أكد أن حكايته مع الكاميرا قديمة و«إكسبوجر» طوّر موهبته

سلطان بن أحمد القاسمي: المصور صيّاد متحفّز لاقتناص الجمال

صورة

من الهواية إلى الشغف، تطوّرت حكاية الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، مع توثيق اللحظات الجميلة، وفن التصوير، إذ بدأ الفصل الأول منذ الطفولة، وتواصلت المسيرة، حتى بين زحمة العمل والمسؤوليات، إذ ينظم وقته؛ ويستحضر عدسته متتبعاً سحر الطبيعة وتقلباتها ومشاهد من حضارات وثقافات لإدراكه بأهمية الصورة كركن أساس في الفن والحضارة، وأداة لنقل الحقائق وبناء الوعي وتشكيل الوجدان، رغم ما تتطلبه اللقطة الجميلة التي تبقى.

رئيس مجلس الشارقة للإعلام:

- «علاقتي بالكاميرا، تأسست على قاعدة من الشغف والرغبة في تخليد اللحظات الجميلة التي قد لا تتكرر».

- «تغلبنا على التحديات التي واجهت (إكسبوجر) بالمثابرة، فأصبح المصورون أنفسهم سفراءنا».

وكشف الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، في حواره مع «الإمارات اليوم»، عن أسرار الهواية التي لا يتحدث عنها كثيراً في سياقها الخاص، بل يضعها في السياق العام، وما تؤديه الصورة من دور في الحياة بمختلف تجلياتها، مؤكداً أن المصور الجيد هو الذي يكون كصياد متحفز دوماً لاقتناص الجمال، واللحظات العابرة.

عن البدايات

وعن بدايات الحكاية مع الكاميرا، قال إن «علاقتي بالكاميرا بدأت منذ الطفولة، إذ تأسست على قاعدة قوية من الشغف والرغبة في تخليد اللحظات الجميلة التي قد لا تتكرر، فلولا وجود الكاميرا والصورة لضاعت لحظات كثيرة في هذه الحياة إلى الأبد. ومع الوقت تحول الشغف إلى إيمان بأهمية هذا الفن، وقناعة بالجدوى من توظيفه للانتصار لقضايا مختلفة، فالصورة تحتضن بين خطوطها وأضوائها وألوانها الكثير من المعارف، تخاطب الجمهور وتنقل إليهم الأفكار بسهولة وقوة قد تعجز الكلمات عنها».

وأضاف «علمتني هوايتي أن كل مصور راوٍ وصاحب قصة قد يكون الشاهد الوحيد عليها، فلا أحد يرى العالم والأحداث من الزاوية الإبداعية نفسها التي يراها المصور، ولا أحد يقتنص التفاصيل الخفية بمثل مهارته، وعندما يعرض المصور صوره التي التقطها للناس، فهو في الحقيقة يروي لهم حكاية متكاملة الأركان. لذا أقول دائماً: استمعوا للصورة ولا تنظروا إليها فقط، عيشوا تفاصيلها وابحثوا عن الحكايات التي تجسّدها وتذكروا من التقطها، واسألوا أنفسكم عن الغاية منها، ولا تمروا عليها مرور الكرام».

أنواع كثيرة من التصوير تستهوي الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي الذي يرى أن اختيارات البحث عن الأنواع في التصوير تتلاشى، وهناك لحظات ومواقف وأوقات تفرض اقتناص الصورة «فبين سحر الصحراء وليلها تتجلى العديد من مواطن الجمال لما لها من إيقاع خاص تلهم المصور للغوص في عوالم فريدة. قد يطغى اللون الأسود على المشهد الليلي، لكن تحت ردائه الأسود، الكثير من الجمال والألوان لهذا أصور النجوم بتقنيات معينة وخاصة وتلهمني حركتها التي أحاول تتبعها وتجميدها بلقطة عدسة».

وتابع «إلى جانب التصوير الليلي، يستهويني تصوير المدن وثقافات الشعوب والطبيعة بجمالها وكائناتها. ولكل مدينة شخصيتها، أسعى خلال تجوالي إلى تسجيل التفاصيل التي تظهر هذه الشخصية، فإذا نظرت لصورة بعد سنوات، أتمكن من تحديدها على الفور».

ويكمل رئيس مجلس الشارقة للإعلام «أما الطبيعة فلها طقوسها الخاصة من البحث والتحفّز، تشبه تحفز الصياد لكن دون المساس بتلك الكائنات الجميلة التي تمارس حياتها أمامنا بأمان. في واحدة من رحلاتي إلى القارة الإفريقية، انتظرت مجموعة من الحيوانات الضارية التي وجدتها تسير إلى جانب بعضها بعضاً، ترصّدت حركاتها، وفي رأسي موضوع لصورة معينة. لكن في حركة مفاجئة، همّت الحيوانات بالركض والانسحاب من المكان، وسرعان ما التقطت صورة. وبعدما عدت من رحلتي واستعرضتها، وجدت أنها غير واضحة المعالم، لكن حيواناً واحداً من المجموعة ظهرت عليه علامات السرعة والحركة في اللقطة، وقد أعجبتني ولفتت انتباهي، فاحتفظت بها، وأعتبرها واحدة من الصور التي صنعت المصادفة جمالها».

ميلاد فكرة

كيف ولدت فكرة المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر)؟ سؤال يجيب عنه الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، قائلاً: «عملنا في مجلس الشارقة للإعلام والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة مع الصورة بشكل يومي كان له الأثر الأكبر في انطلاقة المهرجان الذي يستهدف تأكيد أهمية الصورة، بما يسهم في الارتقاء بواقع ومستقبل التصوير الصحافي في العالم، وتعريف المصورين على هذا النوع من الفنون من زواياه المختلفة، إلى جانب تقديم نماذج ملهمة من المصورين الذين استطاعوا بصورهم أن يغيروا أو يؤثروا في مسار الأحداث وأفكار الناس ومواقفهم تجاه قضايا معينة».

وأضاف: «بالنسبة لي وكغيري من هواة التصوير يشكل المهرجان فرصة لتطوير موهبتي واكتشاف أسرار التصوير وصولاً إلى الاحتراف لما يتيح من تقارب بين المحترفين من مختلف دول العالم والهواة. انتقلنا في المهرجان من خانة المراقب لحالة قطاع التصوير الصحافي إلى العمل على تطوير مهارات وخبرات المصورين، ودعم المتميزين منهم، وفتح المجال أمامهم للتعرّف إلى إبداعات المصورين من مختلف أنحاء العالم».

وحول التحديات التي واجهت «إكسبوجر»، اعتبر الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي أن التحدي الحقيقي هو الإصرار على أن يكون المهرجان دولياً شاملاً واستقطاب أشهر المصورين «كما واجهتنا تحديات في البداية، منها التسويق للحدث، واستقطاب مصورين عالميين، فالحدث لم يكن معروفاً بهذا الشكل منذ انطلاقته، خصوصاً أن تنظيمه كان في أوقات ذروة انشغال الكثير من المصورين، كونه يأتي في نهاية العام. لكننا تغلبنا على التحديات بالمثابرة والتمسك برسالة المهرجان، فأصبح المصورون أنفسهم سفراءنا، يعرفون العالم أجمع عن المهرجان».

قضايا إنسانية

أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أن «إكسبوجر» تجاوز مجرد خدمة قطاع التصوير الصحافي، إذ يتبنى قضايا إنسانية عدة «لأن كل عمل تنهض به الشارقة مرتبط بشكل وثيق بمشروعها الثقافي والفني الداعم للإبداع وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي رؤية تجتمع عليها المؤسسات الحكومية والخاصة في الشارقة، وتنسجم مع التوجهات العامة لدولة الإمارات».

تويتر