10 آلاف من المصلين، عوضاً عن 500 كان يستوعبهم المسجد قبل الترميم.

ويضم المسجد، الذي يكتسي بسجاد فيروزي فاخر ونقوش وزخارف إسلامية مميزة، صالة محاضرات ومتحفاً مصغراً يسمى «متحف الإسلام»، تعرض داخل صناديقه الزجاجية مجموعة من المقتنيات، منها لوحات ونسخ تاريخية من القرآن الكريم مكتوبة بخط اليد، وقطعة من كسوة الكعبة الشريفة مهداة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، في عام 2006، حين كان أميراً لمنطقة الرياض.

قبلة للمسلمين

وقال مدير إدارة العلاقات الدولية في مجلس شورى المفتين لروسيا، ايلدار علييف، لـ«الإمارات اليوم»، خلال زيارة الوفد الإعلامي الإماراتي للعاصمة الروسية: «هذا المسجد بني في عام 1904، ومنذ ذلك الحين لم يغلق أبوابه أمام المصلين والزائرين، وذلك على الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بروسيا في ظل حكم الاتحاد السوفييتي، وأصبح قبلة للمسلمين».

وأضاف: «نحن نتمتع في المسجد بوجود مقر الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، التي تقوم بالعمل في المجالات المختلفة، كالمجال التثقيفي والعلمي والاجتماعي، وغيرها، ومن إحدى الدول التي نتعامل ونتعاون معها بكثافة دولة الإمارات، وفي رأيي هناك مجال أمام مجلس شورى المفتين لروسيا والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية لتعزيز سبل التعاون لما فيه مصلحة البلدين».

وأوضح علييف «هناك المجال القرآني، وهناك التعاون القائم، وإن شاء الله هناك مزيد من التعاون في مجال تبادل القراء والحفاظ والمحكمين في مجال المسابقات الدينية الإقليمية والدولية، وكذلك أعتقد أن هناك سبلاً بإمكاننا تعزيزها في مجال الطباعة، ومجال تبادل الكتب القيمة التي تبرز الإسلام دين الوسطية، ودين المبادئ السمحة التي تدعو إلى التسامح، وتدعو إلى حسن الجوار، وبالتعاون مع أشقائنا في الإمارات نحن نتطلع إلى مزيد من البرامج المشتركة، والتعاون المثمر الذي سينفع البلاد والعباد».

قادة وزعماء

يذكر أن «مسجد موسكو الكبير»، المعروف بـ«مسجد موسكو الجامع»، زاره عدد من الرؤساء دول عربية وإسلامية، منهم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر في عام ١٩٥٨م، ورئيس إندونيسيا أحمد سوكارنو في عام ١٩٥٦ﻡ، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والفلسطيني محمود عباس، وزعيما منطقتي الشيشان وتتارستان خلال افتتاح المسجد في عام 2015، وغيرهم من الشخصيات البارزة، إلى جانب الوفود الخارجية.

مجلس شورى المفتين

منذ إنشاء «مسجد موسكو الكبير» بدأت الأنشطة الدولية لمجلس شورى المفتين في بداية القرن الـ20، فالنشاط الدولي لمسلمي روسيا وقت قيام الاتحاد السوفييتي كان يقتصر على الاجتماعات مع الوفود من الشرق، التي كان يرغب رؤساؤها في التعرف إلى أحوال المسلمين في الاتحاد السوفييتي، ومنذ بداية التحول الديمقراطي أصبحت الأنشطة الدولية لمسلمي روسيا أكثر انتظاماً، وفي عام 1994 أنشئت الإدارة الدينية لمسلمي القسم الأوروبي في روسيا، التي أدت إلى إنشاء قسم العلاقات الخارجية، الذي لعب دوراً كبيراً في تصحيح وتوضيح انتشار الأخبار المتناقضة في المجتمع الدولي، بما في ذلك العلاقات بين الأديان، والعلاقة بين المسلمين والحكومة الروسية. فقد حمل القسم على عاتقه هذه المهمة، إلى جانب تنظيم زيارات الوفود الخارجية، التي غدت زيارات منتظمة بشكل رسمي. ومنذ تسعينات القرن الـ20 أصبح المسلمون في روسيا يؤدون دوراً كبيراً في السياسة الخارجية الروسية، ومن أعظم الإنجازات التي قاموا بها حصول روسيا على درجة المراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي في عام 2005.

«دورة زايد الخير»

تربط علاقة وثيقة ما بين مجلس شورى المفتين لروسيا ودولة الإمارات، الأمر الذي يتمثل في أوجه تعاون متنوعة، ومنها التعاون مع جائزة دبي الدولة للقرآن الكريم، ففي عام 2018 أعلنت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم رعاية مسابقة موسكو الدولية للقرآن في دورتها للعام ذاته، وتقديم نصف مليون درهم لها لتمويل تكاليفها كمبادرة في «عام زايد»، وعليه أطلق على الدورة «دورة زايد الخير».

وفي عام 2016 تم تكريم جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كأفضل المسابقات الدولية في مجال القرآن الكريم على مستوى العالم، وذلك في حفل ختام مسابقة موسكو الدولية للقرآن الكريم في دورتها الـ17، كما تم تكريمها في الدورة ذاتها كضيف شرف.

«الإمارات دولة التسامح»

نوه مدير إدارة العلاقات الدولية بمجلس شورى المفتين لروسيا، إيلدار علييف، في حديثه لـ«الإمارات اليوم»، إلى الدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات في نشر ثقافة التسامح والعمل على تعزيزها، وتعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، الأمر الذي يتجسد بصورة واضحة في سياستها، وتخصيصها العام الجاري 2019 عاماً للتسامح، يهدف إلى إبرازها عاصمة عالمية للتسامح، امتداداً لنهج مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي تشرفنا بإطلاق اسمه على الدورة التاسعة عشرة لمسابقة موسكو الدولية للقرآن عام 2018.


ايلدار علييف:

• «نتطلع إلى مزيد من البرامج المشتركة والتعاون المثمر مع أشقائنا في الإمارات في مجال الطباعة وتبادل الكتب القيمة التي تبرز الإسلام دين الوسطية».


• المسجد لم تغلق أبوابه خلال الحربين العالميتين، والحرب الأهلية الروسية في ثلاثينات القرن الماضي.

• خضع المسجد لأعمال ترميم وتوسعة شاملة استمرت 10 أعوام وبكلفة بلغت 170 مليون دولار.

• 1904 العام الذي شهد تشييد المسجد، والذي خضع للترميم الكامل في 2015.

• 19 ألف متر مربع مساحة المسجد.

تويتر